قال السياسي اللبناني سعد الحريري، اليوم (الخميس)، إن «تيار المستقبل» لن يسمي أحداً في المشاورات المقبلة مع النواب اللبنانيين لاختيار رئيس وزراء مكلف جديد، وتابع: «هناك انتخابات مقبلة، وموعدنا مع كل الذين كانوا ضدّ المبادرة الفرنسية»، وذلك في مقابلة مع تلفزيون «الجديد» اللبناني.
وأضاف أن «(حزب الله) لم يبذل الجهد الكافي لتشكيل الحكومة، و(سمير) جعجع اتخذ قراره بعدم المشاركة في الحكومة، وحاولنا معه أكثر من مرة، ولم ينجح الأمر». وأكمل: «لا أصوّت لجعجع لرئاسة الجمهورية، وهو من أتى بعون رئيساً ويقوم بتحميلي المسؤولية»، ورداً على سؤال: «ألا تشكر الثنائي الشيعي؟» قال الحريري: «أنا أشكر الرئيس بري، وأخصّه بالشكر ونقطة على السطر»، مستبعداً بالتالي «حزب الله».
وقال الحريري إنه ينبغي إنشاء محكمة دولية لمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت. وتابع: «تحقيق دولي محكمة دولية بموضوع المرفأ وكفى تضييعا للوقت... أنا أقول لكم في نهاية المطاف إذا بدكم حقيقة بدكم نروح على تحقيق دولي».
وكان الحريري قال إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون إن الأخير طلب «تعديلات» على الصيغة الحكومية التي اقترحها عليه الأربعاء، واعتبرها الحريري «جوهرية».
وأوضح أنه اقترح على عون مزيداً من الوقت للتفكير، لكن الأخير أجابه: «لن نتمكن من أن نتوافق». وأضاف الحريري: «لذلك، قدمت اعتذاري عن (عدم) تشكيل الحكومة وليُعِن الله البلد».
وفي وقت لاحق، ردّ عون في بيان عبر مكتبه الإعلامي على تصريح الحريري، معتبراً أن الأخير «لم يكن مستعداً للبحث في أي تعديل من أي نوع كان، مقترحاً على الرئيس عون أن يأخذ يوماً إضافياً واحداً للقبول بالتشكيلة المقترحة».
وأضاف البيان: «عليه، سأله الرئيس عون؛ ما الفائدة من يوم إضافي إذا كان باب البحث مقفلاً؟ وعند هذا الحد انتهى اللقاء وغادر الرئيس الحريري معلناً اعتذاره».
وفيما يواجه لبنان انهياراً اقتصادياً، رجّح البنك الدولي أن يكون من بين أشدّ 3 أزمات في العالم منذ عام 1850، لم تتمكن القوى السياسية المتناحرة من تشكيل حكومة منذ 11 شهراً.
وأمضى الحريري وعون الأشهر الماضية وهما يتبادلان الاتهامات بالتعطيل جراء الخلاف على الحصص وتسمية الوزراء. ويتهم الحريري عون وفريقه السياسي بالتمسك بالحصول على أكثرية تضمن له حق النقض في القرارات الحكومية، بينما يقول فريق عون إنه يريد فقط أن تعكس الحكومة حجم القوى السياسية الحقيقية. ورفض عون تسمية الحريري لوزراء مسيحيين.
والحريري هو ثاني شخصية تعتذر عن عدم تشكيل حكومة، بعد اعتذار مماثل قدّمه السفير مصطفى أديب الذي كلفه عون، بناء على الاستشارات النيابية الملزمة، تأليف الحكومة نهاية أغسطس (آب) إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال الحالية، بعد أيام من انفجار المرفأ.
الحريري بعد اعتذاره: كتلتي النيابية لن تسمي أحداً لرئاسة الوزراء
الحريري بعد اعتذاره: كتلتي النيابية لن تسمي أحداً لرئاسة الوزراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة