الليكود يطرح قوانين متطرفة لإحراج حكومة بنيت

مظاهرة فلسطينية ليلية في مواجهة مركز استيطاني قرية بيتا بالضفة الثلاثاء (أ.ف.ب)
مظاهرة فلسطينية ليلية في مواجهة مركز استيطاني قرية بيتا بالضفة الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

الليكود يطرح قوانين متطرفة لإحراج حكومة بنيت

مظاهرة فلسطينية ليلية في مواجهة مركز استيطاني قرية بيتا بالضفة الثلاثاء (أ.ف.ب)
مظاهرة فلسطينية ليلية في مواجهة مركز استيطاني قرية بيتا بالضفة الثلاثاء (أ.ف.ب)

باشر حزب الليكود المعارض، بقيادة بنيامين نتنياهو، تنفيذ خطته لإحراج وبالتالي إضعاف وإسقاط الحكومة الإسرائيلية، وذلك عن طريق طرح سلسلة مشاريع قوانين يمينية، كان رئيس الوزراء الحالي نفتالي بنيت، يؤيدها قبل تسلمه الحكم.
ومن بين أبرز هذه المشاريع، قانون يمنع الولايات المتحدة من فتح قنصلية في القدس تُعنى بشؤون الفلسطينيين، ومنها قانون يفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
ومع أن نتنياهو بنفسه كان قد تقبل نية الإدارة الأميركية فتح القنصلية، ووقّع على «اتفاقيات إبراهيم» التي تم بموجبها تجميد مخطط الضم وفرض السيادة في الضفة الغربية، فإنه وافق على هذين المشروعين وعلى مشاريع قوانين أخرى من النوعية نفسها، لكنه يثيرها الآن، فقط، لكي يُحرج الحكومة ويمسّ بهيبتها ويدفع بممثلي اليمين المتطرف فيها إلى التمرد عليها والتصويت ضدها في الكنيست (البرلمان).
كان المشروع الأول في سلسلة هذه القوانين قد طرحه عضو الكنيست نير بركات، الذي يخطط لاستبدال نتنياهو في رئاسة الليكود. ومشروع القانون الذي طرحه، أمس (الأربعاء)، مع 30 نائباً آخر من أحزاب المعارضة، ينص على تعديل «قانون أساس: القدس عاصمة إسرائيل»، بإضافة بند عليه «يُمنع فتح ممثلية دبلوماسية تخدم (كياناً أجنبياً) في القدس». وقد بدا واضحاً أن هذا القانون يستهدف إجهاض قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس لتقديم خدمات للفلسطينيين. وقد تمكن بركات، وهو رجل أعمال ثري وكان لدورتين رئيس بلدية القدس، من تجنيد 30 عضو كنيست وقّعوا على المشروع، وهم ليسوا من أحزاب المعارضة، فحسب، بل يوجد بينهم نائب من الائتلاف الحاكم، هو عميحاي شيكلي من حزب «يمينا»، الذي يقوده رئيس الحكومة نفتالي بنيت.
ويتزامن هذا الاقتراح مع قرار البيت الأبيض فتح القنصلية في القدس، تنفيذاً لوعد الرئيس بايدن خلال حملته الانتخابية. ففي حينه أعلن بايدن أنه يعتزم إلغاء قرار الرئيس دونالد ترمب، إغلاق القنصلية عقاباً للفلسطينيين. وقال إنه في حال فوزه سوف يعيد فتح القنصلية في القدس. وفي مايو (أيار) الماضي، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته رام الله، أن إدارة بايدن ستعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس لخدمة الفلسطينيين، وتنظيم العلاقات الدبلوماسية معهم، موضحاً أنها طريقة مهمة «للتعامل وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني». ولكن الحكومة الإسرائيلية الجديدة توجهت إلى واشنطن تطلب تأخير إعادة فتح القنصلية، بادّعاء أن رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، يستخدم الإعلان عن إعادة افتتاح القنصلية لمصلحته السياسية، ويروّج لفكرة أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ضعيفة أمام الأصدقاء والأعداء و«لا يمكنها الوقوف في وجه إدارة بايدن».
وفي ضوء قرار بركات طرح المشروع، توجهت الإدارة الأميركية إلى رئيس الوزراء نفتالي بنيت، ورئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية يائير لبيد، تطلب موافقتهما على إعادة فتح القنصلية، فوراً. وقال بركات إن «مشروع القانون يأتي إثر عزم الحكومة الاستسلام لضغوط دولية، بواسطة فتح قنصليات تمنح خدمات للفلسطينيين داخل القدس. وباستثناء الخطر السياسي، تشكّل هذه الخطوة خطراً أمنياً وتسمح بدخول فلسطينيين إلى القدس». وأضاف: «لن نسمح للحكومة بالمساس بمكانة القدس كعاصمة إسرائيل الموحدة. ولأسفي، يعمل في الحكومة وزراء يسعون إلى تقسيم القدس واستدعاء ضغوط من المجتمع الدولي ضدنا.
وهذا خطر حقيقي يستهدف مكانة عاصمة إسرائيل».
وفي الإطار نفسه، قدم عضو الكنيست ميكي زوهار من الليكود، أمس، مشروع قانون إلى اللجنة الوزارية للتشريع، يقضي بفرض «السيادة الإسرائيلية» على المستوطنات في الضفة الغربية. وأكد هو أيضاً أنه يستهدف إحراج أحزاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية.
وقد ردّ مسؤول في كتل الائتلاف الحاكم بأن الحكومة لا تنوي التعامل مع هذه الاقتراحات، مضيفاً أن «نتنياهو لم يفرض السيادة طوال 12 سنة وبينها 4 سنوات مع إدارة ترمب، والجمهور يعرف ذلك جيداً».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.