هجوم رابع يستهدف الجيش الأميركي شرق سوريا

هجوم رابع يستهدف الجيش الأميركي شرق سوريا
TT

هجوم رابع يستهدف الجيش الأميركي شرق سوريا

هجوم رابع يستهدف الجيش الأميركي شرق سوريا

في الوقت الذي تتواصل فيه وصول تعزيزات عسكرية ولوجيستية لقوات التحالف الدولي والجيش الأميركي في نقاطها المنتشرة شمال شرقي سوريا؛ تعرضت هذه القوات لهجمات صاروخية استهدفت موقع حقل «العمر» النفطي الذي يعد أكبر قواعد التحالف بسوريا، في حين تعرض حقل «كونيكو» للغاز المجاور، لهجوم بقذائف الهاون، ورجح مصدر عسكري في «قوات سوريا الديمقراطية» وقوف ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني وراء تنفيذ الهجمات.
ويعد الهجوم الرابع من نوعه خلال أسبوعين، وقال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لـ«قوات قسد»، أن قواتهم وبدعم وإسناد من قوات التحالف الدولي وطيرانها الحربي تعاملت مع الهجمات المعادية، وأن «التقارير الأولية لقواتنا تؤكد إفشال الهجمات وعدم وجود أضرار أو إصابات». وأضاف أن قذيفة هاون سقطت على أطراف حقل كونيكو دون تسجيل أي إصابات.
وكانت قذيفتان صاروخيتان سقطتا بالقرب من حقل العمر النفطي بريف دير الزور قبل 3 أيام دون تسجيل أي إصابات في صفوف الجيش الأميركي وقوات «قسد»، بينما تصدت دفاعات قواعد التحالف الدولي الأربعاء الماضية لهجمات بطائرات مسيرة على حقل العمر النفطي. وارتفعت وتيرة الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في سوريا بعد استهداف الأخيرة مواقع ونقاط تابعة للميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني على الحدود السورية العراقية. وقال شامي، إن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن القصف كان عشوائياً ومن منطقة ليست بعيدة»، وعلى إثرها بدأت القوات وبدعم من قوات التحالف بتنفيذ حملة أمنية واسعة مشطت المناطق المجاورة. مشطنا منطقة العزبة المجاورة التابعة لناحية خشام شمال شرقي دير الزور بحثاً عن مشتبهين متورطين بالوقوف وراء الهجوم».
وعززت قوات التحالف الدولي وجودها في قاعدة تل بيدر الواقعة 40 كيلومتراً شمالي محافظة الحسكة، بعد وصول 25 شاحنة قادمة من قواعدها في إقليم كردستان العراق المجاور، على متنها معدات عسكرية لوجيستية وصناديق أسلحة، فيما استقبلت هذه القاعدة في 20 من الشهر الماضي قافلة مؤلفة من 25 شاحنة كانت تحمل أسلحة وذخائر عسكرية من معبر الوليد الحدودي. وتنطلق من هذه القاعدة دوريات مشتركة من الجيش الأميركي وقوات التحالف، تتفقد نقاط التماس بين الجهات المتحاربة في هذه المنطقة من الأراضي السورية، حيث تسير دوريات أسبوعية تجول في بلدة تل تمر التي باتت منقسمة السيطرة بين حلفائها «قوات قسد»، وفصائل سورية مسلحة موالية للجيش التركي، إلى جانب وجود الشرطة العسكرية الروسية في قاعدة عسكرية، والقوات النظامية الموالية للنظام السوري، لمراقبة خطوط الاشتباك.
في السياق، أكد مصدر مسؤول رفيع في «قوات قسد» طلب عدم الكشف عن اسمه، ضلوع فصائل مدعومة من الحرس الثوري الإيراني في الهجمات على قواعد الجيش الأميركي والتحالف الدولي بسوريا.
وتابع المصدر أن هذه الميليشيات بدأت خلال الأيام الماضية بنشر صواريخ قصيرة المدى ومدفعية متوسطة المدى، في نقاطها ومقراتها العسكرية بريف دير الزور الغربي والشرقي، وقال: «جرى جلب هذه الصواريخ والمدفعية من مستودعات الفصائل الموالية لإيران من بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، ومستودعات جبل البشري في ريف دير الزور الغربي».
وبحسب المصدر؛ تم تجميع تلك الأسلحة، بمدينة البوكمال شرق دير الزور وبلدة التبني غربي المدينة، ونفذت الهجمات عبر طائرات مسيرة ومدافع الهاون متوسطة المدى، وأشار إلى أن المدفعية التي جرى وضعها في النقاط العسكرية تابعة لـ«حركة النجباء» و«لواء فاطميون»، على مقربة من ضفاف نهر الفرات غربي دير الزور وشرقها، «هي من عيار 120 ملم والصواريخ من نوع كاتيوشا وغراد، التي تعتبر قصيرة المدى بالإضافة إلى الذخيرة ومنصات إطلاقها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.