انقلابيو اليمن يستحدثون سجوناً إضافية بالتزامن مع تصاعد عمليات الإخفاء

TT

انقلابيو اليمن يستحدثون سجوناً إضافية بالتزامن مع تصاعد عمليات الإخفاء

اتهم حقوقيون يمنيون الميليشيات الحوثية بتحويل العديد من المواقع الأثرية والتعليمية والعسكرية ومباني مؤسسات ومكاتب حكومية ومدنية واقعة بمناطق تحت سيطرتها إلى سجون ومعتقلات سرية جديدة، وذلك بالتزامن مع تصاعد حملات الإخفاء القسري والاعتقال والاختطاف بحق اليمنيين من مختلف شرائح المجتمع.
وتحدثت المصادر عن استحداث الجماعة وهي ذراع إيران في اليمن على مدى الأشهر القليلة الماضية عشرات السجون والمعتقلات الجديدة بغية تمكنها من استيعاب أعداد أخرى من المعتقلين والمختطفين الجدد، حيث أنشأت ما يزيد على 70 سجنا جديدا بأماكن عدة في 3 محافظات هي: إب، وذمار، والعاصمة صنعاء.
وتضاف سجون الميليشيات المستحدثة إلى نحو 205 سجون كانت استحدثتها الجماعة طيلة الأعوام الماضية في أماكن غير مخصصة للاحتجاز ولا تخضع - وفق تقارير حقوقية - لأدنى المعايير الدولية، من بينها 80 سجنا شبه رسمية، ونحو 125 سجنا سريا تم تأسيسها بداخل أقبية مواقع عسكرية ومؤسسات ومبان حكومية ومدنية.
وفي محافظة إب (170 كيلومترا جنوب صنعاء) تحدث مصدر حقوقي بالمحافظة لـ«الشرق الأوسط»، عن أن الجماعة واصلت استحداث العديد من السجون السرية داخل مؤسسات ومكاتب حكومية.
وقال المصدر إن «أغلب سجون الجماعة تقع داخل أقبية عدد من المكاتب التنفيذية في المحافظة مثل مكتب الأشغال العامة وصندوق النظافة والتحسين ومكتب الأوقاف ومكتب الضرائب ومكتب الشباب والرياضة، ومكاتب أخرى يجري فيها ارتكاب انتهاكات وحشية بحق الحقوق والحريات العامة والخاصة».
وأشار المصدر إلى قيام بعض مديري تلك المكاتب (ينتمون لسلالة زعيم الجماعة) باختطاف واعتقال العشرات من موظفي وسكان المحافظة تباعا ومن ثم إيداعهم، وفق تهم باطلة، تلك السجون، الأمر الذي عده مراقبون مخالفة واضحة لقوانين السجون ومؤشرا على مدى توسع حدة تعسفات الجماعة التي يتعرض لها تباعا أبناء المحافظة.
ويؤكد السكان في هذه المحافظة أن المئات من المواطنين في إب تعرضوا خلال الأسابيع القليلة الفائتة للسجن والاحتجاز التعسفي في بعض تلك المكاتب، وأن مسلحي الجماعة رفضوا الإفراج عنهم إلا بعد دفع ضمانات ومبالغ مالية.
وبالانتقال إلى محافظة ذمار (100 كم جنوب صنعاء) والتي تحتل- وفقا لبعض التقارير- المرتبة الثانية من بين المحافظات اليمنية من حيث عدد السجون والمعتقلات السرية وجرائم الاختطاف والإخفاء القسري التي ترتكبها الميليشيات تباعا بحق سكانها، ذكرت المصادر أن الميليشيات لا تزال تسخر كل جهدها وطاقتها في سبيل تحويل المحافظة ومديرياتها إلى معتقل كبير يضم عشرات السجون السرية.
وفي حين كشفت مصادر حقوقية عن استحداث الانقلابيين نحو 20 سجنا سريا بمناطق عدة من المحافظة، كانت تقارير محلية كشفت في وقت سابق عن وجود أكثر من 65 معتقلا خصصتها الجماعة على مدى السنوات المنصرمة كمعتقلات أغلبها واقعة في مبانٍ حكومية وقلاع أثرية ومنازل سكنية.
ومع أن هذه التقارير تقدر وجود 3 آلاف مختطف ومختف قسريا في سجون الانقلابيين بذمار وحدها، نصفهم من أبناء المحافظة، يؤكد حقوقيون أن كافة سجون الميليشيات السرية وغير السرية في هذه المحافظة تعج بأضعاف هذه التقديرات لأعداد المختطفين إلى جانب مختفين قسراً ومختطفين من مناطق يمنية أخرى، بمن فيهم عسكريون وسياسيون وناشطون حقوقيون وإعلاميون، تمارس الجماعة في حقهم شتى صنوف التعذيب.
وعلى صلة بالموضوع، قال القيادي السابق في الجماعة علي البخيتي إن سجون الحوثي «تحولت اليوم إلى ما يشبه سوق النخاسة الضخم ويديره شخصيا زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي».
وخاطب البخيتي في تغريدات على «تويتر» الحوثيين بالقول: «سجونكم يا حوثيين أسواق نخاسة مكتملة الأركان تبيعون الذكور مع الإناث تلفقون تهمة للمواطن ثم تمتهنون كرامته داخل سجونكم وبعدها تبيعون الإفراج عنه بالمال».
وأضاف «يمكن سؤال أي مواطن خرج من سجون الحوثي... هل تم الإفراج عنك دون دفع مبلغ مالي؟ ومن إجابتهم سيظهر حينها أن الحوثيين (داعش اليمن)».
وكان تقرير دولي صادر عن «المرصد الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان، وثق قبل فترة جانبا مما قال إنه انتهاكات قاسية يتعرض لها الأسرى والمختطفون داخل سجون الجماعة الحوثية. موضحاً أساليب الاختطاف وأشكال التعذيب التي انتهجتها بحقهم تلك الميليشيات.
ولفت التقرير إلى ازدياد معاناة المعتقلين على نحو كبير خصوصا في ثلاثة معتقلات أساسية في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وكشف التقرير عن وجود مواقع سرية استخدمتها الجماعة لاحتجاز وتعذيب المدنيين بمناطق سيطرتها. وقال إن عدد السجون السرية التي تديرها الميليشيات وصلت إلى 203 سجون ، منها 125 سجناً سرياً، إضافة إلى سجون سرية خاصة موجودة داخل أقبية المؤسسات الحكومية وأخرى في مبان مدنية كالوزارات والإدارات العامة في صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الميليشيات.
وأكد التقرير أن الجماعة الانقلابية تستخدم مراكز غير رسمية وغير مخصصة للاحتجاز، منها المباني السكنية والمدارس والجامعات، وهي أماكن لا تتوفر فيها أدنى المعايير الإنسانية اللازم توافرها في أماكن الاحتجاز مثل النظافة والتهوية الجيدة وتأمين الرعاية الصحية الضرورية، فضلا عن نقص شديد في الماء والكهرباء والمستلزمات الأساسية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.