تطورات «كورونا» تؤجل اختيار مستضيف «آسيا 2027»

اتحاد القارة حدد 2022 موعداً جديداً للتصويت

جائحة {كورونا} اضطرت «الآسيوي» لتأجيل اختيار الدولة المستضيفة لنسخة 2027 (الشرق الأوسط)
جائحة {كورونا} اضطرت «الآسيوي» لتأجيل اختيار الدولة المستضيفة لنسخة 2027 (الشرق الأوسط)
TT

تطورات «كورونا» تؤجل اختيار مستضيف «آسيا 2027»

جائحة {كورونا} اضطرت «الآسيوي» لتأجيل اختيار الدولة المستضيفة لنسخة 2027 (الشرق الأوسط)
جائحة {كورونا} اضطرت «الآسيوي» لتأجيل اختيار الدولة المستضيفة لنسخة 2027 (الشرق الأوسط)

قرر المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعديل الإطار الزمني الخاص بتحديد مستضيف نهائيات كأس آسيا 2027 ليكون في 2022، بدلاً من الموعد السابق والمحدد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وجاء القرار بحسب ما أعلنه الاتحاد الآسيوي، بعد الأخذ بعين الاعتبار التطورات المتتالية والتحديات الناتجة عن جائحة كورونا، واطلاع المكتب التنفيذي على قيود السفر التي تحد من زيارات التفتيش إلى الاتحادات الوطنية الأعضاء التي تقدمت بطلبات الاستضافة، التي تعد أساسية في عملية اختيار مستضيف أهم بطولات الرجال في قارة آسيا.
وتم الاتفاق على تعديل موعد اختيار الدولة المستضيفة لكأس آسيا 2027، ليكون خلال عام 2022، بدلاً من الموعد السابق الذي اعتمد خلال اجتماع الجمعية العمومية الحادي والثلاثين بتاريخ 27 نوفمبر 2021.
وبعد عملية تقديم وثائق ملف الترشيح، بقي في المنافسة أربعة اتحادات وطنية أعضاء، وهي بحسب الترتيب الأبجدي الإنجليزي، كل من الاتحاد الهندي لكرة القدم، والاتحاد الإيراني لكرة القدم، والاتحاد القطري لكرة القدم، والاتحاد السعودي لكرة القدم.
يشار إلى أن الصين تستضيف نهائيات كأس آسيا 2023، وذلك بعد القرار الذي صدر في الاجتماع غير العادي للجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم خلال اجتماعها في باريس خلال شهر يونيو (حزيران) 2019.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفات الترشح لاستضافة كأس آسيا 2027 التي تشهد تنافساً بين عدة اتحادات محلية لاستضافة البطولة القارية، حيث يتنافس الاتحاد السعودي لكرة القدم، بالإضافة إلى اتحادات الهند وإيران وقطر.
واحتوى ملف الترشح الذي قدّمه الاتحاد السعودي لكرة القدم، الإعلان عن إنشاء ثلاثة ملاعب جديدة؛ منها اثنان في العاصمة الرياض وواحد في مدينة الدمام، مع تطوير ملعب الأمير فيصل بن فهد بالعاصمة الرياض، وكذلك ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة.
واحتوى الملف الملاعب المرشحة لاحتضان مباريات بطولة كأس آسيا 2027 في حال استضافتها، حيث حدّد الملف في العاصمة الرياض خمسة ملاعب؛ منها ثلاثة قائمة وهي ملعب الملك فهد الدولي، وملعب الأمير فيصل بن فهد، وملعب جامعة الملك سعود، بالإضافة لملعب الرياض «سيتم إنشاؤه» وملعب القدية الذي سيتم إنشاؤه ضمن المدينة الترفيهية العملاقة «القدية».
فيما استعرض الملف السعودي ملعبين في مدينة جدة، وهما ملعب الملك عبد الله الشهير بـ«الجوهرة المشعة»، بالإضافة لملعب الأمير عبد الله الفيصل.
أما في مدينة الدمام، فقد أشار الملف السعودي إلى ملعب الأمير محمد بن فهد الذي يحتضن حالياً مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بالإضافة لملعب الأمير سعود بن جلوي بالراكة، فيما أشار الملف السعودي إلى ملعب الدمام الذي سيتم إنشاؤه لاحقاً.
كما استعرض الملف السعودي اهتمام «رؤية السعودية 2030» التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالجانب الرياضي وكرة القدم تحديداً، كونها اللعبة ذات الشعبية الأكبر، وذلك من خلال تطوير دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بالإضافة للاهتمام بالنشء من خلال إنشاء أكاديمية مهد العملاقة والخاصة باكتشاف المواهب وتطويرها، وكذلك كرة القدم النسائية التي باتت اليوم في وضع متقدم جداً.
وتناول الملف السعودي أبرز البطولات والمناسبات الرياضية التي استضافتها السعودية في الفترة الأخيرة، يأتي منها كأس السوبر الإسباني، ورالي داكار، وبطولة سوبر كلاسيكو، والبطولات الخاصة بالخيل والفروسية، والسباقات الخاصة بـ«فورمولا إي»، وكذلك إعلان استضافة بطولة «فورمولا 1».
وعن الملاعب الجديدة في السعودية، أشار الملف إلى أن ملعب القدية سيكون بسعة 22 ألف متفرج ويتوقع افتتاحه في 2023 بتصميم هندسي بارع مستوحى من «السراب»، فيما سيكون ملعب الرياض بسعة 22 ألف متفرج من الملاعب ذات التصاميم الهادئة والمكيفة، أما ملعب الأمير فيصل بن فهد، فسيتم تطويره هندسياً ورفع قدرته الاستيعابية إلى أكثر من العدد الحالي. وسيكون ملعب الدمام الجديد تحفة فنية ومعمارية مستوحى تصميمه من الأشكال الهندسية الدائرية، وسيكون موقعه مقابلاً للبحر، ما يمنحه جمالاً إضافياً للشكل الهندسي وستكون سعة الملعب 40 ألف متفرج.
كما أوضح الملف السعودي أنه سيتم تطوير جميع الملاعب المختارة بصورة تتناسب مع الحدث من حيث جاهزيته للتنظيم واستقبال الجماهير الكبيرة المتوقع حضورها للبطولة، بالإضافة لتطوير الملاعب الخاصة بالتدريبات.



إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
TT

إندونيسيون ضحايا «عبودية حديثة» بعد وقوعهم في فخ شبكات جرائم إلكترونية

صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة جاكرتا (أرشيفية - رويترز)

كان بودي، وهو بائع فاكهة إندونيسي، يبحث عن مستقبل أفضل عندما استجاب لعرض عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات في كمبوديا، لكنّه وجد نفسه في النهاية أسير شبكة إجرامية تقوم بعمليات احتيال رابحة عبر الإنترنت.

يقول الشاب البالغ 26 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضلاً عدم ذكر كنيته: «عندما وصلت إلى كمبوديا، طُلب مني أن أقرأ سيناريو، لكن في الواقع كنت أعد لعمليات احتيال».

داخل مبنى محاط بأسلاك شائكة وتحت مراقبة حراس مسلّحين، كانت أيام بودي طويلة جداً، إذ كان يقضي 14 ساعة متواصلة خلف شاشة، تتخللها تهديدات وأرق ليلي.

وبعد ستة أسابيع، لم يحصل سوى على 390 دولاراً، بينما كان وُعد براتب يبلغ 800 دولار.

وفي السنوات الأخيرة، اجتذب آلاف الإندونيسيين بعروض عمل مغرية في بلدان مختلفة بجنوب شرقي آسيا، ليقعوا في نهاية المطاف في فخ شبكات متخصصة في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.

أُنقذ عدد كبير منهم وأُعيدوا إلى وطنهم، لكنّ العشرات لا يزالون يعانون في مصانع الاحتيال السيبراني، ويُجبرون على البحث في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها عن ضحايا.

تروي ناندا، وهي عاملة في كشك للأطعمة، كيف سافر زوجها إلى تايلاند في منتصف عام 2022 بعد إفلاس صاحب عمله، وانتهز فرصة كسب 20 مليون روبية (1255 دولاراً) شهرياً في وظيفة بمجال تكنولوجيا المعلومات نصحه بها أحد الأصدقاء.

لكن عندما وصل إلى بانكوك، اصطحبه ماليزي عبر الحدود إلى بورما المجاورة، مع خمسة آخرين، باتجاه بلدة هبا لو، حيث أُجبر على العمل أكثر من 15 ساعة يومياً، تحت التهديد بالضرب إذا نام على لوحة المفاتيح.

وتضيف المرأة البالغة 46 عاماً: «لقد تعرض للصعق بالكهرباء والضرب، لكنه لم يخبرني بالتفاصيل، حتى لا أفكر بالأمر كثيراً».

ثم تم «بيع» زوجها ونقله إلى موقع آخر، لكنه تمكن من نقل بعض المعلومات بشأن ظروفه إلى زوجته، خلال الدقائق المعدودة التي يُسمح له فيها باستخدام جواله، فيما يصادره منه مشغلوه طوال الوقت المتبقي.

غالباً ما تكون عمليات التواصل النادرة، وأحياناً بكلمات مشفرة، الأدلة الوحيدة التي تساعد مجموعات الناشطين والسلطات على تحديد المواقع قبل إطلاق عمليات الإنقاذ.

«أمر غير إنساني على الإطلاق»

بين عام 2020 وسبتمبر (أيلول) 2024 أعادت جاكرتا أكثر من 4700 إندونيسي أُجبروا على إجراء عمليات احتيال عبر الإنترنت من ثماني دول، بينها كمبوديا وبورما ولاوس وفيتنام، بحسب بيانات وزارة الخارجية.

لكن أكثر من 90 إندونيسياً ما زالوا أسرى لدى هذه الشبكات في منطقة مياوادي في بورما، على ما يقول مدير حماية المواطنين في وزارة الخارجية جودها نوغراها، مشيراً إلى أنّ هذا العدد قد يكون أعلى.

وتؤكد إندونيسية لا يزال زوجها عالقاً في بورما أنها توسلت إلى السلطات للمساعدة، لكنّ النتيجة لم تكن فعّالة.

وتقول المرأة البالغة 40 عاماً، التي طلبت إبقاء هويتها طي الكتمان: «إنه أمر غير إنساني على الإطلاق... العمل لمدة 16 إلى 20 ساعة يومياً من دون أجر... والخضوع بشكل متواصل للترهيب والعقوبات».

ويقول جودا: «ثمة ظروف عدة... من شأنها التأثير على سرعة معالجة الملفات»، مشيراً خصوصاً إلى شبكات مياوادي في بورما، حيث يدور نزاع في المنطقة يزيد من صعوبة عمليات الإنقاذ والإعادة إلى الوطن.

ولم تتمكن الوكالة من التواصل مع المجلس العسكري البورمي أو المتحدث باسم جيش كارين الوطني، وهي ميليشيا تسيطر على المنطقة المحيطة بهبا لو، بالقرب من مياوادي.

وتشير كمبوديا من جانبها إلى أنها ملتزمة باتخاذ إجراءات ضد هؤلاء المحتالين، لكنها تحض أيضاً إندونيسيا والدول الأخرى على إطلاق حملات توعية بشأن هذه المخاطر.

وتقول تشو بون إنغ، نائبة رئيس اللجنة الوطنية الكمبودية للتنمية، في حديث إلى الوكالة: «لا تنتظروا حتى وقوع مشكلة لتوجيه أصابع الاتهام إلى هذا البلد أو ذاك. هذا ليس بحلّ على الإطلاق».

وتضيف: «لن نسمح بانتشار مواقع الجرائم الإلكترونية هذه»، عادّة أن التعاون الدولي ضروري لوقف هذه المجموعات، لأنّ «المجرمين ليسوا جاهلين: ينتقلون من مكان إلى آخر بعد ارتكاب أنشطتهم الإجرامية».

«جحيم»

تقول هانيندا كريستي، العضو في منظمة «بيراندا ميغران» غير الحكومية التي تتلقى باستمرار اتصالات استغاثة من إندونيسيين عالقين في فخ هذه الشبكات: «الأمر أشبه بعبودية حديثة».

وتمكّن بودي من الفرار بعد نقله إلى موقع آخر في بلدة بويبيت الحدودية الكمبودية.

لكنه لا يزال يذكر عمليات الاحتيال التي أُجبر على ارتكابه. ويقول: «سيظل الشعور بالذنب يطاردني طوال حياتي».