فرنجية يربط مشاركته في الحكومة بغياب «الثلث المعطل»

رأى أن الملف القضائي بانفجار المرفأ مسيّس

TT

فرنجية يربط مشاركته في الحكومة بغياب «الثلث المعطل»

حدد رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية شروط مشاركته في الحكومة المقبلة، بألا تكون من طرف واحد، ولا يكون فيها للعهد أكثر من الثلث، معلناً أنه يرشح رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي أو النائب فيصل كرامي بحكم معرفته بهما، وشن هجوماً على المسار القضائي المتصل بملف انفجار مرفأ بيروت، متهماً القضاء بالتسييس، كما قال إنه يتحدى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار «أن يقول من أتى بالنيترات ومن سحب منهم».
وقال فرنجية بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقره الصيفي في الديمان (شمال لبنان) إنه «لم يعد هناك طبقة وسطى في البلد وازداد الفقر والوضع ليس بخير على أحد، والكنيسة لها واجب اجتماعي»، لافتاً إلى أن الراعي «يسعى ويحاول حل مشكلة الناس كما على كل منا واجب اجتماعي وهذا أهم من السياسة إلا أنه لا يمكن لأحد أن يحل مكان الدولة التي من المهم أن تكون موجودة ليطمئن المواطن».
وقال فرنجية إن «التكتل الوطني» سيسمي في الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد بتأليف الحكومة يوم الاثنين المقبل، «إما النائب فيصل كرامي أو الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة اللذين تربطنا بهما علاقة شخصية». وحول المشاركة بالحكومة، قال إنه سيرى شكل الحكومة ليحسم مشاركته، موضحاً أنه «إذا كانت من طرف واحد لن يشارك وكذلك إذا كان لدى فريق العهد أكثر من الثلث»، مؤكداً دعمه لأي حكومة تعمل على «حل مشكلة البلد سواء كنا داخل الحكومة أو خارجها».
وتطرق فرنجية إلى ملف انفجار المرفأ الذي استدعى فيه المحقق العدلي الوزير السابق يوسف فنيانوس المحسوب على تيار «المردة»، قائلاً إن فنيانوس «سيمثل أمام القضاء ونحن في التكتل الوطني لم نوقع على العريضة التي طُرحت في مجلس النواب والحصانة ستُرفع، إنما الوزراء سيحاكمون وفقها أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء».
وقال فرنجية: «إن باخرة النيترات بقيت موجودة في المرفأ مدة سنتين في عهد قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي وثلاث سنوات في عهد قائد الجيش العماد جوزاف عون، فلماذا يتم استدعاء قهوجي ولا يستدعى عون؟».
ورأى أن هناك اليوم «ضغطاً كبيراً على القاضي بيطار وعلى كل القضاة، كما أن الظروف الإقليمية والدولية تحاول الضغط على محور معين في هذه المنطقة»، مضيفاً أن «المحكمة قد تستعمل للضغط على محور معين»، وقال: «نحن نسأل أسئلة قضائية، والقاضي بيطار يجب أن يقول ما لديه والإنسان يكون بريئا حتى تثبت إدانته».
وقال فرنجية: «أتحدى القاضي بيطار أن يقول من أتى بالنيترات ومن سحب منها، ولكن ليس لديه أي شيء، وفي لبنان لا يوجد سر»، مؤكداً أنه «مع المحاكمة لدى القاضي بيطار لأن لا أحد من الوزراء مذنب فالمحكمة سياسية والجواب سياسي»، مضيفاً: «الوزير ليس دوره أن يعرف إذا كانت النيترات قابلة للانفجار».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».