الرباط تستذكر «رحلة العمر» للرسام الفرنسي أوجين دولاكروا

لوحة في معرض «دولاكروا... ذكريات رحلة إلى المغرب» بمتحف محمد السادس في الرباط (أ.ف.ب)
لوحة في معرض «دولاكروا... ذكريات رحلة إلى المغرب» بمتحف محمد السادس في الرباط (أ.ف.ب)
TT

الرباط تستذكر «رحلة العمر» للرسام الفرنسي أوجين دولاكروا

لوحة في معرض «دولاكروا... ذكريات رحلة إلى المغرب» بمتحف محمد السادس في الرباط (أ.ف.ب)
لوحة في معرض «دولاكروا... ذكريات رحلة إلى المغرب» بمتحف محمد السادس في الرباط (أ.ف.ب)

وصف الفنان التشكيلي الفرنسي الشهير أوجين دولاكروا وصوله إلى مدينة طنجة سنة 1832 بـ«الحلم»، في بداية سفر ملهم له إلى المغرب استمر ستة أشهر وتحيي الرباط اليوم ذكراه من خلال معرض فني. حسبما جاء في وكالة الصحافة الفرنسية.
ويتضمن المعرض نحو 30 عملاً فنياً بين لوحات ورسومات ونقوش وتصاميم تجعل الزائر يرافق رائد التيار الرومانسي الفرنسي في رحلته المغربية. وقد انطلق الحدث في السابع من يوليو (تموز) الحالي، ويستمر حتى 9 أكتوبر (تشرين الأول)، في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
تقول إحدى مفوضي المعرض كلير بيسيد مديرة متحف أوجين دولاكروا في باريس لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد أغنت هذه الرحلة أعماله وأعطته بعداً جديداً، منذ عودته بدأ يعرض كل عام لوحات ترتبط بالمغرب».
وبدأت الرحلة عندما وافق صاحب لوحة «الحرية تقود الشعب» عام 1830. على مرافقة بعثة دبلوماسية أوفدها ملك فرنسا لويس فيليب لدى السلطان المولى عبد الرحمان.
وتوضح بيسيد أنّ دولاكروا «لم يضطلع بأي دور سياسي ضمن هذا الوفد بقدر ما كان متحفزاً لاكتشاف الشرق من خلال المغرب.
كان ذلك أمراً غير مسبوق في حياته إذ لم يسافر قبلها سوى لإنجلترا».
أثناء إقامته في المغرب، سجل الفنان في دفاتر عدة مشاهداته لمناظر وألوان وملامح وجوه وملابس، بعضها بسيط وبعضها الآخر رسمي... فضلاً عن رؤوس أقلام وأفكار، قبل أن يعكس كل ذلك في لوحات رسمها بعد عودته إلى باريس وحتى وفاته عام 1863.
ويوضح المشرف الفني على المعرض عزيز الإدريسي للوكالة قائلاً: «لقد كان أول سفير لأنوار المغرب وألوانه».
وتضيف بيسيد أنّ دولاكروا «انبهر» بطنجة التي كانت أول نافذة له على المغرب، قبل أن يبدأ جولة قادته حتى مدينة مكناس جنوباً، حيث التقى السلطان في لحظة «رسخت في ذهنه» خلّدها في واحدة من أشهر لوحات تلك الفترة.
لكن هذه اللوحة التي رسمت بعد عشرة أعوام على عودته لم تُنقل لعرضها في الرباط، بسبب حالتها «الهشة جداً»، وفق مديرة متحف دولاكروا.
في المقابل يقدم المعرض، الذي يقام بالتعاون أيضاً مع متحف اللوفر، تصميماً كان رسمه دولاكروا مباشرة بعد عودته إلى فرنسا، ولا تظهر هذه القطعة الفنية الجذابة سوى ظلال لأجساد الحاضرين خلال حفل استقبال الوفد الفرنسي من جانب سلطان المغرب.
ورغم أنّه لا يتضمن لوحات رئيسية في مسار دولاكروا مثل «زفاف يهودي في المغرب» (1839)، يتيح المعرض للزائر تكوين فكرة واضحة حول مرسمه مع تركيز على موضوعة الذاكرة. ويقدم عدة تحف محلية حملها معه دولاكروا إلى فرنسا وظلت بالنسبة إليه «منبع إلهام لم ينضب حتى وفاته»، وفق بيسيد.
تشكل هذه التحف وعددها نحو 60 الخيط الناظم لأروقة المعرض، وهي عبارة عن آلات موسيقية تقليدية وملابس وقطع خزفية وأسلحة.
ويظهر تأثيرها في مختلف لوحاته الاستشراقية مثل «معسكر عربي ليلاً» (1863) حيث يصور رجالاً في لحظة استرخاء يرتدون الجلابيب المغربية بمحاذاة أحد الوديان، أو «كوميديون أو مهرجون عرب» (1848)، التي تجسد عرضاً لعازفين على العود في الهواء الطلق محاطين ببعض الشخوص.
وترى كلير بيسيد أنّ «لوحات دولاكروا المغربية تعد خارج الزمن، إذ لم يكن بصدد تصوير المغرب حرفياً بقدر ما شكل نظرته الخاصة حول البلد».
هذه النظرة الخاصة كانت بشكل أو بآخر سبباً دفع فنانين أوروبيين آخرين إلى القدوم للمغرب، «فقد حمل معه الثقافة المغربية إلى الضفة الأخرى من المتوسط وفتح أعين فنانين أوروبيين على هذه الوجهة التي لم تكن مألوفة حينها»، كما يستطرد الإدريسي.
ويقدم المعرض أيضاً في نهاية أروقته لوحات عن المغرب لفنانين آخرين حلّوا به، مقتفين أثر دولاكروا، بينها نحو 10 لوحات استشراقية للفرنسي بنجامان كانستان ولوي أوغوست جيراردو، والبريطاني فرانك برانكوين وأيضاً لرائد تيار الرسم المتحرر الفرنسي هنري ماتيس.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.