جنبلاط: لا لنبش الماضي... والأولوية للصمود الاجتماعي

جنبلاط خلال جولته في بلدة بريح (الوكالة الوطنية)
جنبلاط خلال جولته في بلدة بريح (الوكالة الوطنية)
TT

جنبلاط: لا لنبش الماضي... والأولوية للصمود الاجتماعي

جنبلاط خلال جولته في بلدة بريح (الوكالة الوطنية)
جنبلاط خلال جولته في بلدة بريح (الوكالة الوطنية)

دعا رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى «عدم نبش الماضي والنظر إلى المستقبل من خلال التعاون والتعاضد دون تمييز بين تيار سياسي وآخر»، مشدداً على «ضرورة تنازل الفريقين المعنيين تشكيل الحكومة من أجل حكومة توقف الانهيار الحاصل».
وشدد جنبلاط خلال جولة له على قرى في قضاء الشوف (جبل لبنان) على أن «المطلوب اليوم هو التكاتف والتضامن الاجتماعيان، والنظر إلى المستقبل لا الماضي»، معتبراً أن «لا قيمة للخلافات السياسية الداخلية التي كانت وستبقى، والأولوية في الصمود الاجتماعي والاقتصادي».
ويقوم جنبلاط منذ فترة بسلسلة لقاءات مع قوى سياسية درزية وأخرى لها وجود في جبل لبنان بهدف منع أي إشكالات أمنية في المنطقة، والتعاون من أجل تأمين مقومات الصمود في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان.
واجتمع جنبلاط قبل أسابيع مع رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، ورئيس حزب «التوحيد» العربي وئام وهاب، في لقاء بحث آليات ترتيب شؤون طائفة الموحدين الدروز، وحلحلة مشاكل عالقة قد تؤدي إلى توتر أمني أو خلافات. وكذلك رعى مع وهاب قبل أيام مصالحة في بلدة دميت في الشوف.
ورأى جنبلاط أن «أمام لبنان طريقين: إما الماضي أو المستقبل، لذلك لا بد من التعاون والتعاضد»، مشيراً إلى أن جولته، التي شاركه فيها نائبان من تكتل «لبنان القوي» (يضم نواب التيار) فريد البستاني وماريو عون، كانت جولة لكتلة واحدة.
واعتبر جنبلاط أنه «قد يكون هناك اختلاف بالسياسة، لكن اليوم مصير الوطن على المحك، والتركيز يجب أن يكون على كيفية تعاون مختلف القوى السياسية لوقف الانهيار».
وتوجه جنبلاط إلى أهالي المنطقة خلال جولته، مشدداً على «ضرورة قبول الآخر»، ومشيراً إلى أن «لائحة الشوف متنوعة، وفيها كل التيارات السياسية ولا أحد يلغي أحداً، لذلك لا بد من التفكير بالإنماء والصمود والتعاضد والمستقبل».
ولفت إلى أنه «لم تبقَ دولة من الاتحاد الأوروبي وأميركا إلا وحملت السياسيين المسؤولية رابطة المساعدات بتشكيل الحكومة»، مشدداً على أن «الحل لا يأتي من الخارج وإنما من الداخل». وأكد على «ضرورة التكاتف في احتضان الجيش اللبناني وقوى الأمن التي وحدها تحمي البلاد من أي ضرر أو مشكل».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.