إثيوبيا تعلن اكتمال الملء الثاني لسد النهضة

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي
TT

إثيوبيا تعلن اكتمال الملء الثاني لسد النهضة

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

ذكرت هيئة الإذاعة الإثيوبية التي تديرها الدولة اليوم الاثنين أن مرحلة الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق قد اكتملت.
ونشرت التلفزيون الإثيوبي الرسمي لقطات تظهر مرور المياه من أعلى الممر الأوسط بسد النهضة.
كما نشر وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي عبر حسابه الرسمي على «تويتر» صوراً لمرور المياه من أعلى الممر الأوسط في سد النهضة، وقال: «العام الثاني من ملء سد النهضة اكتمل، تهانئي إلى الإثيوبيين وأصدقاء إثيوبيا. النتيجة هي كمية من المياه اللازمة لتشغيل اثنين من التوربينات لتوليد الكهرباء».

وأثار السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار المخاوف من نقص المياه وبشأن الأمن المائي في مصر والسودان اللذين يعتمدان أيضاً على مياه النيل.
وفي الشهر الماضي قالت مصر إنها تلقت إخطارا رسميا من إثيوبيا بأنها بدأت ملء خزان السد للمرة الثانية وأكدت مصر أنها ترفض بشكل قاطع هذه الخطوة.
وترى مصر أن السد يمثل خطرا جسيما على امداداتها من مياه النيل التي تعتمد عليها بالكامل تقريبا. كما أبدى السودان قلقه من مدى سلامة السد وأثره على السدود ومحطات المياه لديه.
ولم تحقق جهود دبلوماسية مستمرة منذ فترة طويلة نجاحا في تسوية النزاع بين الدول الثلاث.
كما قالت الولايات المتحدة إن ملء إثيوبيا للسد يمكن أن يثير التوترات وحثت جميع الأطراف على الاحجام عن التصرفات الأحادية.

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء الخميس أن «المساس بأمن مصر القومي خط أحمر، ولا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى»، مضيفاً: «إن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنى المساس بمقدرات الوطن، ولن نسمح لأي من كان أن يقترب منها».
وأوضح السيسي: «نحن نتعامل في كل قضايانا بعقل راشد وتفكير عميق، ولم نحاول أبداً (دغدغة مشاعر الناس)». وقال إن القلق بشأن قضية المياه «قلق مشروع».
ودعا السيسي السودان وإثيوبيا لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة ليضمن العيش والأمان للجميع بعيداً عن أي تهديد ولصالح شعوب الدول الثلاث.
وقال إن مصر أبداً لم تكن تسعى للتهديد أو التدخل في شؤون الدول، مؤكداً أن مصر دائماً تمد يدها للتعاون.
وأضاف السيسي أن مصر تقبل ولا تمانع التطوير والتنمية لإثيوبيا مع التأكيد بعدم المساس خاصة بمصر.
وأوضح السيسي أنه تم وضع ملف سد النهضة بمجلس الأمن حتى يكون الموضوع على أجندة الاهتمام الدولي، قائلاً إن هناك إعداداً يتم داخل مصر ويتم العمل على مشروعات لتوفير كل نقطة مياه في مصر، منها مشروع تبطين الترع، مشيراً إلى رصد ما يقرب من 60 مليار جنيه تمكن البلاد من إكمال المشروع خلال سنتين وأن هناك محطات معالجة المياه.
كما أكد: «مصر دولة كبيرة... ولا يليق بنا أن نقلق أبداً».



الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل... ولا أضرار مؤثرة

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
TT

الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل... ولا أضرار مؤثرة

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

واصلت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران تصعيد هجماتها باتجاه إسرائيل على الرغم من عدم الإعلان عن تسجيل أي خسائر مؤثرة لهذه العمليات التي تزعم الجماعة أنها لمناصرة الفلسطينيين في غزة و«حزب الله» في لبنان.

وإلى جانب هذه الهجمات، أفادت مصادر بحرية غربية، الاثنين، بتعرض سفينة تجارية لهجوم صاروخي دون وقوع أضرار، حيث تواصل الجماعة الحوثية مهاجمة السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 بعد انخراطها فيما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن سفينة على مسافة 60 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الشرقي من عدن باليمن أبلغت، الاثنين، عن سقوط صاروخ على مقربة منها، مشيرة إلى أن السفينة وطاقمها بخير.

ووفق الهيئة، كانت السفينة نفسها تبحر عبر البحر الأحمر على مسافة 25 ميلاً بحرياً إلى الغرب من ميناء المخا اليمني، الأحد، عندما أبلغت عن سقوط صاروخ بالقرب منها أيضاً.

ولم تتبن الجماعة الحوثية الهجوم على الفور، لكنها منذ نوفمبر 2023، تبنّت قصف أكثر من 200 سفينة، في سياق مزاعمها لمناصرة الفلسطينيين في غزة.

وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

ورداً على التصعيد، فإن الجماعة تلقت نحو 800 غارة غربية بقيادة أميركا، أملاً في الحد من قدرتها على شن الهجمات البحرية، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان قد وافقا، أواخر العام الماضي، على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعُمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن، وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

هجوم بالمسيرات

في سياق الهجمات التي تنفذها الجماعة الحوثية باتجاه إسرائيل، زعم المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع في بيان متلفز أن جماعته قامت، الأحد، بعملية عسكرية نوعية استهدفت مواقع إسرائيلية حيوية في تل أبيب وعسقلان.

وفي حين ادعى المتحدث الحوثي أن العملية نُفذت بعدد من الطائرات المسيَّرة وأنها حققت أهدافها، لم يتحدث الجيش الإسرائيلي عن حدوث أي أضرار.

إيران متهمة بتهريب الصواريخ والمسيَّرات وتقنية التصنيع للحوثيين (رويترز)

ويوم السبت الماضي، كانت الجماعة تبنت تنفيذ عملية عسكرية ضد هدف حيوي إسرائيلي في إيلات، بعدد من الطائرات المسيَّرة، وفق بيان لمتحدثها العسكري.

وبحسب البيان الحوثي، حققت الهجمات أهدافها، وهو ما لم يؤكده الجيش الإسرائيلي، الذي عادة ما يشير إلى الهجمات القادمة من اتجاه اليمن.

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تبنى، الخميس الماضي، في خطبته الأسبوعية تنفيذ عمليات عسكرية بـ29 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيَّرة، خلال أسبوع.

وزعم الحوثي أن جماعته شنت هجمات باتجاه العمق الإسرائيلي، وباتجاه سفن أميركية حربية في البحر الأحمر والبحر العربي، وأن الهجمات أجبرت حاملة الطائرات «إبراهام لينكولن» على الابتعاد من موقعها في البحر العربي مئات الأميال.

وبخصوص هجمات واشنطن، في الأسبوع الماضي، على مواقع الجماعة، قال الحوثي إن الضربات التي طالت محافظات عدة، لم يكن لها أي تأثير على قدرات جماعته العسكرية.

الحوثيون أعلنوا إطلاق مئات المسيَّرات والصواريخ باتجاه إسرائيل (رويترز)

وخلال الأشهر الماضية، تبنّى الحوثيون إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.