يسلّط فيلم وثائقي جديد عن عمليات التبني في كمبوديا الضوء مجدداً على ما إذا كان مادوكس، ابن الممثلة الأميركية أنجلينا جولي بالتبني، قد سُرق من عائلته أم لا، وفقاً لتقرير لصحيفة «الصن».
وكانت نجمة هوليوود واحدة من مئات الآباء الأميركيين الذين استخدموا لورين غاليندو، صاحبة وكالة خاصة لتبني الأطفال في الولايات المتحدة، لتسهيل تبني مادوكس من كمبوديا، على ما يبدو غير مدركين لممارساتها غير الأخلاقية المحتملة.
لكن الأسئلة لا تزال قائمة حول ما إذا كان والدا ابنها الحقيقيان ما زالا على قيد الحياة، وقد تم خداعهما من قبل «مجنّدي الأطفال» التابعين لغاليندو، الذين أفادت التقارير بأنهم استغلوا الأسر الفقيرة في المناطق الريفية.
طُرحت أسئلة حول شرعية حالة «اليتيم» الخاصة بمادوكس في وقت تبنيه، عام 2002. حيث يعتقد عمال رعاية الأطفال في كمبوديا أنه ربما تم بيعه من قبل أم فقيرة مقابل 100 دولار.
في ذلك الوقت، قال كيك غالبرو، رئيس وكالة حقوق الإنسان «ليكادو»، التي حققت في فضيحة التبني: «أنا متأكد من أن هذا الطفل لم يكن يتيماً حقيقياً، ولم يتم التخلي عنه».
ومع ذلك، قالت جولي إنها بذلت جهوداً كبيرة للتحقق من أن مادوكس ليس له أبوان على قيد الحياة، وأكدت دائماً أنه يتيم.
وقالت: «لن أسرق طفلاً من والدته. لا يسعني إلا أن أتخيل الرعب الذي ينجم عن ذلك».
وتواصلت «الصن» مع جولي للحصول على مزيد من التعليقات، لكنها لم تتلق رداً.
والآن، تحاول صانعة الأفلام إليزابيث جاكوبس كشف الحقيقة حول عمليات التبني التي قامت بها غاليندو في فيلم وثائقي جديد تصنعه بعنوان «الأطفال المسروقون».
ستسافر إلى كمبوديا في وقت لاحق من العام وتأمل في الحصول على إجابات حول عمليات التبني، بما في ذلك تلك الخاصة بمادوكس.
وجاكوبس (21 عاماً)، من نفس جيل مادوكس (19 عاماً)، ولا تزال ظروف تبنيها من كمبوديا غامضة بعد أن استخدم والديها أيضاً غاليندو للقيام بذلك.
بين عامي 1997 و2001 مرت نصف حالات التبني على الأقل من كمبوديا إلى الولايات المتحدة (نحو 800 من 1600) من خلال وكالة «سياتل الدولية للتبني» التابعة لغاليندو وشقيقتها لين ديفين.
بعد عام من تبني مادوكس، تم توجيه تهم إلى غاليندو وديفين، مع منح ديفين غرامة مالية قدرها 150 ألف دولار لتزوير المستندات للحصول على تأشيرات أميركية لـ«الأيتام».
وسُجنت غاليندو لمدة 18 شهراً في عام 2004 عن نفس الجريمة وبسبب تهم تتعلق بتبييض الأموال. وتم إطلاق سراحها منذ ذلك الحين وهي تعيش في هاواي الآن. وتواصلت صحيفة «الصن» معها، حيث نفت ارتكاب أي مخالفة.
وعندما سئلت عما إذا كانت أي من ممارساتها غير أخلاقية، قالت: «بالتأكيد لا. كل يوم، أستيقظ وأريد تكريس جسدي، كلامي، عقلي، أفعالي، لأبذل قصارى جهدي لأكون قوة من أجل الخير».
وتدعي غالدينو أن جاكوبس لم تتواصل شخصياً معها، لكنها ستكون سعيدة بمساعدتها في الإجابة عن أسئلة حول ماضيها.
وقالت: «أعتبر نفسي بطلة للأطفال، وأنا على اتصال بالعديد منهم، ويسعدني تقديم المساعدة... إذا كانت إليزابيث لديها أسئلة ويمكنني مساعدتها، سأفعل بالتأكيد، لكنها لم تتصل بي».
وتصر غاليندو أيضاً على وجود عدد من التحقيقات في تبني مادوكس، وأنه لم يُسرق من والديه.
وتابعت: «ليس لدي أي سبب للاعتقاد بوجود أي شيء غير أخلاقي يرتبط بتبني مادوكس. لقد كانوا حذرين للغاية، خاصة بالنظر إلى شهرة والدته».
وأكد المدعون أن غاليندو ربما تلقت ما يصل إلى 9.2 مليون دولار من الآباء الذين أرادوا تبني الأطفال، وفقاً للادعاءات المقدمة بحقها.
وتعتقد جاكوبس، طالبة السينما والتسويق في جامعة ماساتشوستس، أنها أول شخص من «الجيل المختطف» الذي سيعود إلى كمبوديا للتحقيق في ماضيه، مما قد يؤدي إلى إجابات تخص المئات من الكمبوديين المتبنين الآخرين.