تسببت القيود التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد في وقف انتشار الإنفلونزا والبرد والفيروسات الأخرى طيلة الأشهر الماضية، قبل أن تعود بأعراض شرسة بعد عودة التجمعات الاجتماعية والممارسات اليومية كالعناق والمصافحة، ورفع الأقنعة.
وأكدت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية في بيانات صادرة عنها، على شيوع إصابات فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة خلال فصل الصيف، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي وفيروسات الإنفلونزا البشرية، والتي تسبب أعراض البرد والإنفلونزا النموذجية، بحسب ما نقلته صحيفة «النيويورك تايمز» الأميركية.
هولي ريدل، البالغة من العمر 55 عاماً، وهي رائدة أعمال بولاية كاليفورنيا، واحدة من هؤلاء الذين تعرضوا لإصابة برد سيئة بأعراض شديدة لم يعرفوها من قبل، كاحتقان الحلق، وانسداد الأذنين.
قالت إنها «تمنت زوال فيروس الانفلونزا بعدما جعلني عاجزة عن ممارسة الرياضة».
بينما قالت لورا ويرمان (52 عاماً)، المشرفة على خزانة الملابس في السينما والتلفزيون، إنها تشككت في إصابتها من فيروس كورونا من شدة أعراض الانفلونزا التي أصابتها، رغم أنها تلقت الجرعتين من لقاح «كورونا».
أوضحت ويرمان أنها «أجرت اختبارات متعددة للتأكد من عدم إصابتها بفيروس كورونا. وفي النهاية أكد طبيب أنه فيروس أنفي، وهو فيروس نزلات البرد»، مؤكدة أن العديد من أصدقائها الآخرين أصيبوا أيضاً بنزلات البرد والسعال.
ويعتقد خبراء الأمراض المعدية أن عمليات الإغلاق الوبائي حمت العديد من الأشخاص من الإصابة بـ«كورونا»، لكنها فوتت على أجهزتنا المناعية التمرين اليومي للتعرض للعديد من الميكروبات خلال التنقل اليومي في وسائل النقل وممارسة أشغالنا للأعمار كافة.
ويتسبب عدم تنبيه الجهاز المناعي للشخص بعدم دخول جرثوم للجسم منذ فترة طويلة إلى استغراق وقت أطول من أجل تنشيطه لمواجهة أحد مسببات المرض مرة أخرى.
من جانبه، قال بول سكولنيك، اختصاصي الفيروسات المناعية ورئيس الطب الباطني في كلية فيرجينيا تيك كاريليون للطب، إن التعرض المتكرر للعديد من مسببات الأمراض يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي ليكون جاهزا للاستجابة لهذا العامل الممرض، موضحاً أنه «إذا لم تكن قد تعرضت لهذه التعرضات، فقد يكون جهازك المناعي أبطأ قليلاً في الاستجابة أو لا يستجيب بشكل كامل؛ مما يؤدي إلى زيادة التعرض لبعض التهابات الجهاز التنفسي وأحياناً أعراض أطول».
وأكد المتحدثة باسم مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يخطط لإصدار تقرير هذا الأسبوع حول تأثير الوباء على مجموعة متنوعة من الأشخاص، أن الارتفاع في إصابات الإنفلونزا، والذي يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر بشكل خاص على الصغار وكبار السن جداً، أمر غير معتاد بشكل خاص في هذا الوقت من العام.
بينما نصحت أليسون أجو، اختصاصية الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأطفال، بأنه على الرغم من تخفيف العديد من القيود المفروضة على تفشي الوباء، يجب أن ينتبه الناس إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار جميع أمراض الجهاز التنفسي.
قالت «افعلوا الأشياء التي نقولها لطلاب الصف الخامس: اغسلوا أيديكم، وغطوا عطسكم، وابذل قصارى جهدك للحصول على تطعيم ضد الأشياء التي يمكنك القيام بها، مطالبة الجميع بالحصول على لقاح (كورونا) لنكون أقل ذعراً عند الإصابة بنزلة برد.
لماذا يعاني الجميع من أسوأ برد صيفي على الإطلاق؟
لماذا يعاني الجميع من أسوأ برد صيفي على الإطلاق؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة