الذكاء الصناعي يؤدي إلى ثورة طبية في فهم البروتينات

بنية بروتين بشري صُمم بواسطة برنامج الكومبيوتر (أ.ف.ب)
بنية بروتين بشري صُمم بواسطة برنامج الكومبيوتر (أ.ف.ب)
TT

الذكاء الصناعي يؤدي إلى ثورة طبية في فهم البروتينات

بنية بروتين بشري صُمم بواسطة برنامج الكومبيوتر (أ.ف.ب)
بنية بروتين بشري صُمم بواسطة برنامج الكومبيوتر (أ.ف.ب)

يستخدم الذكاء الصناعي في التنبؤ بهياكل كل أنواع البروتينات التي يصنعها جسم الإنسان تقريباً. وقد يساعد هذا التطور في الإسراع من اكتشاف عقاقير جديدة لعلاج الأمراض، إلى جانب تطبيقات أخرى، حسب «بي بي سي». وتعد البروتينات هي اللبنات الأساسية في بناء الكائنات الحية، فكل خلية من خلايا الجسم معبأة بالبروتينات. وإن فهم أنواع البروتينات يشكل أهمية بالغة في تطوير الطب، ولكن حتى الآن لم يتم التوصل إلا إلى جزء ضئيل من ذلك.
استعان الباحثون ببرنامج يسمى «ألفا فولد» في التنبؤ بهياكل 350 ألف نوع من البروتينات التي تنتمي إلى البشر وكائنات حية أخرى. تكمن التعليمات الخاصة بصناعة البروتينات البشرية في الجينوم البشري، وفي الحمض النووي الموجود في نواة الخلايا البشرية. وهناك نحو 20 ألفاً من هذه البروتينات التي يعبر عنها الجينوم البشري. وبصفة إجمالية، يشير علماء الأحياء إلى هذا الكيان المكمل بمسمى «بروتيوم».
وتعليقاً على النتائج التي تمخض عنها برنامج «ألفا فولد»، قال الدكتور دميس هسابيس، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة «ديب مايند» للذكاء الصناعي: «نعتقد أنها الصورة الأكثر اكتمالاً ودقة للبروتيوم البشري حتى الآن». وأضاف قائلاً: «نعتقد أن هذا العمل يمثل أهم مساهمة قدمها الذكاء الصناعي في النهوض بحالة المعرفة العلمية حتى الآن».
واستطرد قائلاً: «كما أعتقد أنه مجهود عظيم ومثال على نوع الفوائد التي يمكن أن يجلبها الذكاء الصناعي للمجتمع. ونحن متحمسون جداً لرؤية ما الذي سوف يفعله المجتمع بهذا التقدم». وتتكون البروتينات من سلاسل من كتل البناء الصغرى أصغر المسماة بالأحماض الأمينية. وتُطوى هذه السلاسل بطرق مختلفة لا تعد ولا تحصى، وتُشكل صورة ثلاثية الأبعاد فريدة للغاية. ويحدد شكل البروتين وظيفته في جسم الإنسان.
وإن بنيات البروتين الـ350 ألفاً التي تنبأ بها برنامج «ألفا فولد» لا تشتمل على الـ20 ألفاً الموجودة في البروتينات البشرية فحسب، بل أيضاً تلك الموجودة فيما يسمى الكائنات الحية النموذجية المستخدمة في البحث العلمي، مثل العصيات القولونية، والخميرة، وذبابة الفاكهة، والفئران. ووصف الباحثون في شركة «ديب مايند» رفقة فريق من «مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي» هذه القفزة العملاقة في القدرات العلمية في مجلة «نيتشر» العلمية المرموقة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.