فيضانات وحرائق... بداية مليئة بالكوارث الطبيعية لصيف 2021

السلطات الصينية استخدمت زوارق لنقل المتضريين من الفيضانات (رويترز)
السلطات الصينية استخدمت زوارق لنقل المتضريين من الفيضانات (رويترز)
TT

فيضانات وحرائق... بداية مليئة بالكوارث الطبيعية لصيف 2021

السلطات الصينية استخدمت زوارق لنقل المتضريين من الفيضانات (رويترز)
السلطات الصينية استخدمت زوارق لنقل المتضريين من الفيضانات (رويترز)

موجات حرّ وفيضانات وحرائق... شهد الشهر الأول من فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كوارث طبيعية متتالية، قد يكون تفاقم حجمها ووتيرتها بسبب التغير المناخي، بحسب عدد كبير من خبراء المناخ.
فبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، في نهاية يونيو (حزيران)، ضربت غرب كندا موجة قيظ غير مسبوقة ناجمة عن ضغوط عالية تحبس الهواء الساخن.
https://www.youtube.com/watch?v=gL_h_kNMSKE
وسجلت البلاد درجات حرارة قياسية مرات عدة بلغ آخرها 49.6 درجة مئوية في قرية ليتون في 30 يونيو كما تأثرت بتلك الموجة ولايتا واشنطن وأوريغون الأميركيتان.
ولم تعرف بعد الحصيلة الدقيقة للأشخاص الذين لاقوا حتفهم جراء موجة الحر، لكن المؤكد أن هناك مئات الوفيات على الأقل.

وكانت هذه الموجة الحارة «مستحيلة تقريبا» لولا الاحترار الذي تسبب به الإنسان، وفقا لعلماء من تجمّع «وورلد ويذر اتريبيوشن» (إسناد الأحوال الجوية العالمية)، وهي مبادرة تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم. ووفقا لهم، فإن تغير المناخ جعل هذا الحدث أكثر احتمالا بما لا يقل عن 150 مرة.
في 14 و15 يوليو (تموز)، قتلت فيضانات كبيرة 209 أشخاص على الأقل في ألمانيا وبلجيكا بالإضافة إلى فقدان عشرات آخرين.
واجتاحت السيول عشرات المناطق المأهولة كما تسببت الفيضانات بأضرار في لوكسمبورغ وهولندا وسويسرا.

https://www.youtube.com/watch?v=5ANdYaMDJHM
وهطلت أمطار خلال يومين فقط تعادل الكمية التي تسجّل عادة على مدى شهرين، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وقال كاي شروتر عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام: «في الوقت الحالي، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ» لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت «أكثر تواترا وأكثر احتمالا» بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفي الصين، تضرب وسط البلاد فيضانات أسفرت حتى الآن عن مقتل 33 شخصا على الأقل وفقدان ثمانية منذ 16 يوليو، وفقا لتقرير بثه التلفزيون الوطني، أمس (الخميس).
https://www.youtube.com/watch?v=O0qd5UTDa-Q
وانخفض معدل هطول الأمطار، مساء الثلاثاء، في مدينة تشنغتشو الكبيرة (وسط) حيث اجتاحت السيول جزءا من المترو وغمرت مئات العربات.
وبدأ موسم الحرائق في الغرب الأميركي مدفوعا بالجفاف، ويكافح آلاف من رجال الإطفاء نحو 80 حريقاً ضخماً، وأتت الحرائق في بداية الأسبوع على أكثر من 4700 كيلومتر مربع من الغطاء النباتي.
ومن بين الحرائق الأكبر، «بوتليغ فاير» في ولاية أوريغون التي أتت في غضون أسبوعين على ما يعادل مساحة مدينة لوس أنجليس من غطاء نباتي وغابات.

وقال ماركوس كوفمان من خدمة إدارة الغابات في الولاية: «الحريق كبير جدا... ويغذي نفسه بنفسه».
في ولاية كاليفورنيا المجاورة، كان لا بد من إخلاء العديد من القرى في مواجهة ألسنة اللهب الناتجة عن «ديكسي فاير»، وهو حريق قد يكون ناجماً عن سقوط شجرة على خطوط الطاقة.


مقالات ذات صلة

من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

يوميات الشرق معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)

من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

تبرز تقنية «الشجرة التفاعلية» وسط القاعة. فعندما يقترب الزائر تدبُّ الحياة في الشجرة ويُعرَض وجهٌ عليها لتبدأ بسرد قصتها ممثّلةً الأشجار المُعمِّرة في السعودية.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة الاستفادة من التقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة واستعادة الأراضي المتدهورة من أهداف المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:55

السعودية تستهدف تحويل 60 % من مناطقها إلى «غابات مُنتجة»

يواصل «المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير» استقبال الحضور اللافت من الزوّار خلال نسخته الثانية في العاصمة السعودية الرياض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية…

غازي الحارثي (الرياض)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».