الدمشقيون في عيد الأضحى... قليل من الألبسة والحلويات و«ربطات خبز»

«الشرق الأوسط» تستطلع الوضع المعيشي في العاصمة السورية

أطفال يلعبون في أحد شوارع العاصمة السورية بمناسبة عيد الأضحى (إ.ب.أ)
أطفال يلعبون في أحد شوارع العاصمة السورية بمناسبة عيد الأضحى (إ.ب.أ)
TT

الدمشقيون في عيد الأضحى... قليل من الألبسة والحلويات و«ربطات خبز»

أطفال يلعبون في أحد شوارع العاصمة السورية بمناسبة عيد الأضحى (إ.ب.أ)
أطفال يلعبون في أحد شوارع العاصمة السورية بمناسبة عيد الأضحى (إ.ب.أ)

بعد أيام قليلة على أداء الرئيس بشار الأسد القسم الدستوري لولاية رئاسية رابعة، وبخلاف ما يأمله المواطنون، ضيقت الحكومة السورية أكثر على الأسر عبر تقليص الحصة اليومية للفرد من مادة الخبز المدعوم إلى نحو 50 في المائة، الأمر الذي من شأنه مفاقمة وضعهم المعيشي أكثر مما هو عليه، وذلك وسط نزاع وأزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عام 2011 فاقمها مؤخراً الانهيار الاقتصادي في لبنان المجاور. وانعكس ذلك بغياب طقوس العيد من ملابس وحلويات... وخبز.
ومع حلول عيد الأضحى المبارك، أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية قراراً جديداً يقضي بتخصيص أقل من 3 أرغفة لكل مواطن يومياً، ابتداءً من 27 يوليو (تموز) الحالي.
وتقوم الآلية الجديدة على تقسيم الأسر إلى شرائح حسب عدد الأفراد، ويحق للشخص الواحد وفق القرار الحصول على ربطة خبز واحدة تحتوي على 7 أرغفة (نحو 1100 غرام) كل 3 أيام، مما يعني انخفاض حصة الفرد بنسبة 50 في المائة عن الآلية السابقة.
ويأتي القرار الجديد بعد أداء الرئيس الأسد للقسم الدستوري في 17 الشهر الحالي، وعقب أكثر من أسبوع على مضاعفة الوزارة سعر ربطة الخبز ليصبح مائتي ليرة سورية، مقارنة بمائة ليرة سابقاً، وفي ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة في مناطق سيطرة الحكومة وارتفاع أسعار السلع الأساسية وغير الأساسية وانهيار قيمة العملة المحلية.
وتعاني مناطق سيطرة الحكومة منذ زمن بعيد من أزمة توفر مادة الطحين وتشهد الأفران حالات ازدحام خانقة وصلت إلى حد لجوء مخابز حكومية في دمشق إلى نصب أقفاص من الشبك الحديدي لتنظيم الوقوف في طابور الخبز.
وفي محاولة بائسة لحل أزمة الخبز التي اشتدت في سبتمبر (أيلول) الماضي، فرضت وزارة التجارة الداخلية سياسة تقنين في توزيع الخبز، حيث حددت حصة الفرد في اليوم الواحد بـ3 أرغفة، وذلك بتخصيص ربطة لعائلة من شخصين، وربطتين لعائلة من 4 أشخاص. ويتم تسلمها عبر «البطاقة الذكية» وفقاً لنظام الشرائح. كما تم منع المخابز من البيع خارج «البطاقة الذكية» باستثناء نسبة 5 في المائة من المبيعات تذهب للحالات الخاصة التي لا تملك بطاقة، كطلاب الجامعات والمقيمين في غير محافظاتهم أو غيرهم، وفق جداول بالأسماء والرقم الوطني ورقم الهاتف.
ولاقى القرار الجديد استياء في عموم أوساط السكان، وتقول معلمة وهي أم لعائلة مؤلفة من 5 أشخاص ويعمل زوجها في مهنة البلاط: «يدفعون الناس إلى مزيد من الهلاك والجوع، شكراً جزيلاً لهم، هي أحلى (أجمل) عيدية، الناس ميته وتأمل انفراجة، وهم يضيقون عليها أكثر»، وتضيف: «هل من المعقول رغيفان للشخص في اليوم؟!»، وتؤكد أن زوجها وبسبب طبيعة عمله الشاقة يحتاج إلى «3 أرغفة في الوجبة الواحدة».
وذكر «مركز السياسات وبحوث العمليات» السوري الخاص في يونيو (حزيران) الماضي، في دراسة استقصائية حول الحياة اليومية للسكان في 3 أحياء من مدينة دمشق، أن 94 في المائة من عائلات المستجيبين للدراسة تعيش تحت خط الفقر الدولي الذي يقدر بـ1.9 دولار يومياً للفرد الواحد. وتزداد مشكلة الجوع في مناطق سيطرة الحكومة مع تواصل فقدان مداخيل العائلات الشهرية جزءاً كبيراً من قيمتها بسبب الانهيار القياسي لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الذي يسجل حالياً نحو 3200 ليرة، بعدما كان بين 45 و50 ليرة في عام 2010.
وباتت أغلبية المواطنين في مناطق سيطرة الحكومة تعيش أوضاعاً معيشية مزرية للغاية بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، خصوصاً المواد الغذائية، حيث ارتفعت أكثر 40 مرة، بينما لا يتعدى متوسط الراتب الشهري لموظفي القطاع العام 20 دولاراً، ولموظفي القطاع الخاص 50 دولاراً، بعدما كان راتب الموظف الحكومي قبل سنوات الحرب نحو 600 دولار.
يذكر أن أكثر من 9 ملايين مواطن سوري يعيشون تحت خط الفقر، مهددين بانعدام الأمن الغذائي، بحسب «برنامج الغذاء العالمي»، نتيجة افتقاد مادة الخبز، وارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا، فربطة الخبز التي تباع بالسعر المدعوم بـ200 ليرة، وصل سعرها في السوق السوداء إلى ألف ليرة.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة منذ سنوات أزمة محروقات حادة، وشبه انقطاع كامل للتيار الكهربائي (6 ساعات قطع و30 دقيقة وصل)، بسبب عدم توافر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد.
وما يعكس درجة الفقر والحرمان الكبيرة التي يعاني منها المواطنون في مناطق سيطرة الحكومة، شهد «الشرق الأوسط» في أحد مسالخ دمشق، توسل الكثير من النساء لرجال يقومون بذبح الأضاحي لإعطائهن قطعة من اللحم، وتؤكد إحداهن أن أولادها منذ أكثر من عام «لم يذوقوا اللحمة».
كما شهدت «الشرق الأوسط»، عدم جلب عائلات لأي نوع من أنواع الحلويات خلال العديد، وتقول سيدة: «الحلويات في الأسواق غالية جداً، وفي المنزل لم نعمل (نصنع)، لأنها (المواد الأولية) نار (أسعارها مرتفعة)»، بينما يؤكد مشهد الأطفال في الشوارع الضائقة المالية التي تعاني منها أسرهم، ذلك أن الكثير منهم لوحظ عليه ارتداء ثياب قديمة وعدم إقبالهم على شراء الألعاب والبسكويت والبوظة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.