جراحة لراشفورد تبعده عن يونايتد 3 أشهر... وجدارية مانشستر تتحول إلى رمز ضد العنصرية

الإساءات لثلاثي المنتخب الإنجليزي تسخّن الجدل السياسي حول مكافحة التمييز في كرة القدم والمجتمع

المئات من المشجعين تجمعوا أمام جدارية راشفورد في مانشستر لدعم اللاعب وزملائه ضد الإساءات العنصرية (رويترز)
المئات من المشجعين تجمعوا أمام جدارية راشفورد في مانشستر لدعم اللاعب وزملائه ضد الإساءات العنصرية (رويترز)
TT

جراحة لراشفورد تبعده عن يونايتد 3 أشهر... وجدارية مانشستر تتحول إلى رمز ضد العنصرية

المئات من المشجعين تجمعوا أمام جدارية راشفورد في مانشستر لدعم اللاعب وزملائه ضد الإساءات العنصرية (رويترز)
المئات من المشجعين تجمعوا أمام جدارية راشفورد في مانشستر لدعم اللاعب وزملائه ضد الإساءات العنصرية (رويترز)

يواجه مهاجم منتخب إنجلترا ومانشستر يونايتد ماركوس راشفورد الذي يتعرض لحملة إهانات عنصرية واسعة على خلفية اهداره ركلة ترجيح في نهائي كأس أوروبا لكرة القدم، خطر الغياب عن الملاعب لفترة ثلاثة أشهر عقب قراره بالخضوع لعملية جراحية في كتفه.
وأجرى راشفورد، البالغ 23 عاماً والذي يعاني من آلام في كتفه منذ نهاية الموسم المنصرم، صورة بالأشعة على كتفه أول من أمس، حيث من المرجح أن يخضع لجراحة نهاية الشهر الحالي، بحسب ما ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» وشبكة «بي بي سي»، فيما أضافت الأولى أن غياب المهاجم الدولي عن المستطيل الأخضر يمكن أن يستمر حتى أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مما يعني ابتعاده عن جولة إعداد يونايتد وأول شهرين من الموسم المقبل.
وتأتي هذه التقارير في خضم الإهانات العنصرية التي تطال راشفورد صاحب البشرة السمراء مع زميليه بالمنتخب جايدون سانشو وبوكايو ساكا على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية إهدارهم لركلاتهم الترجيحية أمام إيطاليا في نهائي كأس أوروبا لكرة القدم، مما أدى إلى خسارة إنجلترا 2 - 3 بعد التعادل 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب ويمبلي الشهير.
وحرمت إنجلترا من تتويجها القاري الأوّل، والثاني في بطولة كبرى منذ كأس العالم 1966.
وقد عمدت بعض الجماهير الإنجليزية إلى تغطية لوحة جدارية لراشفورد في مدينة ويثينغتون (شمال إنجلترا) بكتابات عنصرية، لكن تم إخفاؤها وترميمها لاحقاً بأعلام إنجليزية ورسائل دعم متعددة الألوان، غالباً على شكل قلب.
كما عبر العديد من المشجعين عن دعمهم للاعب عبر الجثو على ركبة واحدة بجوار لوحته الجدارية. وحمل نحو 200 شخص لافتات كتب عليها عبارة «حياة السود مهمة»، تعبيراً عن الدعم «العاطفي والقوي» للاعب بجانب جدارية له تعرضت للتخريب مؤخراً قبل أن يجري ترميمها. وأشار أحد الموجودين بين الجمع المؤيد لراشفورد أمام الجدارية إلى إن الإساءات العنصرية لثلاثي إنجلترا «أشعلت» حركة مناهضة العنصرية في مانشستر، وقال: «هؤلاء اللاعبون أظهروا لنا كل ما هو جيد في هذا البلد، السود والبيض متحدون ضد العنصرية ويتخذون موقفاً قوياً».
وكانت الإساءات العنصرية للثلاثي الإنجليزي قد أدت إلى تصعيد الجدل السياسي حول العنصرية، سواء في كرة القدم أو في المجتمع بشكل عام، في توجيه اللوم لحكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعدم اتخاذ قرارات صارمة مع هذا الأمر.
كما انتقد مدافع المنتخب الإنجليزي تايرون مينغز، وزيرة الداخلية بريتي باتيل، معتبراً أنها «أشعلت النار» بدفاعها عن المشجعين الذين أطلقوا صيحات الاستهجان تجاه اللاعبين الذين يجثون على ركبة واحدة قبل كل مباراة تنديداً بالعنصرية، بعد أن اعتبرتها سابقاً «حركة سياسية»، كما أن جونسون لم يكن من محبذي الحركة.
وأمام الضغوط أعلن جونسون أنه سيلتقي مع المسؤولين الكبار لمواقع التواصل الاجتماعي من أجل اتخاذ خطوات سريعة لتتبع المسيئين من أجل معاقبتهم.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء بأن جونسون أراد دائماً أن يدعم المشجعون منتخب بلادهم، وسط شكوك حول ما إذا ستخطط الحكومة الآن لإقامة حفل استقبال للمنتخب بعد البطولة. وأضاف المتحدث أن جونسون قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن «الإساءات كانت مخزية تماماً وظهرت من الأماكن المظلمة للإنترنت، وإنه سيبحث مع مسؤولين لمواقع التواصل الاجتماعي ضرورة اتخاذ إجراءات لملاحقة المسيئين، قبل أن تدخل قوانين أكثر صرامة حيز التنفيذ» في بريطانيا.
وتخطط الحكومة لوضع «مشروع قانون الإساءات على الإنترنت» لأول مرة، شركات مثل «فيسبوك» و«تويتر» في إطار نظام الاتصالات في بريطانيا. بموجب القانون، إذا فشلت شركات وسائل التواصل الاجتماعي في إزالة المحتوى المسيء على الفور، فقد يتم تغريمها بما يصل إلى 18 مليون جنيه إسترليني (25 مليون دولار) أو 10 في المائة من مبيعاتها السنوية العالمية، أيهما أعلى.
وكان راشفورد قد وجه رسالة اعتذار مؤثرة للجماهير عن إهدار الركلة، لكنه أكد رفضه للإساءات التي تعرض لها وزملاؤه لشكله وهويته. أصبح راشفورد بطلاً ومثالاً للكثيرين داخل وخارج المستطيل الأخضر بعد أن أقنع حكومة المحافظين لتقديم وجبات مدرسية مجانية للأطفال المحتاجين خلال جائحة فيروس كورونا.
وكتب مهاجم مانشستر يونايتد: «أنا ماركوس راشفورد، 23 عاماً، رجل أسود من ويثينغتون، جنوب مانشستر. إذن لا أملك أي شيء آخر، فأنا أملك ذلك». وتابع: «ركلة جزاء كانت كل ما طُلب مني للمساهمة للفريق، بإمكاني أن أتحمل الانتقادات لأدائي طوال اليوم، ركلتي الترجيحية لم تكن جيدة بما يكفي، كان يجب أن تدخل ولكن لن أعتذر أبداً عن هويتي ومن أين آتى».
وأردف راشفورد: «كنت على وشك البكاء بعد أن رأيت ردة الفعل في ويثيغتون»، علماً بأن أحد الفنانين الجداريين عاد وأصلح الرسمة.
وعلق ساوثغيت مدرب إنجلترا بإن الاساءات للاعبيه على الإنترنت «لا تُغتفر». كما قال قائد الفريق هاري كين: «ثلاثة فتيان كانوا لامعين طوال الصيف، كانت لديهم الشجاعة للتقدم وتنفيذ ركلة جزاء عندما كانت المخاطر كبيرة. يستحقون الدعم والمساندة، وليس الإساءة العنصرية الدنيئة التي تعرضوا لها».
من جهته، دعم الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال لاعبه بوكايو ساكا وقال: «إنه شاب صغير لكن يملك شخصية قوية» للتغلب على الإساءة العنصرية التي تعرض لها. وأوضح أرتيتا أنه تحدث إلى ساكا (19 عاماً)، وأكد على أن اللاعب بخير ويملك القوة للوقوف ضد هذه الإساءات. لقد تلقى الكثير من الحب والدعم من عالم كرة القدم، وليس فقط من آرسنال لكن من مشجعي المنتخب الوطني والجماهير الإنجليزية لأنه لا يستحق شيئاً مما حدث».
وحظي اللاعبون بدعم العديد من المسؤولين والنجوم في اليومين الأخيرين أمثال الأمير ويليام، نجل ولي العهد البريطاني، ورئيس الاتحاد الإنجليزي للعبة، والنجم السابق ديفيد بيكهام ووزير الرياضة. كما عبر العداء الجامايكي الأسطورة يوسين بولت، الفائز بثمانية ألقاب أولمبية عن إدانته لكل أشكال العنصرية في كرة القدم أو المجتمع، ووجه دعمه للثلاثي الإنجليزي راشفورد وسانشو وساكا. وقال بولت: «يمكن للشخص أن يشعر بالإحباط بسبب الإخفاق لأننا بشر، لكن إذا أقحمنا العرق في الأمر، فلا مجال لذلك في كرة القدم أو في الحياة بصفة عامة».
ووصف بولت، الذي جمع بين لقبي سباقي 100 و200 متر في ثلاث ألعاب أولمبية من 2008 وحتى 2016. الإساءة العنصرية ضد اللاعبين الإنجليز بالكريهة وأوضح: «أولاً وقبل كل شيء هذا أمر كريه... بالنسبة لي يكون من الصعب جداً متابعة مثل هذه الأمور. كشخص من أصل أفريقي ولون أسمر، أقول إن الأمر كان صعباً عليهم ولا يمكن إلقاء اللوم عليهم فهم ليسوا وراء اختيار منفذي ركلات الترجيح. هذه كرة القدم، تفوز أحياناً وتخسر أحياناً، لا يمكن إلقاء اللوم على أي شخص أو محاولة التأثير عليهم بسبب العرق أو اللون هذه الإساءة العنصرية ظالمة جداً. أحببت كرة القدم خلال مسيرتي بأكملها وتابعت كل هؤلاء اللاعبين... لذا من الصعب قبول أشياء كهذه أو التغاضي عن محاربتها لا بد من بذل الجهد لتوقيع عقوبات على أي شخص مسؤول عن هذه الإساءات.
وكان هاري مغواير مدافع إنجلترا وقائد مانشستر قد أشار إلى إن والده كان أحد ضحايا الشغب في مباراة نهائي كأس أوروبا، حيث أصيب في ضلوعه وواجه صعوبات في التنفس بعدما دهس عليه بعض المشجعين. وقال مغواير لصحيفة (الصن): «أعتقد أن والدي تأثر بالشغب وتعرض لبعض الإصابات في ضلوعه. لقد تحدثت إليه، وكان يشعر بالذعر. لا أريد لأي شخص أن يخوض هذه التجربة خلال الذهاب إلى مباراة لكرة القدم خاصة في مباراة نهائية كبيرة».
وأظهرت لقطات فيديو اشتباك بعض المشجعين مع بعضهم وكذلك مع المسؤولين واجتازوا الحواجز الأمنية واقتربوا بالفعل من محيط ملعب ويمبلي قبل انطلاق المباراة النهائية. وأعلنت الشرطة البريطانية إصابة 19 من أفرادها، إلى جانب إلقاء القبض على 86 شخصاً منهم 53 داخل الملعب. كما قال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إنه فتح إجراءات انضباطية محتملة ضد الاتحاد الإنجليزي للعبة بسبب أعمال الشغب.
وأعلن الاتحاد الإنجليزي الاثنين أنه سيبدأ مراجعة شاملة للانتهاك الأمني وأدان سلوك المشجعين الذين حاولوا اقتحام الاستاد.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.