أعلن رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، اليوم (الخميس)، من القصر الرئاسي، اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
وقال الحريري، إثر لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، لصحافيين، إن الأخير طلب «تعديلات» على الصيغة الحكومية التي اقترحها عليه، الأربعاء، ونقل عنه قوله: «لن نتمكن من أن نتوافق»، وأضاف الحريري: «لذلك قدمتُ اعتذاري عن تشكيل الحكومة، وليُعِن الله البلد».
https://www.youtube.com/watch?v=b2rR-t2uVNg
وهنا أبرز المحطات في هذه الأزمة السياسية العميقة:
قدم سعد الحريري، أمس (الأربعاء)، تشكيلة حكومية إلى ميشال عون تضم 24 وزيراً، وقال إنه ينتظر رده، الخميس، لإنهاء ما يقرب من تسعة أشهر من الجمود ووقف الانهيار الاقتصادي. وهو يؤكد أن تشكيلته تتماشى مع المبادرة الفرنسية التي دعت إلى قيام حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات، من شأنها أن تطلق المساعدات الخارجية التي تشتد الحاجة إليها لإنقاذ البلاد.
https://twitter.com/saadhariri/status/1415309981063258116
وكان رئيس الجمهورية قد كلف الحريري في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تشكيل الحكومة لمرة رابعة. ووعد الحريري بتشكيلة من المتخصصين لتنفيذ إصلاحات ضرورية، لكن المساعي تعثرت بسبب خلافات على اختيار الوزراء. والاقتراحات السابقة كانت تتضمن أيضاً وزراء من المتخصصين ينتمون إلى طوائف مختلفة.
وقالت وكالة «رويترز» للأنباء إنه إذا تم رفض الحكومة واستقال الحريري، فسوف يترك ذلك لبنان مضطراً للبحث عن سني آخر يرغب في أن يحل محله.
وفي ظل نظام تقاسم السلطة الطائفي، يجب أن يكون رئيس لبنان مسيحياً مارونياً ورئيس الوزراء مسلماً سنياً. ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المتوقعة بعد أقل من عام، فإن عدداً قليلاً من الشخصيات السنية مستعد لتحمل هذه المسؤولية.
ولبنان بلا حكومة منذ استقالة حكومة حسان دياب عقب انفجار الرابع من أغسطس (آب) في مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وتسبب في إصابة الآلاف، ودمر أحياء بأكملها في وسط العاصمة.
ويواجه لبنان انهياراً اقتصادياً وصفه البنك الدولي بأنه إحدى أسوأ حالات الركود في التاريخ المعاصر. ويصر المانحون المحتملون على تطبيق إصلاحات كشرط مسبق لتقديم أي مساعدات.
ودفعت الأزمة المالية أكثر من نصف السكان إلى الفقر، وشهدت تراجع قيمة العملة بأكثر من 90 في المائة خلال نحو عامين، كما ساهمت الأزمة السياسية في تدهور الأوضاع.
وبدأت احتياطات لبنان الأجنبية تنفد، الأمر الذي أدى إلى نقص الوقود والإمدادات الطبية وانقطاع التيار الكهربائي.
جدير بالذكر أن سعد الحريري بادر إلى تقديم استقالة حكومته السابقة بعد أسبوعين من اندلاع احتجاجات شعبية غير مسبوقة طالبت برحيل الطبقة السياسية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
ومنذ ذلك الحين، يشهد لبنان أزمات متتالية من انهيار اقتصادي متسارع فاقم معدلات الفقر، إلى قيود مصرفية مشدّدة، وتفشّي وباء «كوفيد - 19»، وأخيراً الانفجار المروّع في مرفأ بيروت.