الصدر يتهم مطلقي الصواريخ بمضاعفة عدد الأميركيين في العراق

الصدر يهاجم فصائل مرتبطة بإيران ويتهم مطلقي الصواريخ بالتسبب في مضاعفة عدد الأميركيين في العراق (رويترز)
الصدر يهاجم فصائل مرتبطة بإيران ويتهم مطلقي الصواريخ بالتسبب في مضاعفة عدد الأميركيين في العراق (رويترز)
TT

الصدر يتهم مطلقي الصواريخ بمضاعفة عدد الأميركيين في العراق

الصدر يهاجم فصائل مرتبطة بإيران ويتهم مطلقي الصواريخ بالتسبب في مضاعفة عدد الأميركيين في العراق (رويترز)
الصدر يهاجم فصائل مرتبطة بإيران ويتهم مطلقي الصواريخ بالتسبب في مضاعفة عدد الأميركيين في العراق (رويترز)

شنّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هجوماً حاداً على الفصائل المسلحة التي تتولى قصف المواقع التي يتواجد فيها الأميركيون في العراق، بما في ذلك قصف مطار أربيل. وقال الصدر خلال اجتماعه بأعضاء الهيئة السياسية للتيار الصدري، إن «قصف مطار أربيل أدى إلى مضاعفة عدد (قوات الاحتلال) بدلاً من حملها على الانسحاب من البلاد». وأضاف، أن «هناك من هم مستفيدون من وجود القوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، التي وصل عدد أفرادها إلى 4 آلاف جندي بعد هجوم مطار أربيل».
وتابع الصدر في هجوم عنيف على الفصائل المسلحة المقربة من إيران، أن هناك «مستفيداً من وجود الاحتلال، فإذا خرجت هذه القوات سيفقدون لقمة عيشهم، فهؤلاء لقمتهم بالسياسة ومن دون سياسة يصبحون (صفراً)». وزاد «كما (أن هناك) بعضاً آخر لقمتهم بالمقاومة لأنهم صفر بلا مقاومة»، مستدركاً «هذا إذا كانت هي مقاومة فعلية أصلاً».
وأوضح الصدر، أن «الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق في تردٍ منذ عام 2003 رغم تعاقب الحكومات ومجلس النواب».
وكان الصدر قد نوّه مؤخراً بأنه قد يتعرض إلى الاغتيال، داعياً أتباعه إلى الاستعداد لمثل هذا الاحتمال دون أن يحدد الطرف أو الجهة التي يمكن أن تتورط في عملية اغتياله. ولم ترد أي من الفصائل المسلحة الموالية لإيران والتي اعترفت بأنها هي من قصف المواقع الأخيرة التي يتواجد فيها أميركيون في العراق مثل السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء وسط بغداد أو قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق أو مطار أربيل في إقليم كردستان شمال العراق، علماً بأن هجماتها توقفت كما يبدو في الأيام الماضية. ويرى مراقبون سياسيون في العراق، أن من بين أهم الأسباب التي تجعل الفصائل المسلحة تلتزم الهدوء رغم إعلانها عدم الالتزام بأي هدنة هو وجود خلافات داخلية بينها سواء بشأن طبيعة الضربات التي تقوم بها ضد الأميركيين وحجمها أو مسألة الارتباط بإيران. وطبقاً للتصريحات الصادرة عن أطراف أميركية، فقد بدأ الإيرانيون يعتمدون على فصائل أخرى أقل عدداً، لكن أكثر تأثيراً من الفصائل المسلحة التي انخرط بعضها في العملية السياسية وصار لها نواب ووزراء، وبالتالي أصبحت لها حسابات قد لا تتطابق كلياً مع الحسابات الإيرانية. وفي السياق نفسه، يرى مراقبون أيضاً أن الفصائل المسلحة أوصلت رسالة مهمة من خلال الضربات الأخيرة حين استخدمت طائرات مسيّرة يمكن أن تكون انتحارية؛ الأمر الذي يمكن أن يوصل رسائل إلى الأميركيين مفادها أن هذه الجماعات قادرة على القيام بضربات أكثر دقة.
يذكر أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ينوي القيام بزيارة للولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي لبحث مسألة انسحاب ما تبقى من جنود أميركيين في العراق، وذلك في إطار الحوار الاستراتيجي الذي تجريه بغداد منذ سنتين مع واشنطن.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.