وزير سوداني لـ«الشرق الأوسط» : اتفاق على وقف التصعيد في الشرق

الوفد الوزاري السوداني لدى وصوله إلى ولاية البحر الأحمر شرق البلاد (وزارة شؤون مجلس الوزراء)
الوفد الوزاري السوداني لدى وصوله إلى ولاية البحر الأحمر شرق البلاد (وزارة شؤون مجلس الوزراء)
TT

وزير سوداني لـ«الشرق الأوسط» : اتفاق على وقف التصعيد في الشرق

الوفد الوزاري السوداني لدى وصوله إلى ولاية البحر الأحمر شرق البلاد (وزارة شؤون مجلس الوزراء)
الوفد الوزاري السوداني لدى وصوله إلى ولاية البحر الأحمر شرق البلاد (وزارة شؤون مجلس الوزراء)

أوقف وفد حكومي سوداني، برئاسة وزير مجلس الوزراء، التوتر الحاد الذي تشهده مدينة بورتسودان، وشرق البلاد بشكل عام، بعد سلسلة لقاءات أجراها في المدينة الساحلية أفضت إلى الاتفاق مع القيادات المحلية على وقف التصعيد، وبحث عقد منبر للحوار يتناول قضايا شرق البلاد.
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء، خالد عمر يوسف، لـ«الشرق الأوسط» إن وفده بحث مع القيادات الأهلية والمحلية استكمال ملف شرق السودان، وبحث إقامة منبر خاص بشرق السودان، واعتماد الحوار والتفاوض أساساً لحل مشكلات شرق البلاد، ووقف التصعيد، وإزالة الاحتقان، وبحث مع التنسيقية العليا لشرق السودان الأبعاد السياسية للأزمة وقضايا الإقليم كافة.
وشهدت مدينة بورتسودان، الأسبوع الماضي، أحداث عنف أهلي قُتل خلالها 4 أشخاص، باستخدام عبوة ناسفة ألقيت على مواطنين في أحد أندية المدينة، في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ النزاع في المدينة التي تكررت فيها أحداث العنف بين المجموعات السكانية.
وفي وقت سابق، قطعت مجموعات قبلية الطريق البري الرابط بين الميناء على البحر الأحمر وبقية أنحاء البلاد، وهددت بوقف العمل في الميناء الرئيس (ميناء بورتسودان)، ما لم تستجب السلطات المركزية في الخرطوم لمطالبها.
وترفض المجموعات الممثلة في «التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان» ما نص عليه اتفاق جوبا للسلام الذي تم تخصيص «مسار لشرق السودان» فيه، وتطالب بمنبر تفاوضي جديد يشارك فيه كل سكان الشرق، ولا يقتصر على المجموعة المنضوية تحت لواء «الجبهة الثورية».
وترأس عمر الوفد الحكومي الذي ضم كلاً من وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، ووزير النقل ميرغني موسي، وعضو «لجنة إزالة التمكين» طه عثمان، وعضو المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير كمال بولاد.
وشارك الوفد عدد من النظار والعمد وقادة الإدارات الأهلية من مختلف ولايات السودان. وأجرى الوفد مباحثات واسعة مع القادة المحليين، وحاكم ولاية البحر الأحمر عبد الله شنقراوي، وقيادات الحكومة المحلية. ونقلت وزارة الإعلام، عن وزير مجلس الوزراء خالد عمر، أن الزيارة هدفت إلى بحث الحلول الجذرية لقضايا شرق السودان كافة، بما يفضي إلى تحقيق السلام العادل والتنمية المستدامة والتعايش السلمي، ووقف الاقتتال القبلي بين مواطني المنطقة.
وشهدت الزيارة اجتماعاً مشتركاً بين الوفد الحكومي والمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة العليا لكيانات الشرق بمدينة أركويت، واستعرضت خلاله مبادرة أطلقتها اللجنة العليا للإدارة الأهلية لمشكلة الشرق، ودور الإدارة الأهلية في إيجاد الحلول التي تفضي إلى التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة التي أسهم نظام عمر البشير في تأجيج علاقاتها، وزارعة الاقتتال القبلي بينها.
وتعهد الوفد بتحقيق مطالب الإقليم كافة، ووعد بدارسة مذكرة المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة لكيانات الشرق، ومبادرة اللجنة العليا للإدارات الأهلية، وعرضها على مجلس الوزراء لتطوير المبادرة، والرد عليها في أسرع وقت ممكن.
وأشار يوسف إلى ما أطلق عليه التهميش الممنهج من قبل نظام «المؤتمر الوطني» طيلة العقود الماضية «على الرغم من امتلاكه للموارد الطبيعية الكافية التي لم تسخر لبناء التنمية المستدامة، ونتيجة لذلك ظل إنسان شرق السودان يعاني من سياسات الإفقار والتجهيل».
وبدوره، قال وزير النقل إن «الوصول إلى سلام شامل في شرق السودان يلقى اهتماماً وحرصاً من الحكومة الانتقالية، وتناقش قضايا الإقليم كافة، وإقامة حوار واسع، وبناء شراكة بين مكوناته المختلفة»، فيما عدت وزيرة الخارجية مطالب سكان الإقليم «عادلة»، ووعدت بأن تعمل الحكومة على «وضع الحلول الجذرية لها في أقرب وقت».



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».