مصر: تدريب الموظفين الرسميين لتحسين الخدمات

في إطار خطة الإصلاح الإداري وتمكين الشباب

TT

مصر: تدريب الموظفين الرسميين لتحسين الخدمات

في إطار الجهود الهادفة إلى تحسين الخدمات المقدمة للمصريين، تواصل الحكومة المصرية تدريب الموظفين الرسميين، وذلك ضمن خطة الإصلاح الإداري.
وأكد وزير التنمية المحلية المصري محمود شعراوي «أهمية منظومة التدريب وبناء قدرات العاملين، بما يساعد في رفع كفاءتهم وتطوير مهاراتهم وتنمية قدراتهم الوظيفية والشخصية، تحقيقاً لتوجيهات الدولة والقيادة السياسية، وتنفيذاً لاستراتيجية (مصر 2030)».
وتبدأ وزارة التنمية المحلية تنفيذ الخطة التدريبية الجديدة، التي تتضمن 122 دورة يستفيد منها نحو 5801 متدرب من المحافظات المصرية كافة، وتنفذ على امتداد 157 أسبوعاً خلال 11 شهراً.
ووفق مجلس الوزراء المصري، فإنه «يتم حالياً الإعداد كذلك لإجراء عدد من الدورات التدريبية عن بُعد، بالتنسيق مع بعض الجهات الخارجية التي تتعاون معها وزارة التنمية المحلية، من بينها الأكاديمية الوطنية للتدريب، والوكالة الألمانية، واتحاد البلديات الهولندي».
وتشدد وزارة التنمية المحلية على أنها «تسعى بصورة مستمرة لتطوير منظومة التدريب على مستوى العاملين بالوزارة والمحافظات كافة، وتنوع الفئات المستهدفة من برامجها التدريبية من مختلف الدرجات الوظيفية والمستويات الإدارية الأكثر تأثيراً في إصلاح منظومة الجهاز الإداري بالمحافظات، ومواكبتهم للتكنولوجيا الحديثة، بما يؤدى إلى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ونشر معايير النزاهة والشفافية، ومحاربة (الفساد)، مع دعم وتمكين الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية في خطة الدولة واستراتيجيتها لبناء الإنسان وتطوير الإدارة المحلية والإصلاح الإداري بالمحافظات».
ويؤكد الوزير شعراوي أنه «ستتم مراعاة الإجراءات الاحترازية للحد من فيروس كورونا، خلال تنفيذ الخطة التدريبية الجديدة، للحفاظ على المتدربين والمدربين».
وبحسب بيان لمجلس الوزراء المصري، مساء أول من أمس، أوضح شعراوي أن «محاور الخطة التدريبية الجديدة تتضمن موضوعات، من بينها الإصلاح الإداري، والمراكز التكنولوجية، ومراكز خدمة المواطنين، واللغة الإنجليزية، وقيادات المحليات، والوظائف الإشرافية، والتحول الرقمي والحاسب الآلي وتطبيقاته، والإعلام والتواصل المجتمعي، وإعداد قادة المستقبل، وإدارة المشروعات، وتنمية الموارد البشرية، ونظم المعلومات الجغرافية، وحصر وإدارة أملاك الدولة، والخطة الاستراتيجية للسكان».
وأضاف شعراوي، أمس، أن «الوزارة تسعى لضخ دماء جديدة من المتميزين للمناصب القيادية في المحليات، لتكون قادرة على العطاء لدفع عجلة التنمية بالمحافظات، ومواصلة الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين».
وفي سياق آخر، ذكر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، أمس، أنه في إطار حرصه على متابعة ما يتم تداوله من شائعات في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشأن انتشار بنزين غير مطابق للمواصفات في محطات الوقود على مستوى البلاد، فقد أكدت وزارة البترول «تكليف مجموعات عمل تقوم بالمرور بشكل مفاجئ على محطات التموين والخدمة، وجلب عينات من الوقود الموجود بالمحطات والجاهز للبيع للمستهلكين، وذلك في إطار المتابعة المستمرة لجميع عناصر منظومة النقل والتوزيع على مستوى البلاد».
وأوضحت وزارة البترول، أمس، أنه «تم أخذ عينات من عدد من المحطات الموجودة بالقاهرة الكبرى، وتم تحليلها بالمعامل التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية، وجاءت نتائجها مطابقة للمواصفات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».