رجل أعمال إيراني قد يتجنب الإعدام إذا سدد ديونه للحكومة

باباك زنجاني (رويترز)
باباك زنجاني (رويترز)
TT

رجل أعمال إيراني قد يتجنب الإعدام إذا سدد ديونه للحكومة

باباك زنجاني (رويترز)
باباك زنجاني (رويترز)

أعلن أحمد مرتضوي مقدم، رئيس المحكمة العليا الإيرانية، الجمعة، أن حكم الإعدام الصادر بحق رجل الأعمال السابق باباك زنجاني قد يخفف إذا سدد الأموال التي يدين بها للحكومة.
وقال رسول كوهبايزاده، محامي زنجاني، أمس السبت: «إنه سيتم العفو عن موكله بعدما ترك جميع أصوله في إيران لـ(شركة النفط الوطنية الإيرانية - NIOC) واتخذ إجراءات فعالة لإعادة أصوله من الخارج لسداد بقية ديونه»؛ حسبما أفاد به موقع «إيران إنترناشيونال».
ووفقاً للموقع؛ فإن صافي ثروة زنجاني، الذي بنى إمبراطورية تجارية في وقت قصير، نحو 13.5 مليار دولار. وبسبب التطورات التي حدثت هذا الأسبوع، تأكد الاعتقاد السائد بأن زنجاني قد خبأ مليارات الدولارات من مبيعات النفط في حسابات بنكية أجنبية أو استثمر الأموال في الخارج في مجموعة من المؤسسات؛ بما في ذلك الضيافة، والطيران التجاري، والبنية التحتية والعقارات.
وبحسب الموقع، فإن زنجاني باع النفط الإيراني نيابة عن «شركة النفط الوطنية الإيرانية» خلال الولاية الثانية للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، من خلال شبكة متقنة من تجار السوق السوداء وغاسلي الأموال، في بعض البلدان، للتحايل على العقوبات النفطية. وأُدرج في العقوبات من قبل «مجلس الاتحاد الأوروبي» في ديسمبر (كانون الأول) 2012 ومن قبل وزارة الخزانة الأميركية في أبريل (نيسان) 2013.
واعتقل زنجاني أواخر عام 2013، بعد انتخاب الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني رئيساً، بتهمة اختلاس العائدات، لكنه أصر على براءته، وأن حكم الإعدام الصادر ضده كان «لدوافع سياسية».
وبحسب بيجين نمدار زنغنه، وزير النفط، فإن إجمالي الديون المستحقة على زنجاني؛ بما في ذلك التعويض عن التأخير في السداد والفوائد، تبلغ قيمته نحو 3.5 مليار دولار. وبأمر من المحكمة، صودرت أصول زنجاني في إيران، لكن ورد أنها لم تكن سوى جزء بسيط من الأصول في الخارج التي رفض إعادتها إلى إيران.
وحُكم على زنجاني بالإعدام في عام 2016 لاختلاس أموال الحكومة، وأصر المسؤولون القضائيون حين ذاك على أن زنجاني سيُشنق، حتى لو سدد جميع الديون.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية وقت اعتقال زنجاني ومحاكمته عن صلاته بـ«الحرس الثوري». وتكهن بعضهم بأنه رفض التعاون مع السلطات أثناء التحقيق معه لأنه كان يخشى أن يُقتل.



عراقجي: لا انفصال بين الدبلوماسية والأنشطة الميدانية

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
TT

عراقجي: لا انفصال بين الدبلوماسية والأنشطة الميدانية

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني

اتفقت وزارة الخارجية الإيرانية وجهاز «الحرس الثوري» على التنسيق الكامل بين الأنشطة الميدانية الإقليمية والدبلوماسية، وعدم الفصل بينهما. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن «الميدان يمهد الطريق للدبلوماسية»؛ وذلك في إشارة إلى الأنشطة الإقليمية لـ«الحرس الثوري» التي يحملها على عاتقه ذراعه الخارجية «فيلق القدس».

وشدَّد عراقجي على العمل والتنسيق مع «الحرس الثوري»، وذلك في خطابه أمام مراسم الذكرى الخامسة لمقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال عراقجي: «يعتقد الأعداء أنه إذا ألحقوا أضراراً بمحور المقاومة، فإن ذلك يُعد انتصاراً لهم؛ لكن عليهم أن يعلموا أن هذا هو بداية هزيمتهم». وأضاف: «حركة المقاومة ستواصل التقدم وستزدهر يوماً بعد يوم».

وفي المراسم التي استضافتها وزارة الخارجية، بحضور قيادات من «الحرس الثوري»، وصف عراقجي «المقاومة» بـ«المذهب»، متحدثاً عن دافعها «الآيديولوجي»، وصرح، في هذا الصدد، بأن «جماعة المقاومة ليست قابلة للزوال؛ لأنها مذهب وآيديولوجيا... ليست مرتبطة بفرد أو شخص، ولا يمكن القضاء عليها بالرصاص أو القصف»، مشيراً إلى دور سليماني في تحويل «مذهب المقاومة إلى محور المقاومة»، على ما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وأضاف: «دبلوماسية المقاومة جزء من مذهب المقاومة. جنباً إلى جنب مع الميدان، تسير الدبلوماسية، وفي الواقع، يكمل كل منهما الآخر، ولا يوجد انفصال بينهما».

ويشير مفهوم «الدبلوماسية والميدان» إلى تقاسم أدوار والعلاقة بين العمل الدبلوماسي المتمثل بالوزارة الخارجية، والعمل العسكري أو الميداني، خصوصاً «فيلق القدس» المكلف بالعمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، خصوصاً الإشراف على جماعات «محور المقاومة».

وركزت أنشطة «الحرس الثوري» في الجانب «الميداني» على توسيع النفوذ الإيراني في مناطق مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن. وفي المقابل، حاولت وزارة الخارجية السعي لتحويل «المكاسب الميدانية» إلى اتفاقيات دبلوماسية.

ومن المعروف أن «الحرس الثوري» يشرف على تسمية السفراء ومسؤولي البعثات الدبلوماسية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.

وكان وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، من دعاة «التكامل» بين «الدبلوماسية والميدان»، لكنه وجَّه انتقادات إلى تقويض الدبلوماسية بواسطة الأنشطة الميدانية.

وفي أبريل (نيسان) 2021، جرى تسريب تسجيل صوتي، وجَّه فيه ظريف انتقادات لتوظيف قرارات السياسة الخارجية لصالح الميدان وليس العكس، داعياً إلى التكافؤ بين الجهتين، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في البلاد.

في هذا الصدد، صرح عراقجي بأن «الدبلوماسية والميدان يكمل بعضهما البعض»، مشيراً إلى أن «الميدان يفتح الطريق للدبلوماسية، والدبلوماسية تُحول إنجازات الميدان إلى هيبة وكرامة وطنية».

وأضاف: «الدبلوماسية وجهازها كانا دائماً في الميدان، وهذا جزء من مهمتنا... ما حدث في الأشهر الماضية للمنطقة والمقاومة وإيران كان تجسيداً جديداً للتنسيق الكامل بين الميدان والدبلوماسية. وزارة الخارجية كانت دائماً في الميدان».

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي وقائد القوات البحرية بـ«الحرس» علي رضا تنغسيري في مراسم ذكرى قاسم سليماني

من جانبه، قال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري»، علي رضا تنغسيري، إن «الدبلوماسية تثمر مع الميدان».

وأشار إلى زيارة عراقجي لبيروت، بعد أيام من مقتل حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله»، في قصف إسرائيلي. وقال: «الدبلوماسية مع الميدان تعطي نتائج... في وزارة الخارجية لدينا أصدقاء يعملون ويدافعون عن وطنهم، سواء بالدبلوماسية أم من خلال حضورهم».

جاء ذلك في وقتٍ واصلت فيه قوات «الحرس الثوري» نقل عتاد وقوات إلى مختلف المناطق بالبلاد، في سياق المناورات المشتركة التي بدأت، نهاية الأسبوع الماضي، ويتوقع أن تتوسع في الأيام المقبلة.

وقال قائد القوات البرية في قاعدة النجف، المكلفة بحماية الحدود الغربية، الجنرال محمد نظر عظيمي: «نحن نعرف كيفية مواجهة التهديدات... لقد صمدنا جيداً أمام هذه التهديدات، ولدينا القدرة اللازمة في هذا المجال».

قوات الوحدة الخاصة «صابرين» تغادر من مطار غير معروف للمشاركة في مناورات غرب البلاد (فارس)

وأظهرت صورٌ نشرتها وكالتا «تسنيم» و«فارس»، التابعتان لـ«الحرس الثوري»، إرسال وحدات من القوات الخاصة «صابرين» على متن طائرة شحن عسكرية إلى مطار عسكري في مدينة كرمانشاه، غرب البلاد.

كما بثّت مقاطع فيديو من حركة رتل عسكري لنقل عتاد وأسلحة، مصحوباً بحماية من مروحيات مقاتِلة من طراز «کوبرا».

وقال قائد وحدة «صابرين»، الجنرال أحمد علي فيض اللهي، إن «مُعدات هذه القوة محدثة، ونحن في أقصى درجات الاستعداد». وأضاف: «في هذه المناورات، نعرض جزءاً من قوتنا... مقاتلونا في أعلى درجات الجاهزية للرد على أي خطأ من الأعداء».