قيادي بـ«العدالة والتنمية» المغربي: ترشيح ابن كيران للانتخابات لم يُحسم بعد

قبوله خوض المنافسات قد يدفعه للترشح لقيادة الحزب مرة أخرى

عبد الإله ابن كيران (غيتي)
عبد الإله ابن كيران (غيتي)
TT

قيادي بـ«العدالة والتنمية» المغربي: ترشيح ابن كيران للانتخابات لم يُحسم بعد

عبد الإله ابن كيران (غيتي)
عبد الإله ابن كيران (غيتي)

قال قيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي (مرجعية إسلامية)، متزعم الائتلاف الحكومي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن ترشيح الحزب لعبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» السابق، خلال الانتخابات التشريعية المقررة في الثامن من سبتمبر (أيلول) المقبل، «ما زال أمراً غير محسوم»، مشيراً إلى أن هناك مساطر يجب اتّباعها قبل اعتماد هذا الترشيح.
يأتي ذلك بعد تصويت لجنة الترشيحات المحلية في مدينة سلا (ضواحي الرباط)، السبت الماضي، على ترشيح ابن كيران على رأس لائحة الحزب في الانتخابات في دائرة «سلا المدينة».
وقاد ابن كيران الحكومة المغربية ما بين 2012 و2016، وجرى إعفاؤه في مارس (آذار) 2017 بعد فشله في تشكيل الحكومة، وعيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس، سعد الدين العثماني رئيساً للحكومة. ومنذ ذلك الحين ابتعد ابن كيران عن الأضواء، بعد خلافات له مع بعض قيادات حزبه منهم العثماني. كما حصل على معاش استثنائي بقرار من العاهل المغربي، لكنه اليوم عاد إلى الواجهة.
وجرى انتخاب ابن كيران بأغلبية كبيرة خلال اجتماع لجنة الترشيحات التابعة للحزب بمدينة سلا. وقالت مصادر حضرت الاجتماع إنه حصل على 21 صوتاً من أصل 24 من الحاضرين. لكن هذا التصويت ليس نهائياً. فحسب قوانين الحزب، يظل الأمر مجرد عملية ترشيح أولية، وسيحتاج الأمر إلى مصادقة من الأمانة العامة للحزب، وقبل ذلك موافقة ابن كيران نفسه.
ولم يدلِ ابن كيران بعد بأي موقف بشأن موافقته على ترشيحه، لكنّ مصادر تشير إلى أن أعضاء من الحزب يتواصلون معه من أجل إقناعه بالعودة إلى خوض الانتخابات، كما أن ابن كيران نفسه ينتظر تفاعلات هذا الموقف على مستوى الحزب وخارجه.
وتشير مصادر إلى أن هناك داخل الحزب من يرى أن ترشيح ابن كيران سيكسر قاعدة دأب عليها رؤساء الحكومات السابقين في المغرب، الذين لا يعودون لخوض غمار الانتخابات بعد انتهاء مهامهم، وحصولهم على معاش، فهؤلاء عادةً ما يتوارون إلى الظل.
لكن هناك من يرى أيضاً أن ابن كيران ما زال قادراً على ممارسة السياسة، وقيادة الحزب في المرحلة المقبلة، نظراً لخبرته وتجربته السياسية، خصوصاً أن الحزب عاش أزمات خلال السنوات الأخيرة.
وتشير مصادر إلى أن أعضاء من الحزب يريدون عودة ابن كيران، ليس فقط كمرشح للانتخابات، وإنما أيضاً ترشيحه مرة أخرى لقيادة حزب «العدالة والتنمية» خلال مؤتمر الحزب، المقرر بعد الانتخابات المقبلة. لكنّ هذا التوجه يلقى تحفظات لدى بعض نخب الحزب، التي ترى أن ابن كيران ترك القيادة للأجيال الجديدة الصاعدة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.