وصف رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني الوضعية الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا في المغرب بـ«المقلقة»، عقب التسارع الذي يعرفه عدد حالات الإصابة في البلاد، بما فيها الحالات الحرجة.
وقال العثماني، في كلمة استهل بها مجلس الحكومة، الذي انعقد أمس (الخميس) عبر تقنية التناظر المرئي، إن مواجهة هذه الوضعية تستدعي توخي مزيد من الحيطة والحذر، وبذل جهد مضاعف من قبل الجميع على مستوى التواصل والتوعية والتحسيس. يشار إلى أن عدد الإصابات بفيروس «كوفيد 19» عرف خلال الفترة الأخيرة ارتفاعاً متزايداً؛ حيث بلغ العدد الإجمالي لهذه الحالات 547 ألفاً و273 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس (آذار) 2020. فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 527 ألفاً و256 حالة، وارتفع عدد الوفيات إلى 9404 حالات.
في سياق ذلك، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، أمس، أنه تقرر في ظل ظروف التدابير الاحترازية من عدوى فيروس كورونا، عدم إقامة صلاة عيد الأضحى، سواء في المصليات أو المساجد، نظراً للتوافد الذي يتم عادة في هذه المناسبة، ونظراً لصعوبة توفير شروط التباعد.
- تطوير التعلم عن بعد
من جهة أخرى، صادق مجلس الحكومة المغربية أمس على مشروع مرسوم يتعلق بـ«التعلم عن بعد»، قدّمه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سعيد أمزازي.
وتأتي المصادقة على المرسوم في سياق تطبيق القانون، الإطار المتعلق بـ«منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي» الذي سبق أن صادقت عليه الحكومة ويحدد التوجهات الأساسية لإصلاح التعليم في المغرب. وتنص المادة 33 من هذا القانون، على «تنمية وتطوير التعلم عن بعد، باعتباره مكملاً للتعلم الحضوري».
وجاء في بيان لمجلس الحكومة صدر أمس، أنه جرى إعداد مشروع هذا المرسوم «لوضع إطار قانوني لتحديد شروط وكيفيات تقديم التعلم عن بعد لفائدة المتعلمين بمؤسسات التربية والتعليم والتكوين المدرسي والمهني والجامعي بالقطاعين العام والخاص». ومن أبرز مقتضيات هذا المرسوم، أنه يعطي تعريفاً محدداً للتعلم عن بعد وأنواعه، كما يحدد الجهات المعنية بتقديمه، سواء بالقطاعين العام والخاص. ويحدد شروط وضوابط وكيفية تقديم التعلم عن بعد والفضاءات والمقرات التي سيتم فيها.
من جهة أخرى، ينص المرسوم على كيفية إعداد الموارد الرقمية المسموعة والمرئية الخاصة بالتعلم عن بعد، وتحديد الحقوق والواجبات المرتبطة بالتعلم عن بعد، الخاصة بالمتعلمة والمتعلم، وكذا بالأطر التربوية والتكوينية والإدارية والتقنية، وإخضاع الأساتذة «لتكوين خاص في مجال التعلم عن بعد».
ومن أجل تطوير التعليم عن بعد، جاء في المشروع أنه سيتم إحداث «لجنة وطنية ولجان جهوية تتولى تتبع وتنمية وتطوير التعلم عن بعد وتقييمه»، مع تحديد تركيبتها وطريقة عقد اجتماعاتها.
وكانت الحكومة المغربية، لجأت خلال فترة الحجر الصحي بسبب جائحة «كوفيد 19»، في مارس (آذار) 2020 إلى اعتماد التعليم عن بعد، كبديل عن التعليم الحضوري، بعد توقف الدراسة في سياق تدابير مواجهة تفشي كورونا، لكن هذا التوجه كان يعوزه الإطار القانوني، وأثار إشكاليات حول إمكانية اعتماده في الامتحانات. وتسعى الحكومة إلى تطوير التعليم عن بعد، لاعتماده في مختلف أسلاك التعليم، وتكوين الأساتذة وتوفير منصات لذلك، كما تسعى لمواجهة النقائص التي أظهرتها تجربة التعليم عن بعد، خاصة في العالم القروي؛ حيث لا يتوفر التلاميذ على الإمكانات لتتبع هذا النوع من التعليم.
- وصول مساعدات عاجلة إلى تونس
في سياق منفصل، حلّت 3 طائرات عسكرية تحمل كل واحدة منها 13.5 طن من المساعدات الطبية، صباح أمس، بتونس، قادمة من القاعدة الجوية الثالثة للقوات الملكية الجوية بالقنيطرة (شمال الرباط)، وذلك في إطار المساعدة الطبية العاجلة التي أمر الملك محمد السادس بإرسالها إلى هذا البلد المغاربي الذي يشهد تدهوراً في الوضعية الوبائية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا.
وقال رئيس الحكومة المغربية إن المبادرة الملكية بتقديم مساعدة طبية عاجلة إلى تونس لدعمها في مواجهة جائحة كورونا، تعكس الروح الإنسانية الراقية للملك محمد السادس. وذكر العثماني أن «هذه المبادرة الملكية السامية تعكس الروح الإنسانية الراقية لجلالة الملك، وعمق العلاقة بين الشعبين المغربي والتونسي، وقيم المغرب في التضامن مع إخوانه ومساندتهم أينما كانوا».
وبعد أن أشاد بهذه المبادرة الرامية إلى دعم الأشقاء في الجمهورية التونسية في الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء تطور الحالة الوبائية، ذكّر رئيس الحكومة المغربية بأن الملك محمد السادس كان قد اتخذ في بداية الجائحة مبادرة لدعم عدد من الدول الأفريقية بالأدوية، ما كان له كبير الأثر على شعوبها، بالإضافة إلى مبادرة الملك بإرسال دعم من أدوية ومستلزمات أخرى إلى الفلسطينيين.
وأشرف على عملية وصول واستقبال هذه الدفعة من المساعدات عدد من المسؤولين التونسيين السامين، وعلى رأسهم نادية عكاشة، الوزيرة ومديرة الديوان الرئاسي، وإبراهيم البرتاجي وزير الدفاع، وفوزي المهدي وزير الصحة، بحضور سفير المغرب في تونس حسن طارق.
وتتكون هذه المساعدة الطبية من وحدتي إنعاش كاملتين ومستقلتين، بطاقة إيوائية تبلغ 100 سرير.
كما تشمل 100 جهاز تنفس، ومولدين للأكسجين بسعة 33 متر مكعب/ ساعة لكل واحد منهما. وإضافة إلى الطائرات العسكرية الثلاث التي وصلت تونس، ستتوجه في الأيام المقبلة طائرات عسكرية أخرى إلى تونس لمواصلة نقل هذه المساعدة الطبية.
العثماني يصف المشهد الوبائي في المغرب بـ«المقلق»
العثماني يصف المشهد الوبائي في المغرب بـ«المقلق»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة