«درون» تستهدف ميليشيات إيرانية شرق سوريا... و«قسد» تجري «تدريبات حيّة»

معارضون يتوقعون دوراً أكبر للعشائر بعد انتخاب المسلط رئيساً لـ«الائتلاف»

TT
20

«درون» تستهدف ميليشيات إيرانية شرق سوريا... و«قسد» تجري «تدريبات حيّة»

استهدفت طائرة مسيرة مجهولة الهوية البوابة العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية في قرية الهري قرب مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية، في وقت أجرت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) تدريبات، ذلك بعد تعرض قاعدة عسكرية أميركية لقصف متكرر في الأيام الماضية.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد عن تدريبات عسكرية في «حقل العمر» النفطي، حيث قامت القوات الأميركية المتمركزة في الحقل بإجراء تدريبات عسكرية برفقة «قوات سوريا الديمقراطية» «تخللها تدريب على عملية إخلاء النقاط داخل المدينة السكنية العمالية في الحقل والانتشار في محيطه بعد استهداف القاعدة بصاروخ من مناطق النفوذ الإيراني غرب الفرات».
وأفادت مصادر عراقية أول من أمس، بأن رئيس الاستخبارات في «الحرس الثوري» الإيراني حسين طائب، طلب من قادة الفصائل المسلحة في العراق خلال لقائه بهم في بغداد الأسبوع الماضي شنّ «عمليات انتقامية» ضد القوات الأميركية في سوريا.
ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن 3 مصادر من فصائل مسلحة، ومصدرين أمنيين عراقيين، أن طائب «دعا الفصائل المسلحة بالعراق إلى تكثيف هجماتها على الأهداف الأميركية» ونصحها بـ«توسيع نطاق هجماتها بشن عمليات انتقامية ضد القوات الأميركية في سوريا».
وأوضح مسؤول كبير في المنطقة، أطلعته السلطات الإيرانية على زيارة طائب، أن رئيس استخبارات «الحرس» اجتمع مع عدد من قادة الفصائل المسلحة العراقية ونقل لهم «رسالة» من المرشد علي خامنئي بـ«مواصلة الضغط على القوات الأميركية في العراق حتى ترحل عن المنطقة».
وكان «المرصد» رصد في 11 الشهر الحالي «سقوط صاروخ محلي الصنع يرجح أن مصدره مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية غرب الفرات، استهدف قاعدة حقل العمر النفطي (أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سوريا)، والذي يقع ضمن منطقة شرق الفرات بريف دير الزور».
وقال «المرصد» أمس، إن «قوات سوريا الديمقراطية» قامت مساء الثلاثاء، بإجراء تدريبات عسكرية في بلدة صور الخاضعة لسيطرتها بريف دير الزور الشرقي، وذلك باستخدام الذخيرة الحية، حيث سقطت قذيفة هاون عن طريق الخطأ قرب «مبنى الأعلاف» الذي حولته «قسد»، سجناً، يوم سماع دوي انفجار في حقل «كونيكو» للغاز الذي تتخذه قوات التحالف الدولي قاعدة عسكرية لها في ريف دير الزور الشرقي، نتيجة سقوط قذيفة صاروخية مجهولة يعتقد مصدرها الميليشيات الإيرانية غربي الفرات.
وأفاد «المرصد» أمس بأن مجهولين يرجّح أنهم من خلايا تنظيم «داعش» شنّوا هجوماً مسلحاً على نقطة عسكرية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في بلدة الشحيل شرقي دير الزور. وذكر، أن اشتباكات دارت بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة؛ ما أدى إلى سقوط جرحى. وقامت «قسد» على إثر ذلك بمداهمة منازل محيطة بالنقطة المستهدفة واعتقال شابين اثنين على الأقل.
سياسياً، دعا «الائتلاف السوري» المعارض، الأربعاء، إلى «رفع الغطاء والدعم عن شرق الفرات». وقال في بيان، إنه يسعى لـ«تحرير شرق الفرات وطرد العناصر الأجنبية منها».
وناقش «الائتلاف» الأربعاء، «أوضاع المعتقلين في سجون شمال شرقي سوريا، وظاهرة القتل تحت التعذيب في معتقلاتها، التي بدأت بالتوسع والانكشاف للعلن»، بحسب البيان.
وعقدت الهيئة العامة لـ«الائتلاف» دورة اجتماعاتها الـ57 في إسطنبول يومي 12 و13 الشهر الحالي. وقال رئيس وفد «المعارضة إلى اجتماعات آستانة أحمد طعمة، إن الرئيس الجديد لـ«الائتلاف» سالم المسلط «شخصية توافقية»، لافتاً إلى إن انتخاب ممثل القبائل والعشائر السورية وأمينها العام رئيساً لـ«الائتلاف» المعارض «يمكن أن يكون فأل خير ويؤدي للنتائج المرجوة للجميع».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن طعمة قوله، إن العشائر والقبائل قد تلعب دوراً خلال المرحلة القادمة، خاصة أن المسلط ينتمي إليها، وقال إن «المسلط من مؤسسي (الائتلاف)، وكان سابقاً رئيساً لهيئة التفاوض، وكذلك أميناً عاماً لمجلس القبائل والعشائر. وكل ذلك سيجعل للقبائل والعشائر دور مهم لا سيما في ظل عدم وجود تجربة حزبية راسخة في سوريا، أو نقابات عريقة، أو حركات سياسية متغلغلة في المجتمع».



العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
TT
20

العليمي يدعو إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن اقتصادياً وأمنياً

العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)
العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيف فاجن (سبأ)

أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، عن تطلعه إلى شراكة أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات التي تواجهها بلاده، داعياً إلى نهج عالمي جماعي لدعم اليمن على الصعد الإنسانية والاقتصادية والأمنية.

تصريحات العليمي جاءت خلال استقباله في الرياض سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وذلك بعد أيام من دخول تصنيف الجماعة الحوثية «منظمة إرهابية أجنبية» حيز التنفيذ وفرض عقوبات أميركية جديدة على 7 من كبار قادتها، في مقدمهم المتحدث باسمها وزير خارجيتها الفعلي محمد عبد السلام.

وذكر الإعلام الرسمي أن اللقاء، الذي حضره عضو المجلس القيادي الرئاسي عثمان مجلي، بحث العلاقات اليمنية - الأميركية وآفاقها المستقبلية، وسبل تعزيزها على مختلف المستويات.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية أن العليمي أكد الحاجة الملحة إلى نهج عالمي جماعي لدعم الحكومة في بلاده لمواجهة التحديات الاقتصادية، والخدمية، والإنسانية، وتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتأمين مياهها الإقليمية، بصفتها شريكاً وثيقاً لحماية الأمن والسلم الدوليين.

العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)
العليمي التزم بعدم تأثير تصنيف الحوثيين «إرهابيين» على العمل الإنساني (سبأ)

وتطرق اللقاء، وفق الوكالة، إلى مستجدات الوضع اليمني، ووجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي المقدمة «خطر ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان».

وأشاد رئيس مجلس الحكم اليمني، خلال اللقاء، بـ«العلاقات الثنائية المتميزة بالولايات المتحدة، وتدخلات واشنطن الإنسانية والإنمائية، ودورها المشهود في اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة للحوثيين».

شراكة أوسع

وطبقاً للمصادر الرسمية اليمنية، فقد أعرب العليمي عن تطلعه إلى شراكة ثنائية أوسع مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات، وردع التهديدات المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة.

ومع التنويه بقرار الإدارة الأميركية إعادة تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، جدد العليمي الالتزام اليمني بالتعاون الوثيق مع المجتمع الدولي لتنفيذ القرار، والحد من تداعياته الإنسانية المحتملة على الفئات الاجتماعية الضعيفة.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أعاد منذ الأيام الأولى من رئاسته الثانية في يناير (كانون الثاني) الماضي تصنيف الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، قبل أن يدخل القرار حيز التنفيذ قبل أيام بالتوازي مع فرض عقوبات على 7 من قادة الجماعة.

ومن غير المعروف حتى الآن حجم الضرر الذي يمكن أن يتعرض له الحوثيون جراء هذا التصنيف، خصوصاً في ظل الدعوات الأممية إلى عدم تعريض المدنيين والقطاع الخاص في مناطق سيطرة الجماعة لأي أضرار، فضلاً عن عدم التأثير على العمل الإنساني الذي تقوده الوكالات الأممية.

ودائماً ما يقول مجلس القيادة الرئاسي اليمني إن الوسيلة المثلى لمواجهة الحوثيين وتأمين المياه اليمنية، هي دعم القوات الحكومية الشرعية لفرض سيطرتها على الأرض واستعادة الحديدة وموانئها.

مخاوف أممية

في ظل عدم وجود يقين بشأن مسار السلام المتعثر الذي يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لم يُخفِ الأخير، في أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن، مخاوفه من انهيار التهدئة والعودة إلى مسار الحرب، خصوصاً مع أحداث التصعيد الميداني للجماعة الحوثية في جبهات مأرب والجوف وتعز.

وطبقاً لتقارير يمنية، فقد شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً حوثياً متسارعاً في جبهات مأرب، ومواجهات مع القوات الحكومية، بالتزامن مع دفع الجماعة المدعومة من إيران بحشود إضافية من مجنديها إلى جبهات المحافظة الغنية بالنفط.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

وحذر المبعوث من الإجراءات التصعيدية، وقال: «شهدنا تصاعداً في الخطاب من أطراف الصراع، وهيّأوا أنفسهم علناً للمواجهة العسكرية. ويجب ألا نسمح بحدوث ذلك. الكلمات مهمة. النية مهمة. الإشارات مهمة. يمكن أن تكون للرسائل المختلطة والخطاب التصعيدي عواقب حقيقية؛ مما يعمق انعدام الثقة ويغذي التوترات في وقت يكون فيه خفض التصعيد أمراً بالغ الأهمية».

وعبر غروندبرغ عن قلقه إزاء القصف، والهجمات بالطائرات من دون طيار، ومحاولات التسلل، وحملات التعبئة، التي حدثت مؤخراً في مأرب، وكذلك في مناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز. في إشارة إلى تصعيد الحوثيين.

وقال المبعوث: «أكرر دعوتي الطرفين إلى الامتناع عن المواقف العسكرية والتدابير الانتقامية التي قد تخاطر بإغراق اليمن مرة أخرى في صراع واسع النطاق حيث سيدفع المدنيون الثمن مرة أخرى».