تأملات في الحضارة الغربية ومفهوم التقدم

طفرات معرفية وانقلابات وجودية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية

فريدريك رينوار
فريدريك رينوار
TT

تأملات في الحضارة الغربية ومفهوم التقدم

فريدريك رينوار
فريدريك رينوار

تحدثت فيما مضى أكثر من مرة عن نواقص الحضارة الغربية وانحرافاتها. ولكن يقتضي الحق والإنصاف أن أتحدث أيضا عن إنجازاتها الكبرى وإيجابياتها. وهذا ما سأفعله الآن لكي نشكل صورة متوازنة عن هذه الحضارة ثم لكي نتعرف عليها من مختلف جوانبها. بالطبع فهذا المقال ليس إلا نقطة صغيرة في بحر موضوع واسع يتطلب مجلدات.. وقد اعتمدت أساسا على كتاب المفكر الفرنسي المحترم فريدريك لونوار «علاج العالم». فأنا شخص مستعين بغيره كما يقول المعري ولا تنزل علي الأفكار وحيا من السماء.
ينبغي العلم بأن الغرب شهد منذ قرنين، أي منذ عصر التنوير الكبير، طفرات معرفية وانقلابات وجودية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. وكل ذلك ناتج عن الثورة الصناعية والتكنولوجية والطبية والفلسفية الخ.. ثم ازدادت هذه الانقلابات تسارعا في العقود الأخيرة بفضل الثورة الصناعية الثالثة: أي ثورة المعلوماتية التي وصلت العالم كله ببعضه البعض في عصر العولمة الشمولية. وهي ثورة غير مسبوقة في تاريخ البشرية. وهكذا تحول العالم إلى قرية صغيرة على حد تعبير عالم الاجتماع الكندي مارشال ماكلوهان. أول هذه الانقلابات التي حصلت في عصر الحداثة يتمثل في نهاية العالم الريفي القديم وحلول العالم العمراني الحضري الجديد. لتوضيح ذلك بشكل دقيق نضرب المثل التالي وبالأرقام. في عام 1800 كان 3 في المائة من البشر يعيشون في المدن. وكانوا مشكلين من النخب السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية: أي من طبقة الأغنياء أو علية القوم كما يقال. هذا بالإضافة إلى التجار والحرفيين الذين يتحلقون حولهم ويخدمونهم. أما الأغلبية الساحقة من الشعب الفرنسي فكانت تعيش في الأرياف. وهؤلاء هم الذين كانوا ينتجون الأرزاق لإطعام أغنياء المدن بالدرجة الأولى. أما هم فكانوا يعيشون على الكفاف عموما. ومعظمهم كان يولد ويعيش طيلة عمره ويموت في نفس القرية أو نفس المنطقة. ثم تسارعت حركة العمران في نهاية القرن الثامن عشر وطيلة القرن التاسع عشر على وجه الخصوص. وقد حصل ذلك بفضل الثورة الصناعية التي ظهرت أولا في انجلترا قبل أن تنتقل إلى ألمانيا ثم إلى الولايات المتحدة لاحقا.
وفي عام 1900 أي في بداية القرن العشرين أصبحت نسبة السكان الغربيين الذين يعيشون في المدن 15 في المائة. وأما في عام 1950 فقد ازدادت النسبة لكي تبلغ 30 في المائة. والآن أصبح سكان المدن في البلاد الغربية المتقدمة يزيد على التسعين في المائة! وهذه الحركة العمرانية راحت تشمل دول الجنوب المتخلفة أيضا وإن بشكل متأخر عن أوروبا. على أي حال يقدر الخبراء أنه بعد 10 سنوات فقط من الآن فإن معظم سكان العالم سيكونون عائشين في المدن لا في الأرياف على عكس الماضي. وقد رافق ذلك تقدم تكنولوجي متصاعد. فالآلة البخارية اخترعت عام 1805. وفي عام 1825 اخترعت القطارات وسكك الحديد بغية نقل الأشخاص والبضائع بدلا من الحمير والبغال والأحصنة. وعندئذ قلق بعض المعارضين لحركة التقدم وقالوا للناس بأن التنقل من منطقة إلى أخرى بسرعة تزيد على الخمسين كيلومترا في الساعة قد يجعل الإنسان مجنونا! فماذا لو أنهم عاشوا وشهدوا السرعة الحالية للقطارات والسيارات ناهيك عن الطائرات؟ سرعة القطار في أوروبا الآن تبلغ 365 كيلومترا في الساعة. وسرعة الطائرة تبلغ 900 كيلومتر. أما طائرة الكونكورد فكانت تزيد على الألفي كيلومتر في الساعة! وهكذا اختصر الزمن وقلصت المسافات كما قلنا. ولو أن أجدادنا خرجوا من قبورهم ورأوا كل هذا التقدم لما صدقوا أعينهم ولربما جن جنونهم.

* إلغاء الزمن والمسافات
* ومع الثورة المعلوماتية الحديثة وبخاصة الإنترنيت ألغي الزمن والمسافات إلغاء. ففي ثانية واحدة أو نقرة واحدة على الإنترنيت تستطيع أن تتواصل مع زوايا العالم الأربع. وأحيانا لا يحتاج أساتذة الجامعات إلى السفر للمشاركة في المؤتمرات العلمية. فمن باريس مثلا يستطيعون تقديم مداخلة فلسفية في مؤتمر منعقد في بكين وذلك عن طريق الإنترنيت بالصوت والصورة. وهكذا تشارك في المؤتمرات العالمية وأنت جالس في بيتك أو مكتبك. هل نعلم أن تضاعف سرعة نقل المعلومات تزايدت بنسبة 10 ملايين مرة منذ بداية القرن العشرين؟ من يصدق ذلك؟ هذا جنون. ولكن هذه هي الحقيقة. من يتذكر التلغراف الآن؟ بل حتى التليكس أو الفاكس الذي كنا نستخدمه قبل بضع سنوات فقط نسيناه تماما وأصبح في ذمة الماضي. كنا ننتظر حتى نرسل النص إلى الجريدة صفحة بعد صفحة وأحيانا ينفد صبرنا. وأما الآن فبنقرة واحدة عن طريق الإيميل نستطيع أن نرسل نصوصنا إلى أقاصي الأرض. أليس هذا تقدما؟ ألا ينبغي نحمد الله على أننا عشنا حتى نشهد كل هذا التقدم الصاروخي المذهل؟
ينبغي الاعتراف بأن التقدم الصناعي التكنولوجي الطبي أحدث أيضا ثورة في حياتنا وصحتنا وعمرنا. هل نعلم بأن متوسط عمر الإنسان الأوروبي عام 1740 أي أواسط القرن الثامن عشر كان 25 سنة فقط؟ وكان الإنسان يعتبر شيخا معمرا إذا ما وصل إلى الأربعين. أما الآن فقد أصبح متوسط العمر في الدول المتقدمة الراقية 80 عاما أو يزيد. ولكنه في الدول النامية لا يزيد على الخمسة وستين عاما لأن المشافي ليس متوافرة بشكل جيد هناك والتغذية ليست متوازنة الخ. ومع ذلك فقد حصل تقدم حتى في بلدان الجنوب قياسا إلى السابق. ونظرا لتحسن أحوال البشر المعاشية والصحية فقد تزايد عدد سكان الأرض بشكل كبير. فعدد سكان الكرة الأرضية يتجاوز الآن السبعة مليارات شخص. ولكن هل نعلم كم كان عددهم في بداية القرن الثامن عشر؟ 650 مليون شخص فقط! بل وحتى في بداية القرن العشرين ما كان عدد سكان الأرض يتجاوز المليار ونصف المليار شخص. والسبب هو أن تقدم الطب والنظافة العامة أدى إلى تخفيض نسبة وفيات الأطفال بشكل كبير. ولهذا السبب فإن عدد البشرية كان عام 2000 6 مليارات شخص. ثم زاد بعد 10 سنوات فقط مليار شخص!أما فيما يخص ثورة الاتصالات والمعلوماتية التي ذكرناها فتقول الإحصاءات بأن ملياري شخص في العالم يستخدمون الإنترنت حاليا. وهو رقم مرشح للتصاعد. صحيح أن نسبتهم كبيرة جدا في بلدان الشمال الغنية المتقدمة ولكنهم موجودون أيضا في بلدان الجنوب. الجميع يستفيدون من هذه الثورة المعلوماتية وإن بدرجات متفاوتة. ويوجد 5 مليارات شخص يمتلكون الهاتف النقال. وأما «فيسبوك» فيساهم فيه ما لا يقل عن ستمائة مليون شخص. فعلى صفحاته يتبادلون المعلومات ويتناقشون ويتعارضون ويختلفون ويتفقون. ومعلوم الدور الكبير الذي لعبه في انتفاضات الربيع العربي.

* عولمة الديمقراطية وحقوق الإنسان
* ولكن هذه الطفرة الكونية الكبيرة ليست مرتبطة فقط بالتقدم التكنولوجي وإنما أيضا بالانتشار العالمي للقيم السياسية الغربية الحديثة. ونقصد بها أساسا حقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة في المواطنة بين مختلف فئات السكان. وبالطبع فإن الثورة المعلوماتية الحديثة تساهم في تسريع انتشار هذه الأفكار الرائدة في شتى أنحاء العالم: أي خارج نطاق الغرب الأوروبي - الأميركي. ينبغي العلم أنه في العصور السابقة ما كانوا يهتمون بحقوق كل الناس أو كل أبناء الشعب. وحدهم الأغنياء والطبقات العليا الراقية كانت لهم حقوق إنسانية. أما البقية الباقية - أي أغلبية الشعب - فكانت كما مهملا لا يستحق الاهتمام. ويبدو أن المسيرة الطويلة لحقوق الإنسان ابتدأت في الولايات المتحدة الأميركية. والمقصود هنا بالإنسان كل البشر وليس فقط الأغنياء أو علية القوم. المقصود ليس فقط البيض وإنما السود أيضا، ليس فقط المتدينين وإنما غير المتدينين أيضا. فإعلان الاستقلال الأميركي قال بأن البشر جميعا خلقوا متساوين. وبعد ذلك بعشر سنوات أو أكثر قليلا اندلعت الثورة الفرنسية وأصدرت الإعلان الشهير لحقوق الإنسان والمواطن في شهر أغسطس (آب) من عام 1789. فهل كانت متأثرة بإعلان الاستقلال الأميركي أم فقط بالفلسفة الإنسانية لعصر الأنوار.المناقشة مفتوحة. ولكن لا يتوهمن أحد أن مجرد إصدار هذين الإعلانين الشهيرين أدى إلى نهاية الرق والتمييز العنصري أو الطائفي بين البشر. فهذا الإنجاز تطلب مسيرة طويلة عريضة محفوفة بالمخاطر والتراجعات. كلما تقدمنا خطوتين إلى الأمام رجعنا خطوة إلى الخلف. ولكن حصل تقدم لا ينكر. والدليل أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت الإعلان الكوني لحقوق الإنسان عام 1948. والآن ما عادت أي دولة تجرؤ على القول بأنها مضادة لحقوق الإنسان حتى ولو لم تكن تطبقها عمليا.من الناحية النظرية لا أحد يعترض عليها. لا أحد يقول بأنه ضد حقوق الإنسان.. وهذا بحد ذاته يعتبر تقدما. والآن في أصغر قرية في أعماق أفريقيا أو آسيا أو العالم العربي الإسلامي أصبح الناس يعرفون أن لهم حقوقا إنسانية ينبغي أن تحترم. وبالتالي فلم يعد الحكام قادرين على إغلاق بلادهم والاستفراد بشعوبهم كما كانوا يفعلون في السابق طيلة قرون وقرون. أصبح ذلك أمرا مستحيلا اليوم وخاصة في عصر الإنترنت والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي. أصبح العالم كله تحت المجهر وأي طاغية يريد ذبح شعبه سيجد العالم كله يندد به. أليس هذا تقدما هائلا بالقياس إلى الماضي؟ وبالتالي فلا نهدف إطلاقا إلى التقليل من أهمية التقدم الذي حققته الحضارة الغربية منذ قرنين وحتى اليوم. يكفي أن نفكر ولو للحظة في مجال الطب. فبفضله طال عمر الإنسان كما ذكرنا آنفا. فبفضل الطب والصيدلة والأدوية أصبحنا نعيش عمرا طويلا وبصحة جيدة. وهذا تقدم هائل لا يقدر بثمن. والبشرية كلها كانت لفترة قريبة عالة على الطب الغربي والصيدلة الغربية. ومعلوم أن معظم الأدوية التي تشفينا هي من صنع المختبرات والشركات الغربية. ومعلوم أيضا أن قادة العالم العربي وأغنياءه يفضلون أن يتعالجوا في المشافي الأوروبية أو الأميركية عموما.
وبالتالي فلا نهدف إلى شتم التقدم أو نكران أفضاله على البشرية التي تنعم بثماره. ولكن المشكلة هي أن هذا التقدم زاد عن حده حتى انقلب إلى ضده مؤخرا. يضاف إلى ذلك أنه انحرف عن السكة الصحيحة أحيانا بعد أن فقدت الحداثة وهجها الأول وإشعاعها الأمثل. ثم بالأخص بعد أن فقدت قيمتها الإنسانية والأخلاقية التي لا حضارة على وجه الأرض من دونها. ولكن لهذه قصة أخرى وحديث يطول.



لن نسمح بعد الآن لأحد أن يسرق الحلم منا

علياء خاشوق
علياء خاشوق
TT

لن نسمح بعد الآن لأحد أن يسرق الحلم منا

علياء خاشوق
علياء خاشوق

«يسقط الطاغية (الثلج) الآن في مونتريال، والأشجار وقوفاً كالأشجار».

كانت هذه جملتي المفضلة التي أكررها في أغلب منشوراتي على «فيسبوك»، طيلة ثلاثة عشر عاماً منذ بداية الثورة السورية. كنت أدرّب نفسي، أو لنقل، أستعد لكتابة الجملة المشتهاة في اللحظة المشتهاة:

«يسقط الطاغية بشار الأسد الآن في دمشق، والسوريون وقوفاً كالأشجار».

ويا للهول، أتت اللحظة الفاصلة (اللحظة المعجزة)، تحررت سوريا من هذا العبء الثقيل. سقط النظام السوري المجرم، وأصبحت سوريا، ونحن السوريين معها، بخفة ريشة تتطاير في الهواء. نمسك الحلم (حلمنا) بأيدينا، ونخشى أن يتخلى عنا مرّة أخرى. لا لن يفعل، لن ندعه يفعل، لن نعطيه هذه الفرصة.

ولذا، عُدنا إلى تبني مفهوم التفاؤل، بعد أن غاب عنا عمراً طويلاً أمضيناه نلوك المرارة تلو المرارة، مجزرة تلو المجزرة. نموت بالآلاف، أشلاءً تحت وطأة البراميل المتفجرة. نغرق في بحار البلدان المجاورة ونحن نبحث عن أرض آمنة. تنجرح أصواتنا ونحن نطالب بمعتقلينا في سجون النظام. نخبر الله والعالم أجمع عما يحل بنا ثم نخبو في آخر اليوم، كل يوم، نتكور على أنفسنا مهزومين، نلوك الوجع، ويموت التفاؤل فينا مع كل غياب شمس، أكثر من سابقه.

ثم يأتي يوم الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، يأتي على هيئة بابا نويل، مرتدياً العلم السوري الأخضر. يهبط بعربته في أرض الشام. يفتح جعبته ويوزع الهدايا على كل سوري، صغيراً كان أم كبيراً.

بابا نويل يمسك بنا (نحن) الخِفاف كالريشة التي صرناها ويقترح علينا مصالحات. مصالحات مع المرارة، الهزيمة، الانتظار، اللاأمل، مع موتنا وأشلائنا، مع غرقنا، مع أصواتنا المجروحة ومع زمننا المقبل، الزمن السوري المقبل. جاء بابا نويل هذا (8 ديسمبر)، وتحت إبطه عقد لصفقة كبيرة تدعى «التفاؤل».

قال له السوريون: «أيها السيد المحترم بابا نويل، إنها صفقة رابحة ونحن اشترينا. كل ما نتمناه ألا تكون بضاعتك مغشوشة».

وقّعنا، بسرعة فرح الأطفال، عقد التفاؤل هذا ثم رقصنا وغنّينا وحوّلنا ساحات المدن (كل المدن التي تبعثرنا فيها منفيين ومهجرين)، حوّلناها إلى منصات لاحتفال حاشد واحد، نحمل فيه علمنا الأخضر وندور في شوارع العالم، معلنين حريتنا الغالية الثمن، وسوريتنا وطناً مسترداً من أيدي الطاغية.

يا للهول، يا للحظة المعجزة!

يا للهول، يا للبضاعة المغشوشة أيها البابا نويل المحترم! تفاؤلنا مخلوط بكمية هائلة من الحذر ومعقود على خوف، خوف من زمننا السوري المقبل.

الخوف؟ الحذر؟

ربما لأننا أبناء إمبراطورية الخوف... سوريا.

تقول صديقة كندية: الثلج هو وطني.

ترد صديقتي السورية: الخوف هو وطني، أنا أخاف من أن يمر يوم لا أخاف فيه.

يقف الآن زمننا السوري المقبل بمواجهتنا في مرآتنا. يسألنا عن نفسه فينا، يمد لنا يده، «فماذا أنتم فاعلون؟».

نطبطب على كتف التفاؤل، نحابي الحذر، نتجرأ على الخوف، ونعلن للعالم كله بصوت واحد: «طوبى لمن يشهد قيامة شعبه».

تبدأ المبادرات والدعوات لسوريا الدولة المدنية، سوريا دولة القانون، تمتلئ صدور السوريين بطاقة إيجابية للبناء وإعادة الإعمار، للمصالحات بين زمننا الماضي بكل ما فيه، وزمننا المقبل بكل تحدياته.

تعود إلينا سوريا محطمة، مسروقة، مريضة، مكسورة النفس، تشبه أولادها الذين خرجوا أخيراً من سجون النظام، يحملون تعذيبهم على أكتافهم، ويتركون ذاكرتهم وراءهم بعيداً بعيداً في معتقلاتهم.

كل الصور والأخبار التي يراها العالم اليوم، والذي وقف لمدة خمسة عقود ونيف، متفرجاً على آلام طريق الجلجلة السورية، كلها تعقد الألسن، تفتح أبواباً ونوافذ للحذر من مآلات التغيير، وترفع مسؤولية السوري إلى أعلى مستوياتها تجاه هذا الوطن الذي نسترده الآن حراً من الطغيان الأسدي.

يتصدر المشهد مجموعة ثوار إسلامويين، قطفوا اللحظة (المعجزة)، ويصدرون الوعود الإيجابية بسوريا جديدة لكل أهلها على اختلاف مشاربهم.

ينتظر العالم بأسره كيف سيتعامل هؤلاء الإسلامويون مع بابا نويل سوريا؟

السوريون هم الوحيدون مَن لن ينتظر بعد ذلك. لقد بدأوا بكتابة تاريخهم الجديد، ولن يسمحوا بعد الآن لأي هيئة أو جماعة أن تسرق الحلم.

نعم أيها التفاؤل، إنك صفقة رابحة، حتى ولو كانت مغشوشة.

* سينمائية سورية