البيشمركة تحرر مساحات واسعة من الأراضي غرب كركوك

مسؤول كردي: بحسب معلوماتنا «داعش» أخلى الحويجة

عناصر في البيشمركة يقفون قرب علامة لـ«داعش» عند المدخل الشرقي للحويجة غرب كركوك أمس (أ.ف.ب)
عناصر في البيشمركة يقفون قرب علامة لـ«داعش» عند المدخل الشرقي للحويجة غرب كركوك أمس (أ.ف.ب)
TT

البيشمركة تحرر مساحات واسعة من الأراضي غرب كركوك

عناصر في البيشمركة يقفون قرب علامة لـ«داعش» عند المدخل الشرقي للحويجة غرب كركوك أمس (أ.ف.ب)
عناصر في البيشمركة يقفون قرب علامة لـ«داعش» عند المدخل الشرقي للحويجة غرب كركوك أمس (أ.ف.ب)

سيطرت قوات البيشمركة أمس على مساحات واسعة جنوب وغرب محافظة كركوك، خلال عملية عسكرية واسعة بدأتها من 3 محاور وتمكنت خلالها من الوصول إلى مشارف قضاء الحويجة. وفي غضون ذلك أعلن وكيل وزير البيشمركة أن «داعش» أخلى القضاء من مسلحيه بعد الهزيمة التي تكبدها.
وقال محمد حاج محمود، قائد قوات البيشمركة في كركوك والأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، في اتصال لـ«الشرق الأوسط» من جبهة القتال: «شنت قوات البيشمركة منذ الساعات الأولى صباح اليوم (أمس) هجوما موسعا من عدة محاور على مواقع تنظيم داعش، حيث بدأت قواتنا تهاجم مواقع التنظيم من مرتفعات خرابة رووت، وحررت قرى إسماعيل أوا والصخرة والمرتفعات التي تقع خلفها جنوب كركوك، وتمكنت خلال وقت قصير من تحرير مساحات واسعة امتدت حتى منطقة وادي النفط الطريق العام بين الحويجة وكركوك، ومفرق الحويجة، وحررت نفسه ناحية الملتقى (ملا عبد الله)». وتابع حاج محمود: «البيشمركة حررت قرى تل الورد ودور الكهرباء وعددا آخر من القرى في تلك المنطقة، ونفذنا خطتنا الخاصة بتلك المناطق بنسبة 100 في المائة، واستطاعت البيشمركة تحقيق نصر كبير على مسلحي (داعش)»، مبينا أن مسلحي التنظيم لم يصمدوا أمام تقدم البيشمركة وفروا من ساحات المعركة تاركين وراءهم عشرات القتلى والأسلحة والآليات، مشيرا إلى أن طائرات التحالف الدولي ومدفعية البيشمركة لعبت دورا كبيرا في إحراز التقدم، مؤكدا بالقول «قواتنا أبعدت خلال عملية اليوم خطر (داعش) عن كركوك».
بدوره قال وكيل وزارة البيشمركة، أنور حاج عثمان، لـ«الشرق الأوسط»: «حسب المعلومات التي وصلتنا، بعد الهزيمة التي لحقت بـ(داعش) في كركوك، أخلى التنظيم قضاء الحويجة». وتابع «حاليا انتهت المرحلة الأولى من العملية بنجاح كبير وستكون لنا مرحلة ثانية». وعن تقدم البيشمركة باتجاه تحرير الحويجة، قال حاج عثمان: «هذا مرهون بقرار القيادة العليا لقوات البيشمركة». وأشار وكيل وزير البيشمركة إلى أن القوات الكردية خاضت المعركة وحدها بمساندة من طيران التحالف، ولم تشارك أي قوة أخرى فيها وتمكنت من السيطرة على كميات كبيرة من أسلحة «داعش» في كل المحاور بالإضافة إلى الحصول معلومات دقيقة ومهمة عن التنظيم في المنطقة.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن « التنظيم زرع عددا كبيرا من العبوات الناسفة والمتفجرات في المنطقة قبل أن ينسحب منها باتجاه الموصل»، وبينت أن فرق الهندسة العسكرية التابعة لوزارة البيشمركة بدأت بتمشيط المنطقة من هذه العبوات، وكشفت أن نحو 10 أفراد من البيشمركة قتلوا وأصيبوا خلال معارك أمس.
وأفاد ضابط في استخبارات الشرطة ومسؤولان محليان أن التنظيم أعدم 20 شخصا في الحويجة لنيتهم الانضمام إلى «الحشد الشعبي». ولا يمكن التحقق من عملية الإعدام من مصدر مستقل، إلا أن التنظيم نشر أول من أمس صورا تظهر «استعراض» جثث بعضها بزي عسكري، في الحويجة. وأظهرت الصور المروعة جثثا موضوعة في الجزء الخلفي لشاحنات صغيرة من نوع «بيك أب»، وهي تتقدم في رتل طويل. كما أظهرت إحدى الصور، 8 جثث متدلية من الرجلين جنبا إلى جنبا، ومعلقة في قوس كبير يحمل شعار «داعش» ورايته السوداء. وسبق للتنظيم أن نفذ عمليات إعدام جماعية بحق معارضيه أو من حملوا السلاح ضده. ويرجح مختصون أن التنظيم يلجأ إلى هذا الأسلوب لترهيب معارضيه وردع المقيمين في مناطق سيطرته عن حمل السلاح ضده.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.