فوز حزب موالٍ للغرب في انتخابات مولدوفا

زعيمة حزب «العمل والتضامن» رئيسة مولدوفا الموالية للغرب مايا ساندو (إ.ب.أ)
زعيمة حزب «العمل والتضامن» رئيسة مولدوفا الموالية للغرب مايا ساندو (إ.ب.أ)
TT

فوز حزب موالٍ للغرب في انتخابات مولدوفا

زعيمة حزب «العمل والتضامن» رئيسة مولدوفا الموالية للغرب مايا ساندو (إ.ب.أ)
زعيمة حزب «العمل والتضامن» رئيسة مولدوفا الموالية للغرب مايا ساندو (إ.ب.أ)

صوت الناخبون في مولدوفا في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد لصالح التيار الموالي للغرب. ويتنافس الغرب وروسيا على النفوذ في الجمهورية السوفياتية السابقة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة والتي تعد واحدة من أفقر دول أوروبا وعانت من تباطؤ اقتصادي حاد خلال جائحة (كوفيد - 19)، أظهرت بيانات من لجنة الانتخابات المركزية في مولدوفا أمس الاثنين فوز حزب «العمل والتضامن» بزعامة رئيسة البلاد الموالية للغرب مايا ساندو في الانتخابات البرلمانية المبكرة استناداً إلى برنامج لمكافحة الفساد وتنفيذ إصلاحات. ووعدت ساندو بالمزيد من التقارب مع الاتحاد الأوروبي من أجل البلاد، التي تعتبر مسرحاً لصراع بين روسيا والاتحاد الأوروبي منذ إعلان استقلالها قبل 30 عاماً. وتبين أن ثلاث قوى سياسية فقط ستكون ممثلة في البرلمان الجديد.
وأظهرت البيانات حصول حزب العمل والتضامن على 52.60 في المائة من الأصوات فيما حصل منافسه الرئيسي، كتلة الاشتراكيين والشيوعيين، على 27.32 في المائة. وفاز حزب رجل الأعمال إيلان شور، المتهم بالاحتيال وغسل الأموال فيما يتصل بفضيحة مصرفية بمليار دولار، على 5.77 في المائة من الأصوات.
وينفي شور ارتكاب مخالفات. وقالت ساندو على «فيسبوك»: «يساورني الأمل في أن تنهي مولدوفا اليوم حقبة صعبة... عصر حكم اللصوص في مولدوفا». وذكرت أنها تعتزم تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن. وبعد فوزها الساحق في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تحتاج ساندو إلى السيطرة على البرلمان لتطبيق سياستها المرتكزة على مكافحة الفساد. وأضافت ساندو في رسالتها «التحديات كبيرة، والناس بحاجة إلى نتائج» و«يجب أن يشعروا بفوائد وجود برلمان نظيف» و«حكومة نزيهة ومختصة»، داعية إلى «استخدام طاقة التصويت اليوم من أجل تغيير مولدوفا».
ونقلت وسائل إعلام محلية عن إيغور دودن زعيم كتلة انتخابية تضم شيوعيين واشتراكيين قوله: «صوّتُّ لفريق يمكنه توحيد البلاد ولن يثير صراعات جديدة». وأضاف مهاجماً الرئيسة أن نتائج الاقتراع ستحدد إن كانت مولدوفا «ستُترك للسيطرة الأجنبية» الغربية. ومولدوفا من أفقر بلدان أوروبا، وتشهد منذ استقلالها في 1991 أزمات سياسية متكررة إضافة إلى صراع مجمّد في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا. وأرهقت قضايا فساد متعددة السكان، يتعلق أبرزها باختفاء مليار دولار، أي ما يعادل 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، من خزائن ثلاثة بنوك في عام 2015.
وقالت ناتاليا البالغة 29 عاماً والمقيمة في كيشيناو لوكالة الصحافة الفرنسية: «بعد سنوات عدة، يأمل هذا البلد أخيراً في طرد اللصوص الذين استقروا فيه بفضل المال الروسي وفي انتخاب الأشخاص الذين سيخدمون البلاد بنزاهة». وأورد ناخب آخر في الستينات من العمر، فضل عدم كشف هويته، «بفضل هذا الحزب سيكون لدينا مستقبل أوروبي». في المقابل صوتت ليودميلا، وهي متقاعدة تبلغ 70 عاماً، لكتلة الاشتراكيين والشيوعيين قائلة: «في ظل الشيوعيين، كان هناك نظام» و«كنا نعيش بشكل أفضل».
وجزم كثير من المحللين بأن اقتراع الأحد سيوجّه ضربة قوية لموسكو الراغبة في إبقاء مولدوفا ضمن دائرة نفوذها. وأعرب سيرغي غيراسيمتشوك عن اقتناعه بأن «الغالبية البرلمانية ستكون موالية لأوروبا والتأثير الروسي سيضعف». وسبق لساندو أن أثارت غضب الكرملين بدعوتها إلى مغادرة القوات الروسية لمنطقة ترانسنيستريا الخارجة عن السيطرة المولدوفية منذ نحو 30 عاماً. ودعت إلى انتشار مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مكانهم.



واشنطن منزعجة إزاء «تقبل» روسيا كوريا الشمالية كقوة نووية

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن منزعجة إزاء «تقبل» روسيا كوريا الشمالية كقوة نووية

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)
السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أرشيفية - رويترز)

عبرت الولايات المتحدة في اجتماع بمجلس الأمن اليوم الأربعاء عن قلقها من اقتراب روسيا من قبول كوريا الشمالية كقوة نووية، في حين دافعت موسكو وبيونغ يانغ عن تعاونهما المتزايد.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سبتمبر (أيلول) إن موسكو تعتبر فكرة "نزع السلاح النووي" من كوريا الشمالية مسألة منتهية، لأنها تفهم منطق بيونغ يانغ في الاعتماد على الأسلحة النووية كأساس لدفاعها. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد "من المثير للقلق أننا نرى أن روسيا ربما تكون قريبة من قبول برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، في تراجع عن التزام موسكو المستمر منذ عقود بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".

وقالت "نعتقد أن موسكو ستصبح أكثر ترددا ليس فقط في انتقاد تطوير بيونغ يانغ للأسلحة النووية، بل وأيضا ستعرقل بشكل أكبر تمرير العقوبات أو القرارات التي تدين سلوك كوريا الشمالية المزعزع للاستقرار". وانتقدت كل من كوريا الجنوبية وبريطانيا تصريحات لافروف، وقالتا إنه قوض نظام منع الانتشار العالمي. ووصف نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي تعليق لافروف بأنه "خروج متهور عن المبدأ المتفق عليه (لعمليات) نزع السلاح الكاملة والقابلة للتحقق والتي لا رجعة فيها".

ولم يشر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إلى البرنامج النووي لكوريا الشمالية عندما تحدث أمام المجلس. ودافع عن التعاون المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ باعتباره حقا سياديا لروسيا. وقال السفير الروسي "إن التعاون الروسي مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية... يتوافق مع القانون الدولي، وليس انتهاكا له". وأضاف "هذا ليس موجها ضد أي دولة ثالثة. ولا يشكل أي تهديد للدول في المنطقة أو المجتمع الدولي، ولا شك أننا سنواصل تطوير مثل هذا التعاون".

وأقامت روسيا علاقات دبلوماسية وعسكرية أوثق مع كوريا الشمالية منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، كما تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الزيارات.