بينها نقص الأكياس البلاستيكية... ما أسباب بطء عملية إنتاج لقاحات «كورونا»؟

موظف يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ف.ب)
موظف يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ف.ب)
TT

بينها نقص الأكياس البلاستيكية... ما أسباب بطء عملية إنتاج لقاحات «كورونا»؟

موظف يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ف.ب)
موظف يقوم بتجهيز جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا (أ.ف.ب)

رغم زيادة إنتاج لقاحات «كورونا» خلال الفترة الماضية من صفر إلى مليارات الجرعات في وقت قياسي، فإن النقص في المواد الخام والمعدات حد من عدد الجرعات التي يمكن صنعها.
لمحاولة تخفيف آثار هذا النقص الحاصل، تم إطلاق منصة لمساعدة المصنعين والموردين على معرفة ما هو متاح والسماح لهم بالتداول في مكان واحد. وستساعد المنصة على مطابقة المواد والمخزون الفائض مع الشركات التي تحتاجها، بدءاً بالمواد المطلوبة بشكل كبير، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وهنا نلقي نظرة على بعض الأسباب الرئيسية التي تسبب تراجعاً في عملية إنتاج اللقاحات، بالإضافة إلى القضايا الأوسع المحيطة بذلك، مثل الملكية الفكرية.
أكياس بلاستيكية عملاقة
كانت إحدى أكثر المشاكل إلحاحاً هي النقص في الأكياس البلاستيكية الكبيرة المعقمة المستخدمة لزراعة خلايا اللقاح داخل أوعية كبيرة تسمى المفاعلات الحيوية. وتشبه إلى حد ما الأكياس المستخدمة في عملية التخمير في المنزل، كما يقول ماثيو داونهام، قائد التصنيع المستدام للتحالف من أجل الاستعداد للأوبئة - وهي هيئة عالمية تهدف إلى تسريع إنتاج اللقاح.
وتعتبر الأكياس البلاستيكية العملاقة، التي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى ألفي لتر، ضرورية في عملية صنع جميع أنواع اللقاحات التي يتم توزيعها حالياً.

مرشحات وأنابيب بلاستيكية
وكان هناك أيضاً مخاوف بشأن توفر المرشحات (فلتر) والأنابيب البلاستيكية. كلاهما، مرة أخرى، مطلوبان من قبل جميع أنواع اللقاحات التي يتم إنتاجها حالياً.
وتُستخدم الأنابيب البلاستيكية في العديد من العمليات البيولوجية، ولكن لا يمكن استخدامها إلا مرة واحدة.

 المواد الخام
تعاني الشركات من نقص في المكونات الأساسية لتطوير عملية زرع الخلايا - المستخدمة لإنتاج بعض المواد الدوائية.
كانت هناك أيضاً مشاكل مع مكون متخصص يسمى الجسيمات النانوية الدهنية - وهي جزيئات بالغة الصغر ضرورية للقاحات «إم آر إن إيه» الرائدة التي تنتجها «فايزر» و«موديرنا».
قبل الوباء، كانت هذه الجسيمات النانوية - التي تُستخدم لإيواء مادة الدواء لسهولة توصيلها إلى الجسم - تُنتج بكميات صغيرة فقط من أجل الأبحاث السريرية، لذا كان التوسع يمثل تحدياً كبيراً.

 العمال المدربون
مع تصاعد تصنيع اللقاحات، تزداد الحاجة أيضاً إلى الأشخاص المهرة.
يقول المشاركون في الصناعة إن بعض المواقع كافحت للعثور على عدد كافٍ من العمال المدربين لملء أدوار متخصصة.
يقول داونهام إن الشركات تجد صعوبة في نقل موظفيها بين مواقعها الخاصة، ولكن الأمر «أكثر تعقيداً» عند نقل الموظفين إلى شركة أخرى متعاقد معها للقيام بالتصنيع.
وللمساعدة في حل المشكلة، تريد صناعة الأدوية أن ترى العمال قادرين على السفر بين المواقع الدولية بسهولة أكبر.

ماذا عن الملكية الفكرية؟
يعتبر البعض قضية حماية الملكية الفكرية وبراءات الاختراع على أنها من العوامل التي تمنع الانتشار العالمي الحالي للقاحات.
وتشير الملكية الفكرية إلى الابتكارات أو الاختراعات التي يحميها القانون من خلال أدوات مثل براءات الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية.
وألقت الولايات المتحدة دعمها وراء تحرك منظمة التجارة العالمية للتخلي عن براءات الاختراع مؤقتاً للقاحات فيروس «كورونا».
جاء ذلك في أعقاب حملة قامت بها الهند وجنوب أفريقيا ومجموعة من نحو 60 دولة تجادل بأن التنازل عن حماية الملكية الفكرية سيسمح بنقل المعرفة المرتبطة بتصنيع لقاحات «كورونا» بسهولة أكبر.
لكن، يصر مصنعو اللقاحات على أنه حتى إذا تم إلغاء الملكية الفكرية الخاصة باللقاحات الحاصلة على براءة اختراع، فلن تتمكن الشركات الجديدة فجأة من تصنيعها. وستظل تلك الشركات بحاجة إلى المرافق المتخصصة والخبرة، وسوف تتنافس على نفس العدد المحدود من الموظفين المدربين والمواد المطلوبة.


مقالات ذات صلة

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بتقنية ثلاثية الأبعاد... «أسلحة شبح» يمكن تصنيعها منزلياً في يوم واحد

أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)
أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)
TT

بتقنية ثلاثية الأبعاد... «أسلحة شبح» يمكن تصنيعها منزلياً في يوم واحد

أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)
أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)

«لم تعد هناك سيطرة على الأسلحة»، هكذا تقول إحدى الرسائل على موقع Deterrence Dispensed، وهو منتدى على الإنترنت مخصص للأسلحة النارية المنفذة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وفق تقرير لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

منذ أن تم الكشف عن اعتقال لويجي مانجيوني، الرجل البالغ من العمر 26 عاماً والمتهم بقتل الرئيس التنفيذي لشركة التأمين الصحي براين طومسون، وهو يحمل سلاحاً محلي الصنع، كان الموقع المزعج مليئاً بالمشاركات التي تناقش - وفي بعض الحالات، تحتفل - بالخبر.

وقال أحد صناع الأسلحة الهواة: «سوف يظهر للعالم أن الطباعة ثلاثية الأبعاد قابلة للتطبيق بالفعل»، بينما صرَّح صانع أسلحة: «النقطة الأساسية هي أن قوانينهم لا تهم. لقد قتل رجل واحداً من أغنى الناس في العالم في مكان به بعض من أكثر ضوابط الأسلحة صرامة في العالم».

إن اللامبالاة الظاهرية التي أبداها الكاتبان إزاء جريمة القتل بدم بارد لرئيس شركة «يونايتد هيلث كير»، وهو زوج وأب، في شوارع نيويورك توضح مدى حماسة مجتمع متنامٍ على الإنترنت ينظر إلى الأسلحة المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد - الأسلحة التي يمكن تصنيعها بالكامل في المنزل، دون استخدام أي أجزاء قابلة للتتبع، باعتبارها حصناً مهماً ضد التعدي على مراقبة الأسلحة في الولايات المتحدة.

لقد استخدم مانجيوني تصاميم وزَّعتها شركة «ديتيرينس ديسبينسد»، ولا تزال تصاميم سلاحه متداولة على المنتدى. وقد تم حذف غرفة دردشة مخصصة لاختبار نموذج مماثل من كاتم الصوت صباح الثلاثاء، في حين اختفت حسابات مصممها على الإنترنت من منصات متعددة.

لكن السلاح الذي عُثر عليه في حوزة مانجيوني بعد اعتقاله في أحد مطاعم «ماكدونالدز» في بلدة ألتونا بولاية بنسلفانيا يوم الاثنين لم يكن مطبوعاً بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بالكامل.

فقد ذكر تقرير للشرطة أن السلاح كان يحتوي على «شريحة معدنية ومقبض بلاستيكي بماسورة معدنية ملولبة»، وكان به «مخزن غلوك محمل بـ6 طلقات معدنية كاملة عيار 9 ملم».

الدكتور راجان بسرا، باحث من المركز الدولي لدراسة التطرف والذي درس تطوير الأسلحة النارية المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حدد السلاح من صور الشرطة الأميركية بوصفه نوعاً من «البندقية الشبح» التي يمكن تصنيعها من مزيج من الأجزاء المصنعة تجارياً والمنزلية.

وشرح أنه «في أميركا، توجد أجزاء من السلاح يمكنك شراؤها قانونياً مع الحد الأدنى من التنظيم؛ لأنها غير مصنفة قانونياً على أنها أجزاء سلاح ناري، مثل البرميل والشريحة».

وأضاف: «هناك عدد من الشركات المصنعة التي تصنع هذه الأسلحة ويمكن للمرء شراؤها في الولايات المتحدة. وهنا يأتي دور الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ لأنك تصنع بقية المسدس من البلاستيك، ثم تجمع بين الاثنين، وستحصل على مسدس صالح للاستخدام».

يُعرف نوع السلاح الذي يُزعم أن مانجيوني استخدمه باسم «إطار غلوك». وقد تم تداول الكثير من التصميمات على الإنترنت لسنوات، ويُعتقد أنها أصبحت شائعة بين هواة الأسلحة المطبوعة ثلاثية الأبعاد في الولايات المتحدة وكندا.

ويسمح ابتكارها للناس بامتلاك الأسلحة النارية دون المرور بأي عملية تسجيل مطلوبة قانوناً أو استخدام أجزاء مختومة بأرقام تسلسلية من الشركات المصنعة، ومن هنا جاء لقب «البنادق الشبح».

وحذَّر بسرا من أنه «يمكن للمرء أن يصنع مسدساً في المنزل دون أن تعلم السلطات بذلك بالضرورة، وبالنسبة لأولئك الذين يريدون التخطيط لاغتيال، على سبيل المثال، فهذا حافز واضح للقيام بذلك».

في حين قد يستغرق الأمر أياماً عدة لطلب المكونات التجارية اللازمة عبر الإنترنت وتسليمها، فإن الأمر لن يستغرق سوى ساعات لطباعة الأجزاء البلاستيكية من المسدس الذي يُزعم أن مانجيوني استخدمه.

إن الطابعات ثلاثية الأبعاد التي يوصي بها عادة مجتمعات صناعة الأسلحة وتستخدمها متاحة على نطاق واسع من تجار التجزئة الرئيسين، وهي تصنّع الأجزاء المطلوبة من خلال تشغيل ملفات يمكن تنزيلها مجاناً إلى جانب كتيبات التعليمات التفصيلية.

وأوضح بسرا أنه «لصنع مسدس مثل المسدس الذي استخدم في جريمة قتل برايان تومسون، يمكن لأي شخص استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد تم شراؤها من (أمازون) بنحو 250 جنيهاً إسترلينياً. إنها بحجم ميكروويف كبير وليست نظاماً معقداً بشكل خاص للتشغيل. يمكنك وضعها في غرفة نومك، في الزاوية واتباع البرامج التعليمية عبر الإنترنت حول كيفية تشغيلها».

ونبّه من العواقب المرعبة لمثل هذه البساطة، وقال: «قد يستغرق الأمر ساعات لطباعة المسدس، لكن تجميعه قد يستغرق دقائق. يمكنهم القيام بالشيء بالكامل في يوم واحد. يمكن لأي شخص القيام بذلك، ما دام كان لديه القليل من الصبر وبعض الأدوات الأساسية ويمكنه اتباع التعليمات».