الأردن يعول على انتعاش السياحة بعد انهيارها في 2020

TT

الأردن يعول على انتعاش السياحة بعد انهيارها في 2020

تسببت جائحة كورونا في كارثة لصناعة السياحة الأردنية واقتصاد المملكة ككل، الذي عانى العام الماضي من أسوأ انكماش منذ عقود.
ففي محاولة للفت أنظار الزبائن... يُنظف أحمد نصار، وهو صاحب محل لبيع التذكارات في مدينة مأدبا الأردنية، الحُلي والهدايا التي يعرضها في محله السياحي بالمدينة القديمة التي تقع وسط المملكة الأردنية والتي تشتهر بزخارف الفسيفساء التي تعود لبدايات ظهور المسيحية.
وقال نصار، وفق «رويترز»، إنه أحس باليأس نظراً لعدم وجود دخل ولا عمل ولا دعم لأصحاب المحلات.
وأضاف: «بلشنا نشوف أعداد سياحية بلشت تيجي على مأدبا وزيارة مواقع مأدبا وبعض العرب المقيمين في الأردن هون بلشوا يزوروا المواقع الأثرية اللي داخل مأدبا وإن شاء الله هذا اللي بنتمناه، يعني نشوف صورة أفضل وأحسن وأقوى للسياحة».
وأدرج الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي الأردن ضمن عشرات الدول الجديدة الآمنة فيما يتعلق بالحالة الوبائية اعتباراً من أول يوليو (تموز) حيث بدا أن جهود الحكومة لإنعاش قطاع السياحة تؤتي ثمارها.
وأعلن مسؤولون هذا الشهر إجراءات خاصة للمثلث الذهبي الأردني الذي يضم مواقع شهيرة مثل مدينة البتراء القديمة ووادي رم والقلاع الصليبية تتضمن إغلاق المنطقة أمام الجميع باستثناء من حصلوا على اللقاحات المضادة لكورونا.
ومع بداية يوليو أيضاً رفعت الحكومة كذلك معظم إجراءات الإغلاق بعد حدوث انخفاض حاد في إصابات كورونا وأعادت فتح الصالات الرياضية وأحواض السباحة والنوادي الليلية في المنشآت الفندقية.
وقال عبد الكريم الهندي، رئيس مجلس إدارة جمعية الفنادق الأردنية، وفق وكالة «رويترز»: «في وضع الأزمة كانت الفنادق لا تتجاوز نسبة الإشغالات اثنين وثلاثة في المائة إلا أنه الحمد لله رب العالمين اليوم بدأنا نتحدث عن العقبة والبحر الميت بنسب ما بين 45 و50 في المائة، بدأنا نتحدث عن فنادق عمان من 30 إلى 35 في المائة وبعض الأسابيع كانت 40 في المائة».
كما تتخذ الحكومة خطوات أخرى لإعادة عدد السياح الأجانب إلى الرقم القياسي البالغ ثلاثة ملايين سائح استقبلهم الأردن في 2019، حيث وصل عديدون منهم على متن شركات طيران أوروبية منخفضة التكلفة تتقدمها شركة رايان إير التي استأنفت رحلاتها الشهر الماضي.
وقال عبد الرزاق عربيات، مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية، إن الخطة تشمل دعم رحلات الطيران العارض بنحو 60 دولاراً لكل راكب إذا أقاموا في المملكة لمدة أسبوع. وتوقع أن يكون نمو السوق الروسية هو الأسرع بالنسبة للمملكة في الشهور المقبلة.
لكن الهندي قال إن الانتعاش سيستغرق بعض الوقت مضيفاً: «أكيد بده وقت يعني مثل ما حكيت على الأقل يعني بتفكيري الشخصي لن نعود إلى ما كان عليه، بدنا تقريباً على الأقل سنتين».



بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

بيسنت يدفع «وول ستريت» نحو مكاسب تاريخية

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، مما أضاف إلى المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي. فقد حقق المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «داو جونز» الصناعي مستويات قياسية جديدة خلال تعاملات يوم الاثنين، بينما شهد أيضاً مؤشر «ناسداك» ارتفاعاً ملحوظاً، مدعوماً بترشيح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة ترمب المقبلة، مما عزز معنويات المستثمرين بشكل كبير.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 459.25 نقطة، أو بنسبة 1.03 في المائة، ليصل إلى 44,753.77 نقطة، وزاد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 43.12 نقطة، أو بنسبة 0.72 في المائة، ليصل إلى 6,012.50 نقطة، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب قفزة قدرها 153.88 نقطة، أو بنسبة 0.81 في المائة، ليصل إلى 19,157.53 نقطة. كما شهد مؤشر «راسل 2000»، الذي يتتبع أسهم الشركات الصغيرة المحلية، زيادة بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، وفق «رويترز».

وانخفضت عائدات الخزانة أيضاً في سوق السندات وسط ما وصفه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت». وانخفضت عوائد السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل عامين بنحو 5 نقاط، مما أدى إلى انقلاب منحنى العوائد بين العائدين على هذين الاستحقاقين.

وقد أدت التوقعات باتساع عجز الموازنة نتيجة لتخفيضات الضرائب في ظل إدارة ترمب الجمهورية إلى ارتفاع عائدات السندات في الأسابيع الأخيرة. ومع ذلك، رأى المستثمرون أن اختيار بيسنت قد يخفف من التأثير السلبي المتوقع لسياسات ترمب على الصحة المالية للولايات المتحدة، ومن المتوقع أيضاً أن يحد من الزيادات المتوقعة في التعريفات الجمركية.

وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، وهو الفارق بين ما تنفقه الحكومة وما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. ويُعتقد بأن هذا النهج قد يساعد في تقليل المخاوف التي تراكمت في «وول ستريت» من أن سياسات ترمب قد تؤدي إلى تضخم العجز بشكل كبير، مما قد يضغط على عوائد الخزانة.

وقال المدير العام في مجموعة «ميشلار» المالية، توني فارين: «إنه رجل (وول ستريت)، وهو جيد جداً فيما يفعله. ليس متطرفاً سواء من اليسار أو اليمين، إنه رجل أعمال ذكي ومعقول، وأعتقد بأن السوق تحب ذلك، كما أنه ضد العجز».

وفي التداولات المبكرة، الاثنين، كانت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 4.3 في المائة، منخفضة من 4.41 في المائة يوم الجمعة. كما كانت عوائد السندات لأجل عامين، التي تعكس بشكل أكثر دقة توقعات السياسة النقدية، عند نحو 4.31 في المائة، منخفضة من 4.369 في المائة يوم الجمعة.

وأضاف فارين: «كثير من الناس كانوا يعتقدون بأن ترمب سيكون سيئاً للأسعار، وكانوا يراهنون ضد ذلك، وأعتقد بأنهم الآن يتعرضون للعقاب».

وشهد منحنى العوائد بين السندات لأجل عامين و10 سنوات انقلاباً بمقدار 1.3 نقطة أساس بالسالب، حيث كانت العوائد على السندات قصيرة الأجل أعلى من العوائد على السندات طويلة الأجل.

وتابع فارين: «مع وجود ترمب سيكون الاحتياطي الفيدرالي أقل عدوانية، وهذا ما تجلى بوضوح في الفترة الأخيرة، لذلك لا أفاجأ بتسطح منحنى العوائد خلال الأسابيع الماضية».

وكانت عقود الفائدة المستقبلية، الاثنين، تشير إلى احتمال بنسبة 52.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة باحتمال 59 في المائة في الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات مجموعة «فيد ووتش».

وقال الاستراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس» في مذكرة إن منطق انتعاش السندات، الاثنين، كان «بسيطاً نسبياً»، حيث كان يعتمد على رؤية أن بيسنت سيسعى إلى «التحكم في العجز، واتخاذ نهج مدروس بشأن التعريفات الجمركية».

وقال بيسنت في مقابلة مع «وول ستريت جورنال» نُشرت يوم الأحد إنه سيعطي الأولوية لتحقيق وعود تخفيضات الضرائب التي قدمها ترمب أثناء الانتخابات، بينما سيركز أيضاً على تقليص الإنفاق والحفاظ على مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.

وأضاف استراتيجيون في «بيمو كابيتال ماركتس»: «بيسنت لن يمنع استخدام التعريفات أو زيادة احتياجات الاقتراض، لكنه ببساطة سيتعامل معهما بطريقة أكثر منهجية مع الالتزام بالسياسة الاقتصادية التقليدية».

أما في الأسواق العالمية، فقد ارتفعت المؤشرات الأوروبية بشكل طفيف بعد أن أنهت الأسواق الآسيوية تداولاتها بشكل مختلط.

وفي سوق العملات المشفرة، تم تداول البتكوين حول 97,000 دولار بعد أن اقتربت من 100,000 دولار في أواخر الأسبوع الماضي لأول مرة.