انقلابيو اليمن يقررون إسقاط عضوية 39 نائباً موالين للشرعية

TT

انقلابيو اليمن يقررون إسقاط عضوية 39 نائباً موالين للشرعية

قررت الميليشيات الحوثية أمس (السبت) عبر برلمانها غير الشرعي في صنعاء إسقاط عضوية 39 نائباً موالين للحكومة الشرعية بعد أن وجهت لهم تهماً بـ«الخيانة» ليرتفع عدد من تزعم الجماعة أنها أسقطت عضويتهم إلى نحو 83 نائباً، على خلفية مناهضتهم لانقلابها.
وفي جلسة غير قانونية لبرلمان الجماعة الذي تتخذ منه رافعة قانونية لتمرير أجندتها الانقلابية وانتهاكاتها بحق اليمنيين، طلبت الميليشيات من النواب الحاضرين وأغلبهم ممن صعدتهم أخيراً في انتخابات تكميلية غير شرعية إسقاط العضوية عن النواب الـ39 بحسب ما ذكره النائب أحمد سيف حاشد في تغريدات على «تويتر».
وقال حاشد: «الذين وقعوا على ورقة طلب إسقاط العضوية لا يزيدون على ثلاثين عضواً بل ٢٥ عضواً على وجه التحديد جلهم من الأعضاء الجدد التابعين» للميليشيات.
وعن كواليس ما أقدمت عليه الميليشيات أفاد النائب حاشد المعروف بمناهضته لفساد الجماعة رغم خضوعه لها في صنعاء، بأنها أرهبت النواب الموجودين الذين رفضوا التوقيع على إسقاط عضوية زملائهم واتهمتهم بأنهم مع «العدوان» في إشارة إلى الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.
وفي أبريل (نيسان) الماضي كانت الميليشيات زعمت أنها أسقطت عضوية 44 نائباً، بعد أن أقرت أحكاماً بالإعدام عليهم صادرة عن محكمة تابعة لها في صنعاء، وهي القرارات التي لقيت تنديداً عربياً ودولياً.
وبرغم أن القرارات الحوثية عديمة في جوهرها تفتقد لأي مشروعية قانونية، فإن مراقبين يعدونها تعبيراً عن توجه الجماعة الانقلابية لتدمير المؤسسات الشرعية وإقامة مؤسسات بديلة رافعة لحكم الانقلاب، فضلاً عما تعنيه هذه القرارات من إصرار على تعميق الكراهية وحوثنة المناطق الخاضعة للجماعة بالإكراه.
يشار إلى أن المجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي، كان أقر قبل أسابيع تقرير لجنة حقوق الإنسان في الاتحاد والمتضمن الانتهاكات التعسفية والتهديد والترهيب وأحكام الإعدام المزعومة وغير القانونية التي طالت عددًا من البرلمانيين اليمنيين من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأعرب المجلس الحاكم الذي يتكون من رؤساء البرلمانات العالمية الأعضاء في الاتحاد، في قراره المعتمد عن الدورة الـ207 والتي عقدت افتراضياً خلال يومي 24و25 مايو (أيار) الماضي، عن قلقه الشديد إزاء الأحكام التعسفية الباطلة بإعدام 44 نائباً يمنياً، معتبراً تلك الأحكام بمثابة «فتوى» تبيح دماء أعضاء مجلس النواب لكل من يستطيع الوصول إليهم لقتلهم.
وشدد قرار المجلس على أن تلك الإجراءات التعسفية تشكل خطراً مباشراً ووشيكاً على حياة النواب المعرضين لها، حاثاً المسؤولين عن ذلك، الامتناع عن تعريض السلامة الجسدية للنواب للخطر أو استخدام التدابير العقابية الجماعية ضد أفراد عائلاتهم، كما شدد على ضرورة حماية حقوق الإنسان لأعضاء مجلس النواب والشعب اليمني.
وطالب المجلس الحاكم، الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي بمتابعة تلك الانتهاكات والتنسيق اللازم بشأنها، كما طالب لجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد مواصلة النظر في هذه الحالة وموافاة المجلس بتقرير في هذا الشأن في أقرب وقت.
وخلال السنوات الماضية أصدرت الميليشيات قرارات عبر جهازها القضائي غير الشرعي قضت بإعدام العشرات من النواب والسياسيين والناشطين المناهضين لانقلابها وبمصادرة جميع أموال وممتلكات المحكوم عليهم بالإعدام العقارية والمنقولة وتوريدها إلى خزينة الجماعة.
من جهته كان البرلمان العربي أكد «رفضه القاطع لاستمرار ميليشيا الحوثي الانقلابية في القيام بالممارسات الإجرامية والأعمال الإرهابية والانتهاكات الجسيمة بحق نواب الشعب اليمني، وإجراء المحاكمات الصورية غير الدستورية وغير القانونية، وإصدار أحكام بالإعدام ضد هؤلاء النواب والصحافيين والسياسيين وكل من يقف ضد ممارساتها الإرهابية» معتبراً أن الجماعة تضع «كافة العوائق والعراقيل في طريق السلام الذي ينشده الشعب اليمني وتتحدى الجهود الأممية الرامية للوصول إلى سلام دائم في اليمن».
وحينها وعدت رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي غابرييلا كويفاس بارون بالتصدي للانتهاكات الحوثية ضد أعضاء البرلمان اليمني، بحسب ما جاء في رسالة وجهتها إلى رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني.
وأشارت غابرييلا في رسالتها تلك إلى «إحالة قضايا الانتهاكات بحق البرلمانيين اليمنيين إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد البرلماني الدولي، مؤكدة أنه سيتم تكليف الأمين العام للاتحاد بمتابعة القضية وفقاً للنظام الأساسي للاتحاد والقرارات التي اتخذتها هيئة الاتحاد».
وفي الوقت الذي نجح أغلب النواب اليمنيين في الإفلات من صنعاء والالتحاق بركب الشرعية المعترف بها دولياً تمكنوا في أبريل 2019 من عقد أولى جلساتهم واختاروا هيئة جديدة للبرلمان يرأسها النائب سلطان البركاني. حيث بات هذا البرلمان هو المعترف به دولياً لتمثيل اليمنيين لدى اتحاد البرلمانات الدولي. ولا يزال نحو 70 نائباً أغلبهم من المنتمين إلى كتلة حزبـ«المؤتمر الشعبي» يخضعون للجماعة الحوثية حيث حرصت على إبقائهم بالترغيب والترهيب تحت إمرتها في سياق سعيها لشرعنة سلوكها الانقلابي وانتهاكاتها بحق اليمنيين.
وخلال الأشهر الماضية سجلت أكثر من حادثة قام خلالها المسلحون الحوثيون بمنع النواب من التنقل بين المحافظات أو الوصول إلى دوائرهم الانتخابية، خشية أن تكون هذه التحركات بهدف مغادرة صنعاء والإفلات من قبضتها.
وفي حين سبق أن أصدرت الجماعة أحكاماً بإعدام العشرات من النواب الموالين للشرعية ومصادرة أموالهم ومنازلهم، أقدمت الجماعة كذلك في أبريل 2019 على تنظيم انتخابات صورية لملء مقاعد النواب المتوفين في مناطق سيطرتها، حيث اختارت خلالها نحو 24 شخصاً من الموالين لها أعضاء مزعومين في البرلمان.


مقالات ذات صلة

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.