أحزاب ليبية تطالب بالانتخابات في موعدها... وحفتر يدعو لإخراج «المرتزقة»

كوبيش يشدد على أهمية احترام خريطة طريق الحوار السياسي ومخرجاته

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية (أ.ب)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية (أ.ب)
TT

أحزاب ليبية تطالب بالانتخابات في موعدها... وحفتر يدعو لإخراج «المرتزقة»

عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية (أ.ب)
عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية (أ.ب)

استبقت أحزاب ليبية، أمس، جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، بالمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها قبل نهاية العام الحالي، وفي غضون ذلك تمسك المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بضرورة إخراج «المرتزقة» والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
وفي حين شدد رئيس البعثة الأممية، يان كوبيش، ومندوب ليبيا بالأمم المتحدة الطاهر السني، خلال لقائهما أمس، على أهمية احترام خريطة طريق الحوار السياسي ومخرجاته، وقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، التي ستفضي للانتخابات العامة نهاية العام الحالي، اكتفى رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، بالإعلان أنه ناقش بمقر بعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة مع هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا، أمس، تطورات الوضع السياسي في ليبيا، وما يواجه الانتخابات المقبلة من عراقيل.
ومن جانبه، أكد حفتر في بيان وزعه اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، مساء أول من أمس، على دعوة المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إلى الالتزام بنصوص خريطة الطريق، التي أقرها «ملتقى الحوار السياسي»، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2570 لسنة 2021 كنص أنتج هذه السلطة المؤقتة، بما في ذلك إخراج كل القوات النظامية الأجنبية و«المرتزقة»، دون استثناء، وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
وشدد حفتر على ضرورة تنفيذ هذه السلطة لما اتفق عليه في مؤتمرَي برلين الأول والثاني، بشأن إخراج كل القوات الأجنبية و«المرتزقة»، قبل موعد الانتخابات في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وليس بعدها، مع ضرورة وجود «رؤية وطنية» جادة لكيفية حل الميليشيات، والمجموعات الخارجة عن القانون وجمع سلاحها، وإعادة دمجها عن طريق المؤسسات الرسمية في الدولة.
كما أعلن حفتر رفضه أي طرح انتقائي من أي طرف محلي أو أجنبي، يستثني أي قوة أو «مرتزقة» من الخروج من ليبيا، «بدعوى وجود «اتفاقيات أبرمتها السلطة المنقوصة الشرعية والمشروعية، ولم تعرض أساساً على مجلس النواب الليبي الشرعي للمصادقة عليه».
وأكدت قيادة الجيش على تمسكها بعمل اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، و«دعم خطواتها المهنية، ورفض أي تصرف يؤثر على عمل واختصاص هذه اللجنة؛ كونه يمس في النهاية بالهدف الأهم، وهو إخراج كل القوات النظامية الأجنبية والمرتزقة، وغيرها من الخطوات المهمة التي تعمل هذه اللجنة بخطوات ثابتة لتنفيذها، وفقاً لقرارات مجلس الأمن».
في السياق ذاته، طالب 12 من الأحزاب والتكتلات السياسية المحلية رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، بـ«مساعدة الشعب الليبي، وعدم التفريط في حقوقه المشروعة بإنجاز الانتخابات في موعدها».
ولفت البيان إلى الإحباط الذي نال من الشعب وهو يرى مشاهد الفشل والعبث، الذي شاب ملتقى الحوار السياسي، وانتهى بعجزه عن القيام بمهامه التي حددها الاتفاق السياسي لإنجاز قاعدة دستورية، يتم وفقها تنفيذ استحقاقات الانتخابات الرئاسية المباشرة والبرلمانية المقبلة، مستنكراً ما وصفه بحالة المماطلة التي تبديها السلطات الليبية، والتلكؤ في إنجاز القواعد الدستورية والقانونية، لتتمكن مفوضية الانتخابات من الوفاء بمتطلبات تنفيذها في الموعد المحدد.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».