البيت الأبيض: إيران تقوّض السيادة اللبنانية

سلاح «حزب الله» يدفع بايدن إلى تمديد «الطوارئ»... وأنباء عن عقوبات جديدة

التمديد الرابع عشر على التوالي  لحال الطوارئ الأميركية الخاصة بلبنان (إ.ب.أ)
التمديد الرابع عشر على التوالي لحال الطوارئ الأميركية الخاصة بلبنان (إ.ب.أ)
TT

البيت الأبيض: إيران تقوّض السيادة اللبنانية

التمديد الرابع عشر على التوالي  لحال الطوارئ الأميركية الخاصة بلبنان (إ.ب.أ)
التمديد الرابع عشر على التوالي لحال الطوارئ الأميركية الخاصة بلبنان (إ.ب.أ)

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر تمديد حالة الطوارئ الوطنية للبنان لمدة عام آخر بسبب استمرار «الأنشطة المهددة للأمن القومي الأميركي، وهو التمديد الرابع عشر على التوالي خلال إدارات كل من جورج بوش وأوباما وترمب ثم إدارة الرئيس بايدن.
وقال البيت الأبيض في بيان إن «تصرفات بعض الأشخاص لتقويض الحكومة اللبنانية الشرعية والمنتخبة ديمقراطياً يسهم في الانهيار المتعمد لسيادة القانون في لبنان من خلال العنف والترهيب لدوافع سياسية».ومن دون إشارة إلى شخصيات محددة، أشار البيان إلى سوريا وإيران. وقال: «هذه التصرفات تستهدف إعادة تأكيد السيطرة السورية أو المساهمة في التدخل السوري في لبنان والتعدي على السيادة اللبنانية وتقويضها وتسهم مثل هذه الأعمال في زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلد والمنطقة».
واتهم البيان إيران بتقويض السيادة اللبنانية وقال: «بعض الأنشطة مثل عمليات نقل الأسلحة التابعة من إيران إلى (حزب الله)، والتي تشمل أسلحة متطورة تعمل على تقويض السيادة اللبنانية وتسهم في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة».
وأضاف بايدن في خطاب للكونغرس: «لهذا السبب، قررت أنه من الضروري استمرار حالة الطوارئ الوطنية المعلنة في الأمر التنفيذي 13441 فيما يتعلق بلبنان». ووفقاً للبيت الأبيض، فإن مثل هذه التهديدات تشكل أيضاً خطراً على الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت حالة الطوارئ الوطنية للبنان لأول مرة خلال إدارة بوش عام 2007.
ويأتي تمديد حالة الطوارئ في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات اقتصادية ومالية غير مسبوقة، بسبب تأزم الوضع السياسي وعدم تشكيل حكومة منذ أكثر من تسعة أشهر وتفشي الفساد بين النخبة الحاكمة إلى جانب جائحة «كوفيد - 19» وقرب الذكري الأولى لتفجير مرفأ بيروت. ويقول المحللون إن خطوة تمديد الطوارئ تعد ورقة ضغط على المسؤولين اللبنانيين في وقت تسعى فيه إدارة بايدن لحشد الجهود مع الحلفاء الأوروبيين لدفع القادة السياسيين لتشكيل حكومة، والتمهيد لإصدار عقوبات إذا استمر التأزم السياسي.
وقد زار لبنان وفد من مسؤولي مكتب مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بوزارة الخزانة الأميركية بهدف مناقشة الفساد والتمويل غير المشروع ومكافحة الإرهاب. ورغم أن المتحدث باسم وزارة الخزانة وصف الزيارة بأنها روتينية فإن عدة تقارير توقعت أن تكون الزيارة مقدّمة لفرض عقوبات يجري الإعداد لها بعد فشل السياسيين اللبنانيين في تشكيل حكومة جديدة. وقد أعربت فرنسا والاتحاد الأوروبي عن أملهما في التوصل لاتفاق على إطار عمل لنظام العقوبات بحلول الشهر الجاري على السياسيين اللبنانيين. وتشير التسريبات إلى مشاورات أميركية - فرنسية لمقترحات حول فرض تجميد أصول وحظر سفر على بعض الساسة اللبنانيين قد يتم الإعلان عنها مع الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت الشهر المقبل.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».