أصبح الفريق خليفة حفتر واحدا من أكثر الشخصيات المثيرة في ليبيا، حيث تمت أمس، وبعد طول انتظار، ترقيته من رتبة لواء إلى رتبة فريق مع تعيينه قائدا عاما للجيش الليبي للمرة الأولى بعد نحو 4 سنوات على الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
شارك حفتر القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي، في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 ضمن القوات المصرية ضد إسرائيل وحصل على تكريم رسمي من الدولة المصرية عن دوره في هذه الحرب.
ودشن حفتر، وهو حليف سابق للقذافي قبل أن ينشق عليه بعد حرب تشاد وينضم للمعارضة الليبية في الخارج، عملية «الكرامة» العسكرية ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا العام الماضي بعد تصاعد عمليات الاغتيال التي طالت المئات من ضباط الجيش والشرطة والنشطاء السياسيين.
يحظى حفتر بدعم بعض الليبيين الذين ضاقوا ذرعا بالفوضى في البلاد، لكن آخرين ينتقدونه بسبب الغارات الجوية والهجمات على المطارات المدنية والموانئ. ونددت الحكومة الموازية ومقرها طرابلس بحفتر الذي تصفه بأنه «مجرم حرب»، وقالت إن تعيينه قائدا للجيش سيعقد جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة.
وأعيد حفتر إلى الخدمة العسكرية من قبل البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية مع 129 ضابطا متقاعدا آخر مطلع شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
يقود حفتر عملية «الكرامة» العسكرية لتطهير بلاده من الإرهاب منذ 16 مايو (أيار) الماضي، ومؤخرا لقيت هذه الحملة دعم السلطات التشريعية والتنفيذية المعترف بها من الأسرة الدولية.
وهو من مواليد مدينة اجدابيا عام 1943، حيث درس هناك مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وانتقل في الثانوية لدرنة ودخل الكلية العسكرية سنة 1964، وتخرج فيها عام 1966 حيث عين في كتيبة المدفعية بالمرج، ليبدأ مشواره العسكري الذي توجه بقيادة القوات البرية. وحفتر متزوج وأب لـ12 ابنا (7 أولاد و5 بنات).
شارك في الانقلاب الذي قاده القذافي في 1969 قبل أن ينشق عنه في نهاية ثمانينات القرن الماضي ويغادر إلى الولايات المتحدة ويقيم هناك وينضم إلى قيادات المعارضة. وعاد حفتر ليرأس القوات البرية للجيش إبان الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) والتي سقط بفعلها نظام القذافي، وبعدها أحاله البرلمان السابق إلى التقاعد مع عدد من الضباط الكبار.
وتفرض ميليشيات مسلحة من بينها جماعات متشددة مثل «أنصار الشريعة» التي وضعها مجلس الأمن الدولي على لائحته السوداء الخاصة بالإرهاب، سطوتها في ليبيا منذ الإطاحة بنظام القذافي في 2011.
ومنذ منتصف شهر أكتوبر شنت وحدات من الجيش النظامي معززة بمسلحين موالين لحفتر هجوما على الميليشيات المسلحة لاستعادة بنغازي منها بعد أن سقطت في أيديها في يوليو (تموز) الماضي، كما تخوض قوات حفتر معارك في غرب البلاد ووسطها وشرقها وجنوبها تمهيدا لاستعادة السيطرة عليها لصالح السلطات المعترف بها.
حفتر: الرجل الأول في جيش ليبيا.. رحلة الصعود
حفتر: الرجل الأول في جيش ليبيا.. رحلة الصعود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة