فسرت منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية، أكبر وأنشط حركة معارضة والمحظورة من قبل طهران، أن فوز الرئيس المتشدد المنتخب إبراهيم رئيسي في انتخابات يونيو (حزيران) على نطاق واسع على أنه ترسيخ لمشاعر النظام الأكثر استبداداً وفرصة جديدة في حربها المستمرة منذ عقود ضد النظام الثيوقراطي، حسبما أفادت مجلة «نيوزويك» في تقرير لها.
قال أعضاء «مجاهدي خلق» للمجلة في سلسلة من المقابلات: «إن انتخاب رئيسي يبرر المعركة المفترضة بين الإصلاحيين والمتشددين في إيران. أي شخص يدخل اللعبة السياسية يصبح جزءا من المشكلة. والحل الوحيد هو هدم النظام الإيراني بالكامل».
ترفض الحكومة الإيرانية منظمة «مجاهدي خلق» وتعتبرها «حركة إرهابية». وفي نفس الوقت يشيد بها مؤيدوها لاعتبارها أفضل فرصة لإيران لإسقاط السلطوية والدخول في ديمقراطية جديدة.
وفي نهاية هذا الأسبوع، سيعقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) - الجناح الدبلوماسي لمنظمة «مجاهدي خلق» - اجتماعه السنوي الأخير، والذي يقول إنه سيجمع عشرات الآلاف من المعارضين الإيرانيين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، بالتزامن مع مظاهرات في 17 مدينة من مدن العالم الكبرى.
يشعر المنشقون والإصلاحيون بالقلق من رئيسي، الرئيس السابق للسلطة القضائية، المعروف باسم «الجزار» لدوره في الإشراف على عمليات التطهير التي أعقبت الثورة الإيرانية في الثمانينيات عندما قام قادة طهران الجديدة حين ذاك بإخماد المعارضة لحكمها - بما في ذلك من حركة «مجاهدي خلق». ويقال إن رئيسي شارك بشكل مباشر في إعدامات حوالي 30 ألف شخص.
ووفقاً للتقرير، قإن انتخاب رئيسي ينذر بتكثيف الحكم الاستبدادي في إيران، رغم أن وزارة الخارجية الأميركية، حتى في ظل حكم الرئيس المعتدل حسن روحاني، اتهمت النظام بقتل ما يصل إلى 1500 متظاهر في أواخر عام 2019.
ويشير التقرير معدل المشاركة في الانتخابات الأخيرة المنخفض تاريخياً، أقل من 50 في المائة إلى عدم مبالاة الناخبين في إيران.
قال علي صفو، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لنيوزويك: «لقيت رسالتنا صدى بين الإيرانيين، لأنه لا توجد أي فرصة على الإطلاق لأي تغيير من داخل النظام... الأفعى لن تلد حمامة أبدا».
وأضاف: «المزيد والمزيد من الناس سيتطلعون إلى خارج النظام، خارج الجهاز الحاكم - سواء كان فصيل خامنئي أو فصيله المنافس - من أجل التغيير. وهذا بالطبع يوفر فرصة فريدة للغاية لرسالتنا».
تقول منظمة «مجاهدي خلق» بأنها كانت ذات يوم مسلحة يسارية متطرفة، ولكنها الآن ملتزمة بنظام ديمقراطي علماني يمثل جميع الإيرانيين. يقول صفوي وآخرون إن منظمة «مجاهدي خلق» ليس لديها خطط للوصول إلى السلطة، بل إنها تسهل فقط انهيار النظام وتساعد في دخول حقبة جديدة من السياسة الإيرانية.
المعارضة الإيرانية ترى انتخاب رئيسي فرصة لإسقاط النظام الإيراني

نساء يحملن صورة زعيمة منظمة «مجهادي خلق» الإيرانية المعارضة مريم رجوي أمام السفارة الأميركية في بروكسل تزامنا مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي (أ.ف.ب)
المعارضة الإيرانية ترى انتخاب رئيسي فرصة لإسقاط النظام الإيراني

نساء يحملن صورة زعيمة منظمة «مجهادي خلق» الإيرانية المعارضة مريم رجوي أمام السفارة الأميركية في بروكسل تزامنا مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة