تونس تقر قانوناً جديداً لإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف

صادق البرلمان التونسي على قانون جديد لإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف (أ.ف.ب)
صادق البرلمان التونسي على قانون جديد لإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف (أ.ف.ب)
TT

تونس تقر قانوناً جديداً لإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف

صادق البرلمان التونسي على قانون جديد لإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف (أ.ف.ب)
صادق البرلمان التونسي على قانون جديد لإنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف (أ.ف.ب)

في إطار برنامج اقتصادي متعدد المحاور اتفقت بشأنه مع صندوق النقد الدولي، صادق البرلمان التونسي على قانون جديد لإنعاش اقتصاد تونس وتسوية مخالفات الصرف المثير للجدل، الذي يتضمن بالأساس تسوية لمخالفات الصرف الأجنبي للشركات والأفراد والسماح لكل التونسيين بفتح حسابات بالعملة الصعبة لأول مرة، وذلك بعد سلسلة من الخلافات بين نواب الائتلاف الحاكم الداعم هذا القانون، ونواب المعارضة الذين عارضوه وانتقدوا خصوصاً مسألة تسوية مخالفات الصرف التي ارتكبتها المؤسسات طوال سنوات.
ويحتوي مشروع القانون الجديد على 21 فصلاً تتعلق بمجالات عدة؛ بينها تخفيف الأعباء الجبائية على المؤسسات، ودفع الاستثمار من خلال تمكين الشركات من إعادة تقييم عقاراتها حسب قيمتها الحقيقية، إلى جانب طرح الأرباح أو المداخيل المعاد استثمارها في رأسمال المؤسسات المصدرة كلياً.
كما يمكن التونسيين من امتلاك عملة «بيتكوين» وفتح حسابات بنكية بالعملة الصعبة أو الدينار القابل للتحويل بتونس والحصول على قروض سكنية بنسبة فائدة ضعيفة تسدد على مدة أقصاها 40 سنة.
ويسمح هذا القانون الذي عطله في السابق نواب المعارضة بالبرلمان التونسي، للشركات بمختلف أصنافها بالحصول بسهولة على قروض لمواجهة المصاعب الاقتصادية، كما يسمح للدولة التي تعاني أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ سنوات، باستقطاب أموال أكبر من التجارة الموازية الخارجة عن القانون التي تستوعب أكثر من نصف الأنشطة الاقتصادية.
ويتضمن القانون الجديد كذلك تخفيفاً للأعباء الضريبية الموظفة على المستثمرين في المجال العقاري وتسوية مخالفات الصرف الأجنبي للشركات، مقابل دفع الرسوم الواجبة وزيادة نسبة 10 في المائة. ويحفز هذا القانون الجديد أيضاً على تقليص الدفع نقداً، من خلال إضافة رسم نسبته 5 في المائة والتوجه أكثر إلى المعاملات بالبطاقات البنكية والشراء عبر الإنترنت.
وخلال جلسة برلمانية خصصت لمناقشة القانون، دافع ممثلو الائتلاف الحاكم من خلال علي الكعلي وزير الاقتصاد والمالية ودفع الاستثمار، عن هذا القانون من خلال التأكيد على ما تعانيه المالية العمومية التونسية من أزمات متتالية بتسجيلها عجزاً مالياً بلغ 11.4 في المائة، وانكماش اقتصادي قدر بنحو 8.8 في المائة خلال السنة الماضية. واستمرت هذه الصعوبات خلال السنة الحالية؛ إذ عرف الربع الأول انكماشاً اقتصادياً قدر بنحو 3 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما يتطلب إصلاحات اقتصادية هيكلية باتت أكثر من ضرورية لاستعادة المبادرة الاقتصادية وعودة أهم محركات الإنتاج.
وتحتاج الحكومة التونسية لتعبئة موارد مالية عبر الاقتراض لا تقل عن 18.6 مليار دينار (نحو 6.7 مليار دولار) لتمويل ميزانية الدولة خلال السنة الحالية، وتتوزع هذه القروض بين اقتراض داخلي في حدود 5.6 مليار دينار، واقتراض خارجي بقيمة 13 مليار دينار. وتقود تونس حالياً مفاوضات مضنية مع ممثلي صندوق النقد الدولي للحصول على قرض مالي في حدود 4 مليارات دولار، وقدمت برنامجاً للإصلاح الاقتصادي لممثلي الصندوق، وهي تنتظر النظر في طلبها والموافقة على هذا القرض لتحقيق انفراجة اقتصادية.
وكان عدد من النواب ومجموعة من المنظمات الحقوقية قد اعترضوا من قبل على قانون إنعاش الاقتصاد وتسوية مخالفات الصرف، ودعوا أعضاء البرلمان إلى عدم المصادقة عليه، عادّين أنه يمثل التفافاً على القانون. وأكدوا أن هذا القانون سيؤدي إلى تراجع مهم في الإيرادات الضريبية للدولة في ظرف اجتماعي واقتصادي متأزم، تحتاج فيه تونس لأبسط الموارد حتى تتمكن من مواجهة مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية.



الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
TT

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)
موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

قالت لجنة التعريفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، يوم الجمعة، إن بكين ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير (شباط) 2025.

وأضافت اللجنة أن العناصر المدرجة، بما في ذلك خامات المعادن الأرضية النادرة والمطهرات الطبية وبطاريات النيكل والكادميوم وغيرها، ستظل معفاة من التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة بوصفها إجراءات مضادة للإجراءات الأميركية بموجب المادة 301.

وفي شأن منفصل، قال البنك المركزي الصيني، يوم الجمعة، إنه نفّذ عمليات إعادة شراء عكسية مباشرة بقيمة 800 مليار يوان (110.59 مليار دولار) في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال بنك الشعب الصيني إن عمليات إعادة الشراء تهدف إلى الحفاظ على السيولة في النظام المصرفي عند مستوى مناسب. وكانت مدة عمليات إعادة الشراء في نوفمبر 3 أشهر. ومن جهة أخرى، قال بنك الشعب الصيني إنه اشترى سندات حكومية صافية بقيمة 200 مليار يوان في عمليات السوق المفتوحة في نوفمبر.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية يوم الجمعة لتنهي الشهر على ارتفاع، مع توقع المستثمرين صدور بيانات إيجابية عن المصانع وتحفيزات أخرى من اجتماع السياسة المهم الشهر المقبل.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية مرتفعاً 1.14 في المائة، لينهي سلسلة خسائر استمرت أسبوعين على مدار الأسبوع، ويحقق مكاسب بنسبة 0.7 في المائة في نوفمبر. كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.93 في المائة.

وارتفع مؤشر قطاع الرقائق 2.38 في المائة، وأضاف قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 0.95 في المائة، وارتفع مؤشر العقارات 0.75 في المائة.

وارتفعت أسهم هونغ كونغ أيضاً؛ حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي 0.29 في المائة. ومع ذلك، ولأنها أكثر حساسية لمشاعر المستثمرين الدوليين تجاه الصين، فقد سجلت الأسهم شهراً ثانياً من الخسائر وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الوشيك ومخاطر التعريفات الجمركية.

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن نشاط المصانع في الصين ربما توسع بشكل متواضع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر مع تدفق التحفيز، على الرغم من أن التهديدات بفرض تعريفات تجارية أميركية جديدة خيمت على التوقعات.

ومن المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الرسمي المقرر صدوره يوم السبت، 50.2 نقطة، وهو أعلى من 50.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول) وفوق عتبة 50 نقطة التي تفصل النمو عن الانكماش في النشاط.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الركود العقاري طويل الأمد بعض التحسن؛ حيث من المقرر أن تنخفض أسعار المساكن بوتيرة أبطأ هذا العام وأن تستقر العام المقبل في عام 2026، وفقاً لاستطلاع منفصل أجرته «رويترز».

ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي قد يوفر المزيد من التفاصيل حول الميزانية المالية وحجم التحفيز للاستهلاك للعام المقبل، وفقاً لكيفن ليو، العضو المنتدب والاستراتيجي في «سي آي سي سي» للأبحاث، الذي أضاف أن الاجتماع سيركز على الأمد القريب، ومن المرجح أن يتقلب أداء السوق حول التوقعات.