تعرض نسخة مزورة من التصريح الصحي الذي يفيد بتلقي لقاح مضاد لفيروس «كورونا» والذي يسمح بالسفر إلى بلدان معينة دون قيود الحجر الصحي، للبيع في سانتو دومينغو، وهي منطقة مركزية في العاصمة المكسيكية معروفة بإنتاجها الاحتيالي لشهادات ولادة ورخص قيادة وجوازات سفر. وتهم هذه الوثيقة خصوصا المسافرين الذين يرفضون الحصول على اللقاح أو الذين تلقوا جرعة واحدة فقط من أصل جرعتين أو الذين حصلوا على لقاح غير مجاز في بلد يرغبون في زيارته.
ويوضح كريس الذي يقدم هذه الخدمة في وضح النهار وفق وكالة الصحافة الفرنسية: «إذا تلقيت اللقاح الصيني، فنحن هنا نغيره إلى فايزر أو سبوتنيك الروسي». ولا يثبط وجود الشرطة المكسيكية في المنطقة عزيمة المزورين... ولا زبائنهم. وتعرض الشهادات الصحية للبيع بسعر يتراوح بين 1100 بيزو (حوالي 56 دولارا) وألفي بيزو (حوالي 100 دولار). ويؤكد كريس لأشخاص يضعون كمامة جراحية على وجوههم أنه «في غضون ساعتين، ستكون وثيقتك في حوزتك».
أعلنت وزارة الصحة المكسيكية أخيرا أنه أصبح بإمكان المكسيكيين تنزيل شهادة حصولهم على اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» مجانا من موقع رسمي مخصص للأشخاص الذين يرغبون في السفر خارج البلاد أو لأسباب أخرى. ويقول كريس: «يأتي أشخاص إلى هنا لأنهم لم يحصلوا إلا على جرعة واحدة فقط من اللقاح من أصل اثنتين أو لأنهم يحتاجون إلى استبداله بواسطة آخر».
ويحتوي المستند القانوني على رمز استجابة سريعة (كيو آر كود) الذي عند مسحه ضوئيا، يعيد التوجيه إلى الموقع الرسمي للمصادقة على أن المستخدم قد تلقى اللقاح بجرعتيه. وبالتالي، فإن مزوري هذه الشهادات الصحية يقدمون رمز استجابة سريعة معدلا... لكنه في الواقع لا يعمل.
ويشرح كارلوس راميريز المتخصص في الأمن الإلكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية «لو كان المجرمون يملكون القدرة التقنية، لابتكروا رمز استجابة سريعة يمكن أن يوفر بيانات صحيحة».
ووفقا للخبير، لا يملك المحتالون الوسائل التقنية التي تسمح لهم بـ«تحميل كل رمز (كيو آر) بالبيانات التي يطلبها زبائنهم». وردا على سؤال للوكالة لم ترغب وزارة الصحة في التحدث عن الوسائل المتوافرة لحماية نفسها أو مكافحة هذا النوع من النشاط غير القانوني، إلا أن شهادات التلقيح ليست التزوير الوحيد الذي ظهر خلال الجائحة. فقد بيعت لقاحات فايزر مقلدة ضبطت في المكسيك وبولندا، في مقابل مبلغ يصل إلى ألف دولار لكل لقاح. كذلك، ضبطت الحكومة المكسيكية شحنة من لقاحات «سبوتنيك - في» مزورة في مارس (آذار) مهرّبة في طائرة خاصة متجهة إلى هندوراس. وتعرض أيضا في سانتو دومينغو فحوص مخبرية «تؤكد» أن نتيجة اختبار (كوفيد - 19) سلبية، في مقابل 600 بيزو. وتنص المادة 243 من القانون الجنائي الفيدرالي المكسيكي على أن تزوير «الوثائق العامة جريمة يعاقب عليها بالسجن من أربع إلى 8 سنوات».
المكسيك بؤرة لشهادات التطعيم المزورة
المكسيك بؤرة لشهادات التطعيم المزورة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة