اختتمت بعد ظهر أمس (السبت) الجلسة الافتتاحية لمحادثات السلام الأفغانية التي تستضيفها الدوحة، على وقع معارك عنيفة بين قوات الحكومة الأفغانية ومقاتلي حركة «طالبان» الذين يحققون تقدماً ميدانياً بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية.
وحضر الجلسة الافتتاحية لمحادثات السلام ممثلون عن الوفد الحكومي وعدد من الأحزاب والقوى السياسية الأفغانية بقيادة عبد الله عبد الله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة في أفغانستان، وممثلون عن «طالبان» بقيادة نائب زعيم الحركة، الملا عبد الغني بارادار، كما حضر الجلسة زلماي خليل زاد المبعوث الأميركي لأفغانستان، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وفيما تغيب الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي في اللحظة الأخيرة عن حضور اجتماعات الدوحة، لوحظ حضور العنصر النسائي للجلسة ضمن الوفد الحكومي.
ودعا المفاوضان الرئيسيان عن الجانبين المتصارعين إلى المرونة وضبط النفس وتجاوز المصالح الذاتية. وعلى الرغم من أنه لم يتم بث الاجتماع، كشف الجانبان مقتطفات من كلمتيهما خلال الجلسة الافتتاحية، من خلال قنواتهما الرسمية.
وشدد بارادار على أن هناك حاجة لتشكيل «نظام إسلامي قوي ومركزي ومستقل»، فيما قال عبد الله عبد الله، في تصريحات قبيل بداية الجلسة، إن الوفد الحكومي جاء إلى الدوحة يحمل تفويضاً كاملاً وصلاحيات كاملة، مؤكداً حرصهم على إنجاح المحادثات وأن «تحقيق السلام يتطلب إبداء المرونة من الطرفين»، مشدداً على أن الشعب هو الخاسر من استمرار الاقتتال والعنف.
وتقرر، في الجلسة التي لم تستمر طويلاً، تشكيل لجنة مشتركة من الوفدين مكونة من 14 عضواً لوضع جدول لأجندة التفاوض. وقالت مصادر دبلوماسية حضرت الجلسة الافتتاحية لوكالة الأنباء الألمانية إنها «اتسمت بأجواء إيجابية وتفاؤل».
ميدانياً، أعادت باكستان السبت جزئياً فتح حدودها الجنوبية مع أفغانستان بعدما كانت قد أُغلقت إثر سيطرة «طالبان» على بلدة سبين بولداك الحدودية الاستراتيجية. وصرّح مسؤول باكستاني لوكالة الصحافة الفرنسية: «فتحنا الحدود (...) بما يسمح لما يصل إلى أربعة آلاف أفغاني بمن فيهم نساء وأطفال بالعبور إلى افغانستان للاحتفال بعيد الأضحى مع عائلاتهم، لأسباب إنسانية بحتة».
والجمعة أطلقت القوات الأفغانية عملية لمحاولة استعادة السيطرة على سبين بوداك.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن طائرة تسيّرها الحكومة الفرنسية خصيصاً لإعادة مواطنيها الذين دعتهم إلى مغادرة أفغانستان، أقلعت من كابل صباح السبت متوجّهة إلى باريس. وصعد حوالى مائة راكب إلى هذه الطائرة، نصفهم مواطنون فرنسيون والنصف الآخر أفغان عملوا لصالح فرنسا في أفغانستان - في السفارة أو في هيئات فرنسية - مع عائلاتهم، بحسب مصدر دبلوماسي.
طرفا محادثات السلام الأفغانية يدعوان إلى المرونة
طرفا محادثات السلام الأفغانية يدعوان إلى المرونة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة