مشيشي يصف الحرب على الفيروس بـ«أم المعارك التونسية»

الكويت وفرنسا تمدان تونس بالأكسجين

المشيشي خلال متابعته حملات التلقيح أول من أمس (وات)
المشيشي خلال متابعته حملات التلقيح أول من أمس (وات)
TT

مشيشي يصف الحرب على الفيروس بـ«أم المعارك التونسية»

المشيشي خلال متابعته حملات التلقيح أول من أمس (وات)
المشيشي خلال متابعته حملات التلقيح أول من أمس (وات)

تواصلت المساعدات الدولية لتونس لمساعدتها على مجابهة فيروس «كورونا» الذي تفشى بشكل كبير، وأودى بحياة 17.913 شخصاً، وأصاب 555.997 آخرين، بحسب إحصاءات «رويترز»، أمس (الجمعة)، فيما تابع رئيس الوزراء هشام المشيشي حملات التلقيح بجولة على عدد من المناطق، واصفاً الحرب ضد «كورونا» بـ«أم المعارك التونسية».
وبحسب «وكالة أنباء تونس أفريقيا» (وات)، وصلت، ليل أول من أمس (الخميس)، إلى مطار قرطاج الدولي، طائرة عسكرية كويتية محملة بكميات من الأكسجين منحتها دولة الكويت إلى تونس في «إطار المد التضامني الأخوي لمجابهة جائحة (كوفيد - 19)».
وتندرج هذه الشحنة من الأكسجين وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، في «إطار الجسر الجوي الذي أقرته دولة الكويت الشقيقة لدعم تونس والوقوف إلى جانبها في هذا الظرف الصحي الصعب».
وقد تم تسلم هذه الكمية الجديدة من مادة الأكسجين بحضور الفريق بالبحرية عبد الرؤوف عطاء الله، المستشار أول لدى رئيس الجمهورية مكلف الأمن القومي، والفريق طبيب مصطفى الفرجاني، مدير عام الصحة العسكرية، وسفير دولة الكويت في تونس علي أحمد الظفيري.
وكان سبقها بساعات وصول كميات مماثلة من فرنسا، إذ رست عصراً باخرة عسكرية فرنسية محملة بكمية من مادة الأكسجين ممنوحة من الجمهورية الفرنسية لتونس في «إطار معاضدة جهودها لمواجهة تفشي فيروس (كورونا)»، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية. وأوضحت الرئاسة في بيان أن «هذه الدفعة الجديدة من الدعم التضامني الفرنسي لتونس تمثل عنواناً جديداً في مسار علاقات الصداقة المتينة التي تجمع البلدين، وتجسيداً لرغبتهما المشتركة في تكريس مبدأ المعالجة الجماعية لجائحة (كوفيد - 19)».
وتم تسلم هذه الشحنة من الأكسجين بحضور الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي، نادية عكاشة ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، كاتب الدولة لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجيّة الفرنسي المكلّف السياحة والفرنسيين بالخارج والفرنكوفونيّة جون باتيست لوموان، وسفير الجمهورية الفرنسية بتونس أندري باران.
وكذلك قررت فرنسا منح تونس دفعة جديدة بـ500 ألف جرعة من اللقاحات ضدّ «كوفيد - 19»، وفق ما أعلنه كاتب الدولة لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجيّة الفرنسي المكلّف السياحة والفرنسيين بالخارج والفرنكوفونيّة، جون باتيست لوموان، لدى استقباله من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، أمس (الخميس)، بقصر قرطاج، حسب بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأوضح كاتب الدولة الفرنسي الذي كان محمّلاً برسالة خطّية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موجّهة إلى الرئيس سعيد، أن بهذه الدفعة الجديدة من اللقاحات سيرتفع عدد الجرعات الممنوحة من فرنسا إلى ما يفوق مليون جرعة، وذلك فضلاً عن معدّات طبية وأكسجين ستصل إلى تونس. ونوّه رئيس الجمهورية، خلال هذا اللقاء، بعلاقات الصداقة المتميّزة التي تجمع بين البلدين والتي تجسّدت، مؤخّرا، عبر إرسال فرنسا لمعدات وتجهيزات طبية متنوّعة وجرعات لقاح وكميات من الأكسيجين لدعم جهود تونس في مواجهة تفشي فيروس «كوفيد - 19». وكان اللقاء، حسب البلاغ، مناسبة للتأكيد على تمسّك تونس وفرنسا بضرورة تضافر الجهود الدوليّة لضمان مجابهة ناجعة وشاملة للأزمة الصحيّة الراهنة، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2532 لسنة 2020 الذي تمّ اعتماده بمبادرة مشتركة بين البلدين.
وأدلى جون باتيست لوموان، عقب اللقاء، بتصريح أشار من خلاله، بالخصوص، إلى أن المحادثة تناولت، أيضاً، الاستعدادات الجارية لاحتضان تونس للقمة 18 للفرنكوفونية، فضلاً عن استعراض واقع التعاون الثنائي لا سيّما في مجال التعليم العالي وتيسير تنقّل الطلبة التونسيين لمواصلة دراستهم بفرنسا.
- جولة مشيشي
إلى ذلك، أكّد مشيشي، خلال مواكبته سير حملة التلقيح في أرياف معتمدية سجنان وجومين أول من أمس، ضرورة الترفيع في عدد التلاقيح والتركيز على حملات التلقيح المتنقلة في القرى والمناطق البعيدة واستغلال مراكز الصحة الأساسية والمستوصفات في هذه الحملة.
وقال رئيس الحكومة في تصريح إعلامي إن «أم المعارك التونسية الآن هي المعركة ضد جائحة فيروس (كورونا)»، مؤكداً إيمانه وثقته في «انتصار تونس فيها بفضل التكاتف الإيجابي والتفاعل الثنائي للمجتمع المدني ومصالح الدولة في كل المناطق والجهات».
وأبرز في ذات السياق، أهمية منظومة الفرق والمراكز الصحية المتنقلة في الرفع من نسبة الملقحين، ودورها في معاضدة بقية مكونات منظومة التلقيح والمراكز القارة، مثنياً بالمناسبة على جهود جميع الإطارات الطبية وشبه الطبية في التصدي للجائحة وعلى دور نسيج المجتمع المدني الذي هب لمعاضد المجهود الوطني في هذا السياق.
واطلع رئيس الحكومة، بحضور رئيس اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة والي بنزرت محمد قويدر وبقية ممثلي السلط المحلية والهياكل المعنية المتداخلة، على سير عمل الفرق الصحية المتنقلة، التي انطلق عملها نهاية الأسبوع الماضي، بكل من المركز المحلي بمعهد بازينة من معتمدية جومين، والمركز المحلي بمعهد 15 أكتوبر (تشرين الأول) بمعتمدية سجنان، بهدف تطعيم نحو 6000 شخص ممن فاقت أعمارهم 50 سنة.
وتهدف هذه الحملة إلى الحد من مزيد انتشار الإصابات وكسر حلقات العدوى بالفيروس بهذه المناطق وبقية مناطق الجهة، وهي ذات الشأن بالنسبة لحملة التلقيح الجارية حالياً بمعتمدية غزالة الرامية إلى تطعيم نحو 3000 شخص ممن تجاوزت أعمارهم 50 سنة.


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».