إجازة الأضحى... «استراحة محارب» لطلاب الثانوية في مصر

تتزامن إجازة عيد الأضحى المبارك العام الجاري، مع منتصف فترة امتحانات الشهادة الثانوية في مصر، ما يجعل فترة إجازة العيد فرصة مكثفة للمراجعة والاستعداد للامتحانات المقبلة التي تتواصل بعد أيام العيد مباشرة، لتصبح مباهج العيد بالنسبة لمئات الآلاف من الطلاب وأولياء أمورهم، مُحاصَرة بضغوط المذاكرة والامتحانات.
ويعد المصريون «موسم امتحانات الثانوية العامة»، واحدة من أبرز المحطات «المصيرية»، لتحديد مصير مئات الآلاف من الطلاب، وجواز سفرهم لحجز مقاعدهم في الكليات والجامعات التي يرغبون الالتحاق بها، وتشغل كل عام أجواء تلك الامتحانات، ومستوى صعوبتها، وردود أفعال الطلاب عليها، وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في مصر بشكل واسع.
وحسب وزارة التربية والتعليم المصرية فإن عدد طلاب الثانوية العامة المتقدمين لأداء امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي يتجاوز 649 ألف طالب وطالبة، كما يبلغ عدد طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام نحو 113 ألف طالب وطالبة.
وذكر الأزهر الشريف أن الطلاب ينقسمون إلى 74754 طالباً وطالبة في القسم الأدبي، و38719 طالباً وطالبة في القسم العلمي، وذلك في 609 لجان على مستوى محافظات الجمهورية، وتستمر امتحانات المعاهد الأزهرية حتى بداية شهر أغسطس (آب) المقبل.
وتسود لجان امتحانات العام الجاري مشاهد الأجواء الاحترازية في محاولة تجنب انتشار العدوى بفيروس «كورونا»، ما بين تعقيم اللجان، والالتزام بارتداء الكمامات والتباعد، وبالإضافة لتلك المشاهد، التي تُفعل للعام الثاني على التوالي داخل لجان الثانوية العامة، يسود مشهد جديد وهو اصطحاب الطلبة للكتاب المدرسي الذي أصبح من المسموح استعانة الطلاب به داخل اللجان كوسيلة إرشادية ضمن نظام امتحانات «الكتاب المفتوح» الذي يجري تطبيقه هذا العام.
ووفق خبراء تعليم من بينهم الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج في كلية التربية جامعة عين شمس بالقاهرة، فإن امتحانات الثانوية العامة للعام الجاري، تُسجل كثيراً من النقاط الإيجابية، ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «من حُسن طالع الطلبة أن إجازة عيد الأضحى تأتي كفاصل في منتصف جدول امتحاناتهم، ما يُتيح لهم أسبوعاً إضافياً للمراجعة». ويعد شحاتة هذه الإجازة «استراحة محارب لطلبة الثانوية العامة وأسرهم، وفرصة استثنائية لمراجعة متأنية لما تبقى لهم من مواد».
ويرى شحاتة أن دفعة هذا العام من طلبة الثانوية العامة تعد «دفعة محظوظة» ليس فقط بسبب إجازة العيد التي حصلوا عليها، ولكن أيضاً بسبب أنها الدفعة الأولى التي تشهد تطبيق وسائل جديدة في الامتحانات التي تعتمد على رصد الفهم، وعادات التفكير المنطقي، والتدريب، وليس الحفظ والتلقين كما كان يُتبع طيلة السنوات الطويلة الماضية، مشيراً إلى أن «تلك الدفعة تم تدريبها أكثر من مرة على طريقة أسئلة الامتحانات القائمة على نظام أسئلة الاختيارات المتعددة المعروفة باسم (البابل شيت)، وليس الأسئلة التقريرية والمقالية، علاوة على السماح لهم باصطحاب الكتاب المدرسي داخل اللجان كمرجع للقواعد والنظريات».
ويؤكد شحاتة أن هذه الدفعة دُربت كذلك على الاعتماد على وسائل التعليم الجديدة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم مثل «بنك المعرفة»، و«منصة وزارة التربية والتعليم التفاعلية» وهي وسائل تدريبية على التعلم البحثي وليس التلقيني، «لذلك من المتوقع هذا العام أن نلاحظ انخفاضاً في الحصول على الدرجات النهائية، وبالتالي انخفاض الحد الأدنى للقبول في الجامعات، وهذا يعني أن النسب المرتفعة في درجات القبول كانت تعكس تفوقاً وهمياً قائماً على الحفظ، فيما المطلوب اليوم هو التوصل لتفوق حقيقي مرتبط بارتفاع حقيقي في مستوى الطلاب»، على حد تعبيره.
ومن النقاط المستحدثة هذا العام كذلك نظام تصحيح الامتحانات بنظام إلكتروني من دون تدخل بشري، ما يضمن سرعة صدور نتائج امتحانات الثانوية العامة وتقليص حالة القلق التي تعقب فترة الامتحانات من جهة وتفادي الشكاوى من التصحيح، كما ورد في تصريح سابق لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي بأن «التصحيح الإلكتروني يضمن عدم وجود عنصر بشري تحقيقاً للعدالة».