نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يحذّر من الاعتماد الزائد على التكنولوجيا

TT

نائب رئيس الأركان الإسرائيلي يحذّر من الاعتماد الزائد على التكنولوجيا

حذر نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء إيلي زمير، من تراجع القدرات العسكرية القتالية في الجيش جراء تقليص حجم الجيش والاعتماد الزائد على التكنولوجيا. وقال إن الجيش يحتاج إلى طفرة فورية لتصحيح هذا الوضع، لأنه لا يساعد على مواجهة خطر حرب مع عدة جبهات في آن.
وكان زمير يتكلم خلال حفل استبداله باللواء هيرتسي هليفي في منصب نائب رئيس الأركان، وقال إن «من الممكن أن تجد إسرائيل نفسها أمام معركة حربية طويلة متعددة الجبهات مترافقة مع تحديات محلية داخلية، وفي حالة كهذه ليس هناك مفر من حسم المعركة لصالحها. ومن أجل الحسم تحتاج إلى قوة حسم وطول نفس وإدارة قوية للمعارك». وأضاف: «أنا أعتقد أننا اليوم نمتلك الحد الأدنى مما يتطلب هذا التحدي، مقارنة مع السنوات الماضية. ويجب عدم الاكتفاء بالتفوق التكنولوجي الإسرائيلي. بل يجب أن يكون هناك خليط من القدرات التكنولوجية وحجم قوات ملائم وتدريبات مناسبة». وقد تم تفسير أقواله على أنها انتقاد للوضع القائم وتحذير للمستقبل.
وحسب المحرر العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن هذا التصريح يجب أن يقلق كل مواطن في إسرائيل ويدفعه إلى مطالبة قيادته السياسية، رئيس الوزراء نفتالي بنيت ورئيس الوزراء البديل ووزير الخارجية، يائير لبيد، ووزير الأمن، بيني غانتس، بأن يعملوا كل ما في وسعهم لتجهيز الجيش لحرب متعددة الجبهات. وقال: «صحيح أنكم ورثتم هذا الإرث الثقيل من حكومة بنيامين نتنياهو، لكن الوضع اليوم يتطلب عملاً سريعاً. فإسرائيل مرت بتجربة في شهر مايو (أيار) الماضي وخاضت حرباً مع حماس وكل الفصائل في غزة وبدا أن احتمال فتح حزب الله جبهة أخرى في الشمال قائم بقوة».
وكان رئيس الأركان، أفيف كوخافي، قد اعترف بخروج الجيش الإسرائيلي بسلبيات في عملية «حارس الأسوار» (الحرب الأخيرة على قطاع غزة). وقال: «خرجنا من عملية حارس الأسوار بعدد كبير من الأفكار والرؤى والدروس، هناك إيجابيات وهناك من سلبيات بحاجة إلى التحسين».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».