مشروع مغربي لتأسيس وكالة للمساهمات بالمؤسسات العمومية

TT

مشروع مغربي لتأسيس وكالة للمساهمات بالمؤسسات العمومية

قال محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية المغربي، أمس أمام لجنة المالية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) خلال تقديمه لمشروع قانون حول إحداث «الوكالة الوطنية للتدبير الاستراتيجي لمساهمات الدولة، وتتبع أداء المؤسسات والمقاولات العمومية»، إن هذا المشروع يشكل «قفزة نوعية» في مجال الإصلاح الشمولي، لقطاع المؤسسات والمقاولات العمومية.
وأضاف أن هذا الإصلاح يشكل «سابقة في تاريخ المغرب، نظراً لاقتصار الإصلاحات السابقة للمؤسسات والمقاولات العمومية، على جانب المراقبة المالية بالخصوص».
وأوضح بنشعبون أن هذا المشروع يأتي تنفيذاً لتعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي دعا إلى «تسريع النمو الاقتصادي، وبناء اقتصاد قوي تنافسي وخلق مناصب الشغل».
وأشار الوزير بنشعبون إلى أن إحداث الوكالة «يأتي في إطار تنفيذ خلاصات صادرة عن البرلمان، والمجلس الأعلى للحسابات، ووزارة الاقتصاد والمالية»، التي دعت لوضع «آلية لتدبير مساهمات الدولة في المؤسسات والمقاولات العمومية».
وستتخذ الوكالة شكل مؤسسة عمومية ذات استقلال مالي وإداري، في مرحلة أولى، ولكن «سيتم تحويلها إلى شركة مساهمة داخل أجل لا يتجاوز 5 سنوات».
ومن صلاحيات الوكالة «إعادة هيكلة المؤسسات والمقاولات العمومية، بتجميع بعضها وتحويل أخرى إلى شركات مساهمة». كما سيكون من صلاحيتها اقتراح إحداث مؤسسات ومقاولات عمومية واقتراح حجم مساهمات الدولة فيها، مع إبداء الرأي فيما يخص إحداث فروع للمؤسسات والمقاولات العمومية ومساهمتها في الشركات الخاصة.
وينص المشروع على صلاحية الوكالة في مجال «الخصخصة»، ودراسة إمكانية تحويل المقاولات العمومية للقطاع الخاص.
وأوضح وزير الاقتصاد والمالية أنه سيتم إضفاء الطابع المهني على حكامة الوكالة، وسيكون على رأسها مدير إضافة إلى 5 ممثلين للدولة و3 شخصيات مستقلة. وقال: «ستعمل الوكالة على تحسين الشفافية في أداء ونجاعة المقاولات والمؤسسات».
وحسب بنشعبون فإن من مهام الوكالة إعداد تقرير سنوي حول مساهمات الدولة في المؤسسات والمقاولات، وعرضه أمام العاهل المغربي وعلى وزارة الاقتصاد والمالية، قبل نشره للعموم.
وستعمل الدولة على النقل التدريجي لمساهمات الدولة في المقاولات والمؤسسات العمومية إلى الوكالة، التي سيتم تسييرها «بنظام حكامة نموذجية»، ووفق «رؤية استراتيجية، بعيدة ومتوسطة المدى». وسيكون من صلاحية الوكالة اقتراح سياسات عمومية على وزارة الاقتصاد والمالية. وينص المشروع على تحديد لائحة المؤسسات والمقاولات التي تدخل في مجال اختصاص الوكالة، ويتعلق الأمر بالمؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري، والتي تملك الدولة رأسمالها إما حصرياً أو بالاشتراك مع مؤسسات أخرى.



السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.