الأحزاب الحاكمة تتعهد صد محاولات نتنياهو إسقاط الائتلاف

تعيين وسيط بين القوى العربية المتصارعة

صورة لاجتماع رؤساء الائتلاف الحاكم في إسرائيل الشهر الماضي (رويترز)
صورة لاجتماع رؤساء الائتلاف الحاكم في إسرائيل الشهر الماضي (رويترز)
TT

الأحزاب الحاكمة تتعهد صد محاولات نتنياهو إسقاط الائتلاف

صورة لاجتماع رؤساء الائتلاف الحاكم في إسرائيل الشهر الماضي (رويترز)
صورة لاجتماع رؤساء الائتلاف الحاكم في إسرائيل الشهر الماضي (رويترز)

في اجتماع طارئ عقد بسبب كثرة الإخفاقات في الكنيست (البرلمان)، اتفق رؤساء ثمانية أحزاب مكونة للائتلاف الحاكم على وضع آليات جديدة تمنع استمرار هذه الإخفاقات، وتصد محاولات المعارضة برئاسة بنيامين نتنياهو إسقاطها. وقرر هؤلاء الرؤساء، خطة عمل للشهور القادمة حتى إقرار الموازنة.
وحسب مصدر سياسي، اتفقوا على طرح سلسلة قوانين تمس بحقوق المعارضة، مقابل القوانين التي تطرحها المعارضة تستغل فيها الخلافات داخل الحكومة وتسبب لها الإحراج. وجاء هذا الاجتماع بعدما تمكنت المعارضة من إسقاط عدد من مشاريع القوانين والاقتراحات الحكومية، وبعدما أرغمت الحكومة على مواصلة المداولات، طيلة 24 ساعة بلا توقف، يوم الأربعاء الماضي، والتي في نهايتها صوت رئيس الكنيست، ميكي ليفي، الذي بدا عليه الإنهاك، ضد حزبه وحكومته بالخطأ، وأدى ذلك لسقوط قانون يتعلق بلجنة تعيين القضاة الشرعيين اليهود.
وقال المصدر، أمس الأحد، إن رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، أوضح في مستهل الجلسة، بأن «هذه الحكومة قادرة على الحياة والاستمرار في الحكم حتى نهاية الدورة بعد أربع سنوات، بشرط تعزيز التنسيق والتعاون خلال الشهور الثلاثة القريبة». وفسر أقواله بالتأكيد على أن التركيز اليوم هو على إقرار الموازنة العامة، فإذا تحقق ذلك، ستستطيع الحكومة وضع أسس متينة لنجاحها. المعروف أن حكومة بنيامين نتنياهو فشلت في إقرار الموازنة منذ العام 2018، وإسرائيل تدار حتى اليوم بموازنة قديمة وناقصة وهذا يتسبب في مشاكل جدية في جميع المجالات والوزارات. والحكومة الجديدة تجد نفسها أمام عدة عقبات تمنع إقرار الموازنة، إذ أن عدد النواب الذين يساندونها بشكل فعلي هو 59 نائبا، لأن هناك نائبين متمردين على حزبيهما، أبيحاي شيكلي من حزب رئيس الوزراء، «يمينيا»، وإيلي أفيدار من حزب «يسرائيل بيتينو» الذي يقوده وزير المالية أفيغدور ليبرمان. والطريقة التي يؤمن بها بنيت، وشريكه في قيادة الائتلاف، رئيس الوزراء البديل وزير الخارجية، يائير لبيد، هي تجنيد نواب من المعارضة.
والنواب الوحيدون في المعارضة الذين يبدون استعدادا للتعاون، هم نواب «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية برئاسة أيمن عودة، وذلك مقابل منحهم ميزانيات عينية وتمرير عدد من المشاريع التي يطالبون بها. ولكن «القائمة الموحدة» للحركة الإسلامية برئاسة منصور عباس، الشريكة في الائتلاف، تعترض على التعاون مع المشتركة، التي تعتبرها الخصم اللدود اليوم. وعندما كشف النقاب عن اتصالات لبيد مع عودة وحليفه أحمد الطيبي، أعلنت الإسلامية الامتناع عن التصويت مع الحكومة في أي قرار برلماني. ومن جهتها ردت القائمة المشتركة برفع مستوى التعاون مع المعارضة. وشوهد أيمن عودة وهو يعقد جلسة مع رئيس المعارضة، نتنياهو، بشكل علني في قاعة الكنيست.
وقد هرع بنيت لتسوية الخلاف فورا في هذه القضية وتمكن من التفاهم مع الإسلامية خلال ساعات. وفي الجلسة الأخيرة، قرر رؤساء أحزاب الائتلاف، تعيين سكرتير الحكومة، شالوم شلومو، وسيطا بين الكتلتين العربيتين ومنسقا للترتيبات معهما بخصوص الموازنة. وتعهد شلومو بأن لا يتفق على شيء مع المشتركة من دون الحصول على موافقة مسبقة من الإسلامية. وقال وزير مقرب من لبيد، إن الإسلامية تخشى أن تبدو المشتركة، كمن يحقق مكاسب من الحكومة وهي في المعارضة، وتريد أن يحسب كل إنجاز يحققه النواب العرب من الموازنة إنجازا لها ولنوابها، بينما نواب الإسلامية، اختاروا تغيير النهج السياسي للأحزاب العربية، والدخول المباشر إلى الائتلاف الحكومي لأول مرة في تاريخ إسرائيل.
وشارك منصور عباس في اجتماع رؤساء الأحزاب وصادق على هذا التعيين. وعلقت المعارضة على ذلك، بالقول، إن «عباس هو رئيس الحكومة الفعلي وليس نفتالي بنيت». وقد لخص رؤساء الائتلاف الحكومي محادثاتهم، بالتأكيد على ضرورة رص صفوفها. وقال بنيت: «رغم الصعوبات، إلا أن العلاقات بيننا جيدة للغاية». مشددا على أن «ما يميزنا عن حكومات نتنياهو، أننا نعمل بتعاون حقيقي وبرغبة حقيقية لخدمة الجمهور، وإصرار كل مكونات الائتلاف الحكومي على إبقاء الحكومة لتستمر وتنجح في عملها».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.