المستوطنون اليهود يعتدون على حراسهم

مستوطنون تجمعوا عند نقطة استيطان غير مصرح بها قرب نابلس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مستوطنون تجمعوا عند نقطة استيطان غير مصرح بها قرب نابلس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

المستوطنون اليهود يعتدون على حراسهم

مستوطنون تجمعوا عند نقطة استيطان غير مصرح بها قرب نابلس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
مستوطنون تجمعوا عند نقطة استيطان غير مصرح بها قرب نابلس الشهر الماضي (أ.ف.ب)

شكى قائد وأفراد قوة من حرس الحدود الإسرائيلية، أمس الأربعاء، من اعتداء عليهم من قبل مستوطنين يهود في إحدى البؤر الاستيطانية التي يقومون بحراستها، قرب مدينة نابلس.
وروى الجنود أنهم كانوا يحرسون البؤرة الاستيطانية، القائمة في المكان منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. ومن فيها من مستوطنين، عندما حضر عدد من الشبان المعروفين باسم «شبان التلال» في محاولة احتلال قمة تل إضافية لتوسيع بؤرة «كومي أوري» الاستيطانية، بالقرب من مستعمرة «يتسهار». أبلغهم الجنود بأنه تم إعلان التل منطقة عسكرية مغلقة، فراح أحد الشبان المستوطنين في مهاجمتهم. وقام عدد من الشبان الآخرين بتطويق الشرطة مما دفع أحد عناصرها إلى إلقاء قنبلة صوتية، لأنه شعر بتهديد على حياته.
لكن المستوطنين قالوا إن الحادث بدأ عندما ألقى الشرطيون أحد الشبان أرضاً وضغطوا ببندقية على صدره، مشيرين إلى أن اثنين على الأقل من الشبان احتاجاً إلى علاج طبي بعد إصابتهما بجروح طفيفة.
يذكر أن «كومي أوري»، هي واحدة من 135 بؤرة استيطانية أقامها المستوطنون اليهود بشكل عشوائي، بغرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية. وهي مجاورة لمستوطنة يتسهار، القائمة على إحدى قمم جبال نابلس. ومنذ إقامتها تحولت إلى مسرح للاشتباكات بين المستوطنين وعناصر الشرطة والجيش الذين أرسلوا لحراستهم. ولم يكن الصدام بين الطرفين هو الأول. وحسب المستوطنين، يتصرف الجنود معهم بفظاظة ويعتدون عليهم خلال أدائهم الصوات.
وحسب الجنود فإن المستوطنين لا يتنكرون للجميل، فحسب، بل يتصرفون معهم بهمجية وعنف رغم علمهم بأنهم جاءوا لحراستهم. وهم يجندون رفاقهم من المستوطنات الأخرى ويحاولون تخريب سياراتهم العسكرية، ويقذفونهم بالحجارة والزجاجات الحارقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.