اشتباكات عشائرية شرق الفرات... و«الائتلاف» يطالب بوقف دعم «الكردستاني»

«قسد» تعتقل رئيس شبكة تهريب عوائل «داعش» من مخيم الهول

TT

اشتباكات عشائرية شرق الفرات... و«الائتلاف» يطالب بوقف دعم «الكردستاني»

انضم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى موقف أنقرة الرافض لـ«أي استهداف لوحدة سوريا»، وطالب بوقف الدعم المقدم إلى «حزب العمال الكردستاني» والميليشيات الأخرى في شمال شرقي سوريا، في وقت أفادت مصادر في دمشق عن اشتباكات عشائرية شرق الفرات. وقال «الائتلاف»، في بيان أمس حول استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفدا من «مجلس سوريا الديمقراطية»، الاثنين الماضي، إن «أنباء استقبال الرئيس الفرنسي لوفد من حزب الاتحاد الديمقراطي أمر مؤسف ويبعث على القلق. كل من يفتح الطريق للتعامل مع هذه الميليشيات يعلن عن علاقة مباشرة مع حزب العمال الكردستاني الإرهابي».
وتعد تركيا، التي تستضيف «الائتلاف» على أراضيها، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية، امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنّف لديها كمنظمة إرهابية، في سوريا.
وأضاف البيان: «ترتبط هذه الميليشيات بعلاقات عضوية ومتجذرة مع العمال الكردستاني، وهي علاقة أكيدة لا ينكرها أحد... شعارات ورموز وأفكار التنظيمين مشتركة منهجياً واستراتيجياً وعقائدياً وسياسياً وعملياً وتؤكدها الوثائق والشهادات والمقابر الجماعية والسجل الطويل من الانتهاكات».
ورأى البيان أن «المطالبة بالاعتراف بهذه الميليشيات التي تفرض نفسها على الشعب السوري بالحديد والنار... يمثل انتهاكاً لوحدة التراب السوري، وتهديداً لوحدة وسلامة سوريا وسلامة شعبها، وسيسهم الإصرار على هذه الخطوة في تعقيد القضية السورية وإبعادها عن مسار الحل».
وأدانت تركيا لقاء ماكرون مع أعضاء «مجلس سوريا الديمقراطية» الذي وصفته بأنه «خاضع لوحدات الشعب» الكردية، التي تعدها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني (المحظور) في الشمال السوري.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية تانغو بيلغيتش، في بيان أول من أمس، إن تعامل فرنسا مع «هذا التنظيم الإرهابي الدموي الذي يمتلك أجندة انفصالية، يضر بجهود تركيا الرامية لحماية أمنها القومي ووحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها وضمان الاستقرار في المنطقة». وفرضت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حظراً للتجوال، فجر ثاني أيام عيد الأضحى في حي العزيزية بمدينة الحسكة، ترافق مع حملة اعتقالات على خلفية اندلاع اشتباكات عشائرية منذ مساء أول من أمس (الثلاثاء)، واستمرت حتى صباح أمس (الأربعاء)، استخدمت فيها الأســلحة الرشاشة والقــنابل اليدوية، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة طفلين وامرأة وشاب وحريق منزلين. وحاولت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، تطويق النزاع العشائري الذي نشب إثر مشاجرة عشائرية نتيجة انتشار السلاح والانفلات الأمني.
في سياق متصل أغلقت القوات الروسية، العاملة في سوريا طريق (إم 4) الدولي في وجه حركة المدنيين صباح ثاني أيام عيد الأضحى دون التنسيق مع قوات «قسد» المسيطرة على شمال شرقي سوريا، وجرى منع عبور الأهالي من محافظة الحسكة إلى الرقة أو العكس، ودون سبب واضح. وذلك للمرة الثانية خلال الشهر الجاري.
وفي تصعيد أمني آخر أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بمقتل عنصر قوات سوريا الديمقراطية في «هجوم نفّذته الفصائل الشعبية في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي».
إلى ذلك، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) القبض على رئيس شبكة تهريب عوائل تنظيم «داعش» من مخيم الهول شرقي سوريا، عبر عملية أمنية بدعم وإسناد جوي من قوات التحالف الدولي بمشاركة جنود أميركيين.
وقال فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لقوات «قسد»، في حديث إلى «الشرق الأوسط» إن جهودهم الأخيرة لوقف عمليات التهريب من مخيم الهول والحد من العمليات والأنشطة الإرهابية بالمنطقة وتثبيت الأمن والاستقرار، «وألقينا القبض على المسؤول الأول عن شبكة تهريب عوائل قادة وعناصر (داعش) الموجودين داخل المخيم».
بالتزامن، نفّذت القوات عملية أمنية واسعة في منطقة الحويجة بريف بلدة الصور الواقعة بالريف الشمالي لدير الزور، وألقت القبض على عضو بارز في خلية نشطة موالية لتنظيم «داعش».
وكانت قوات «قسد» قد أعلنت الخميس الماضي عن تنفيذ حملة أمنية في بلدة الرز الواقعة على بُعد نحو 35 كيلومتراً شرقي مدينة دير الزور، بدعم من التحالف الدولي أسفرت على إلقاء القبض على عنصرين بارزين في صفوف خلايا التنظيم. وقال مصدر عسكري من القوات إن القيادي «الداعشي» الذي أُلقي القبض عليه يدعى هادي القزبير ويكنى «أبو سمية العراقي»، بعدما ألقت مروحيات تابعة لقوات التحالف منشورات ورقية في المنطقة قبل 3 أشهر تضمنت رصد مكافأة مالية قردها 20 ألف دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات دقيقة عن مكان القزبير.
إلى ذلك نجح تطبيق إلكتروني صممته قوات التحالف الدولي حمل اسم «فراتنا الأمن»، في العثور وإلقاء القبض على الرجل الأول لتنظيم «داعش الذي يقود الخلايا النائمة النشطة في جنوبي الحسكة والمنطقة الصحراوية الممتدة بين الحسكة ودير الزور».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.