رئيس الأركان اليمني لـ«الشرق الأوسط»: المرحلة المقبلة حافلة بالانتصارات

أكد استحالة سقوط مأرب... ووصف دور التحالف في إسناد الجيش بـ«عالي الاحتراف»

الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)
الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)
TT

رئيس الأركان اليمني لـ«الشرق الأوسط»: المرحلة المقبلة حافلة بالانتصارات

الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)
الفريق صغير بن عزيز لدى تفقده الجبهات غرب مأرب (سبأ)

قال الفريق صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان اليمنية قائد العمليات المشتركة إن المرحلة القادمة حافلة بالكثير من الانتصارات، معتبراً العملية العسكرية الحالية في محافظة البيضاء رسالة على غطرسة العدو الحوثي، ومطمئناً اليمنيين بأن مأرب يستحيل سقوطها.
وأوضح الفريق بن عزيز في حوار مع «الشرق الأوسط» أن مأرب تمثل اليوم إرادة الشعب اليمني التواق للحرية والحياة الكريمة وبناء دولته الوطنية بهويتها العربية، مبيناً أن المدينة الآهلة بالمدنيين وملايين النازحين سقط عليها خلال الأشهر القليلة الماضية أكثر من 60 صاروخاً باليستياً والعشرات من المسيرات الانتحارية. ويرى رئيس هيئة الأركان اليمنية أن الوقت حان ليوحد أبناء اليمن جهودهم وإمكاناتهم لمواجهة هذه الشرذمة العميلة الحوثية تحت قيادة الشرعية، لافتاً إلى أن العملية العسكرية الحالية في البيضاء دليل واضح على التحام كل القوى الوطنية... وفي ما يلي نص الحوار:
> بداية ضعنا في صورة المواجهات العسكرية الجارية حالياً في محافظة مأرب مع الميليشيات الحوثية؟
- بداية أتقدم بعظيم الشكر إلى أبطال جيشنا الوطني ورجال المقاومة وأبناء القبائل الشرفاء الذين يرسمون بدمائهم الطاهرة أعظم ملاحم البطولة والفداء دفاعاً عن الوطن والهوية والدين ضد المشروع الإيراني العنصري في اليمن والمنطقة عموماً.
أما فيما يخص المواجهات في شرق العاصمة صنعاء بالطرف الغربي لمأرب فحقائق الواقع الميداني ومجريات الأحداث خير شاهد ولا يعلو عليها كلام أو وصف، على مدى عام ونصف العام وبإشراف ودعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني والهجوم على مأرب مستمر دون انقطاع أو توقف حتى اللحظة، وتستخدم فيه الميليشيات كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة بما فيها الصواريخ الباليستية والمسيرات الانتحارية، وخلال الأشهر القليلة الماضية سقط على مدينة مأرب الآهلة بالسكان أكثر من 60 صاروخاً باليستياً والعشرات من المسيرات الانتحارية، ودفعت بغرور الآلاف من المقاتلين نحو مأرب، وسخرت الكثير من الإمكانيات المادية واللوجيستية والتي تم نهبها من أموال الدولة والشعب ومن قوت المواطن والموظف والتاجر كل ذلك من أجل إسقاط مأرب إلا أن ذلك تبخر في الهواء وأصبح سراباً يلهثون وراءه، وهذا هو بفضل الله أولاً ثم بتضحيات الأبطال العظماء من الجيش والمقاومة ورجال القبائل وبالدعم القوي والفاعل من الإخوة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وبهذا الصمود الأسطوري وبأعمال قتالية نوعية استنزفت العدو وإمكانياته أفشلت كل مخططاته التدميرية.
> هل هنالك أي خطورة من سقوط مأرب بيد الحوثيين؟
- تعرف ميليشيات إيران الإرهابية العنصرية أكثر من غيرها أن مأرب تمثل اليوم إرادة الشعب اليمني التواق للحرية والحياة الكريمة وبناء دولته الوطنية بهويتها العربية، وأن هذه الإرادة يستحيل سقوطها مهما كانت الظروف والأحوال، وأصبحت قضيتنا الوطنية العادلة مرتبطة ارتباطاً مكانياً وزمانياً نستمد منها بعد الله العون والثقة الكاملة بأننا سننتصر على مشروع الملالي وأدواته قريباً.
> ما هي أهم التحديات التي تواجه الجيش ورجال القبائل في معركة مأرب؟
- كل حرب يرافقها الكثير من التحديات والصعوبات، وكما يقال لكل معركة ظروفها الخاصة، ونحن بفضل الله وبجهود قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة ودعم الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ثم جهود الأبطال في الميادين نتجاوز الكثير من هذه التحديات والعقبات.
لكننا نعتقد أن أهم تحد يواجهنا اليوم هو صمت العالم أمام استمرار تدخل الحرس الثوري الإيراني وانخراطه المتزايد والمتعاظم في المعركة التدميرية التي يديرونها في اليمن بشكل مباشر أو عبر مرتزقتهم، وهذا إرهاب غير مسبوق برعاية شاملة من النظام الإيراني، ونرى كيف يتم تعاطي المجتمع الدولي معه بمعيار مختلف عن تعامله مع إرهاب التنظيمات الأخرى مما جعل الميليشيات تتمادى في إرهابها وجرائمها بحق المدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء.
> برأيكم لماذا يستهدف الحوثيون مخيمات النازحين بمأرب؟
- المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة عموماً يقوم على سياسة الإرهاب، والأرض المحروقة، والتغيير الديموغرافي، وفي هذا السياق نرى بأم أعيننا جرائمهم المنافية لكل القيم والأخلاق والمواثيق والقوانين الدولية، وهذا ما شهده العالم في العراق وسوريا واليمن وكل منطقة يصل إليها الإيرانيون يتم تدمير كل معالم الدولة والقضاء على مظاهر الحياة والاستقرار، معتقدين أن هذه المنهجية التدميرية سوف تدفع الناس لرفع راية الاستسلام والخضوع والطاعة المطلقة لهم والقبول بنظام ولاية الفقيه.
> ما هي أسباب تراجع الجيش الوطني من مرتفعات نهم، ومحافظة الجوف بعد أن كان يسيطر عليها خلال الفترة الماضية؟
- نحن نخوض مع ميليشيات إيران الإرهابية حرباً شاملة، ونعتقد أن الشرعية تحقق في كل يوم المزيد من المكاسب على الصعيد السياسي والأخلاقي وأيضاً العسكري، والمعارك الميدانية التي تخوضها مع هذه الميليشيات ما هي إلا جزء من هذه الحرب وهي في إطار الكر والفر يسقط مرتفع أو جبل بالأمس نسترجعه في الغد، وطبيعة وحقيقة المعركة التي نخوضها مع هذه الميليشيات هي معركة وجودية لا تنتهي بسقوط موقع أو موقعين ومن يقرأ التاريخ يجد كيف انتهت الحروب الوطنية التي خاضتها الشعوب من أجل حريتها وكرامتها واستقلالها رغم فارق الإمكانات لأنها صاحبة حق والحقوق لا تضيع بالتقادم.
> في تصريحات سابقة لوزير الدفاع اليمني، تحدث عن كشوفات وأسماء وهمية كثيرة كانت في صفوف الجيش... هل تم حل هذه الإشكالية؟ وما هو الوضع اليوم؟
- كما تعرفون أن ميليشيات إيران الإرهابية استولت في عمليتها الانقلابية في سبتمبر (أيلول) 2014 على جميع مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسسة الجيش، وهذا فرض على الشرعية إعادة بناء القوات المسلحة اليمنية ولا يستطيع أحد القول إنه لا يوجد أخطاء، فكل عملية بناء يصاحبها أخطاء، لكن الأهم من ذلك هو وجود تصحيح مستمر وشامل لهذه الأخطاء، ولها نتائج إيجابية ملموسة، والجميع حريص أن تعكس هذه الجهود نفسها على أرض الواقع وأن يجني أبطالنا ثمار نضالهم وتضحياتهم، والجميع في قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تحت قيادة وزير الدفاع يبذلون جهود جبارة لتصحيح أي أخطاء.
> الكثير من اليمنيين يتساءلون لماذا لا يتم تحريك كافة الجبهات بشكل متزامن للضغط على الميليشيات الحوثية وإجهادها؟
- أبطالنا يواجهون ميليشيات إيران الإرهابية على امتداد مختلف جبهات القتال من دون استثناء، صحيح هناك تفاوت في نسبة شدة المواجهة من منطقة لأخرى نتيجة عوامل قتالية وعسكرية موضوعية، لكن مواجهات العدو لم تتوقف في جميع الجبهات سواء في الساحل المكبل باتفاقية استوكهولم أو في محور تعز أو في المنطقة الخامسة أو الجوف، واليوم تتابعون الانتصارات في البيضاء التي يحققها أبطال الجيش من قوات محور البيضاء وقوات العمالقة ورجال المقاومة وهي انتصارات لها دلالاتها السياسية والعسكرية بعد أن حاولت الميليشيات أن تلعب دور المتحكم بسير المعركة ورفضها المستمر لكل دعوات السلام وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين الأبرياء، والجهود مستمرة في رفع وتعزيز جاهزية جميع الوحدات العسكرية في جميع الجبهات وستكون المرحلة القادمة حافلة بالكثير من الانتصارات.
> هل أنتم منفتحون على تلقي دعم عسكري من القوات المشتركة أو ألوية العمالقة في الحديدة لا سيما أنهم صرحوا باستعدادهم بذلك؟
- من شروط انتصارنا في معركتنا ضد ميليشيات إيران الإرهابية وحدة الصف وتوحيد مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية، وجميعنا في خندق واحد والهدف واحد، واليمنيون يعرفون أن الحوثي استخدم ويستخدم سلاح تمزيق النسيج المجتمعي وسياسة فرق تسد بين مكونات الدولة، وقد حان الوقت ليوحد أبناء اليمن جهودهم وإمكاناتهم لمواجهة هذه الشرذمة العميلة تحت قيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، والعمليات العسكرية في البيضاء دليل واضح على التحام كل القوى الوطنية التي تخوض اليوم المعركة جنباً إلى جنب وتلحق بالعدو خسائر كبيرة، واستطاعت في وقت قياسي أن تحرر مديريات بكاملها بالإضافة إلى الكثير من المواقع الاستراتيجية التي يتمركز فيها العدو.
> كيف تؤثر الانتصارات الأخيرة في البيضاء على المواجهات في مأرب؟
- الانتصارات في محافظة البيضاء تأتي على سياق التطورات الميدانية في جميع الجبهات بما فيها جبهة مأرب، وبناءً على الخطط العملياتية والقتالية المزمنة وما تحققه من نتائج وانتصارات لا شك أنها تنعكس إيجاباً على الواقع الميداني في جميع الجبهات وفي الوقت ذاته تأتي كرسالة على غطرسة العدو، وتأكيد على إصرار الشعب اليمني لاستعادة سيادة الدولة ومؤسساتها المختلفة وتنفيذ عملية الإصلاح الشامل التي توافق عليها اليمنيون.
> كيف ترون دور مقاتلات التحالف بقيادة السعودية في دعم الجيش اليمني في مأرب وبقية الجبهات؟
- نحن نقدر تقديراً عالياً دور تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة الأشقاء في المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فيما قدموه ويقدمونه من دعم وإسناد أخوي في معركتنا المصيرية ضد ميليشيات إيران الإرهابية، وفي مقدمة ذلك الإسناد الجوي الفاعل والقوي من قبل مقاتلات التحالف للمقاتلين في جميع جبهات القتال، وهذا الدور ينفذ باحترافية عالية وهو محل فخر كل يمني وعربي حر يرفض الهيمنة الإيرانية على المنطقة العربية.
> كنتم من أوائل من واجه الحوثيين قبل سنوات... برأيك هل يمكن التفاهم والتعايش بسلام معهم؟
- تجاربنا مع ميليشيات إيران الإرهابية تؤكد أنه لا يوجد في قاموسها السياسي أو الإنساني ما يدل أو يشير إلى قبولهم بالآخر أو التعايش معه، والأمثلة كثيرة منها الغدر بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح وكثير من المشايخ والشخصيات، وكم من الاتفاقات والمواثيق والهدن وقعت معهم قاموا بنسفها وحولوها إلى سراب، وكم هي التنازلات التي قدمت لهم دون جدوى فهم لا يقبلون بالآخر إلا عبيداً وتابعين فقط، ومن يحدث نفسه بعكس ذلك فهو يخدع نفسه.
> كيف ترى دور القبائل اليمنية في معركة مأرب واستجابتهم لنداءات النفير العام؟
- لا شك أن دور القبائل والمقاومة في هذه المعركة كان ولا يزال محورياً، والكثير من أبناء القبائل وشبابها يوجدون بصورة دائمة في كل موقع وجبهة كتفا بكتف مع إخوانهم المقاتلين في الجيش الوطني، ولعلنا نجد في أعداد الشهداء والجرحى من أبناء القبائل في هذه المعركة الوطنية خير دليل على عظمة وأهمية هذا الدور، وهو في تصاعد مستمر خاصة بعد إعلان النفير العام، وفي هذا الصدد نعبر عن شكرنا وتقديرنا لكل أبناء القبائل اليمنية الأحرار الذين رفضوا الظلم وذل العبودية وهبوا للدفاع عن كرامة اليمن وشعبه.
• هل أصبح الجيش اليمني اليوم في وضع دفاعي فقط، وهل لا زال تحرير صنعاء وبقية المناطق هدف للجيش، وكيف سيتحقق ذلك برأيكم؟

• كما ذكرت سابقاً أننا لا نقيس المعركة مع مليشيات إيران الإرهابية بمقاييس تكتيكية تتغير بين الفينة والأخرى، ومسألة تحرير جميع مناطق اليمن من الاحتلال الإيراني ومليشياته وفي مقدمتها العاصمة التاريخية لليمن صنعاء هدف رئيسي وأساسي لا رجعة عنه، ونؤمن إيمان قطعي أن يوم انتصارنا قريب وأن العوامل التي تأخرنا عن ذلك ظرفية وسوف تزول، وتاريخ ألف عام يحدثنا أن اليمانيين لا يقبلون بحال من الأحوال من يحتل أرضهم، ويسلبهم حريتهم مهما بلغت غطرسة هذا العدو.

• كيف ترى الدور الإيراني في دعم وتسليح المليشيات الحوثية، وهل لدى الجماعة سلطة قرارها؟

• لقد اتخذ النظام الإيراني اليمن مسرحاً ميدانياً حياً لتجربة واختبار قدراته العسكرية والقتالية وتأثيرها على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ملموس من خلال تدرجه المتصاعد في استخدم السلاح الصاروخي والطائرات المسيرة، وهي أسلحة لم يمتلكها الجيش في الفترة الماضية، ولم يتوقف دعم إيران عند حد الإمداد بالسلاح بل أصبح الحرس الثوري هو من يخطط ويقود المعركة، وكان ظهور حسن ايرلو في العاصمة صنعاء بمثابة الإعلان عن ذلك، وبالتالي أزال هذا الظهور اللغط عن مدى تدخل إيران في اليمن ومدى تأثيرها على مليشيات الحوثي، وإن قرار استمرار الحرب أو توقفها بيد إيران فقط وهناك الكثير من القتلى في جبهات القتال إيرانيين ومن مليشيات أخرى تابعة لإيران.

• كيف ترى خطورة أفكار جماعة الحوثي على الأجيال الناشئة وانتشارها في المجتمع اليمني في حال استمرت سيطرتهم فترة أطول؟

• في الحقيقة مليشيات إيران الإرهابية تقوم بعمليات غسيل دماغ واسعة النطاق وتسابق الزمن لتحقيق أفضل المكاسب الأيديولوجية والطائفية وتستخدم في ذلك كافة أساليب الترغيب والترهيب وسياسة الاستقطابات والتعصب العنصري والسلالي، وهي جبهة أخطر من جبهة القتال، وتسعى لكسبها بأي وسيلة اعتقاداً منها أنها تضمن بقائها، وهذه المعركة ليست بجديدة، فعلى مدى ألف عام حاول الإماميون الكهنوتيون أن يغيروا هويتنا القومية والدينية، ولم يفلحوا في ذلك رغم توافر الكثير من الظروف المساعدة لهم في ذلك الحين، ونحن على ثقة أنهم سيخسرون هذه المعركة الفكرية كما خسروا ويخسرون المعركة الميدانية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
TT

اليمن... 219 ألف إصابة بالكوليرا أغلبها في مناطق سيطرة الحوثيين

59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)
59 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في محافظتَي حجة والحديدة وحدهما (الأمم المتحدة)

كشف تقرير أممي حديث عن أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى نحو 219 ألف حالة منذ مطلع العام الحالي، أغلب هذه الحالات تم تسجيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين استفاد أكثر من مليون شخص من خدمات توفير مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي المقدمة من الأمم المتحدة.

وأظهر تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة وكتلة المياه والصرف الصحي في اليمن، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 219 ألف حالة اشتباه بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في معظم أنحاء البلاد خلال الفترة من 1 يناير (كانون الثاني) وحتى 20 أكتوبر (تشرين الأول)، وكانت أغلب هذه الحالات في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشكل ما نسبته أكثر من 80 في المائة من إجمالي الحالات المُبلَّغ عنها.

الحوثيون يواصلون التكتم على أعداد المصابين بالكوليرا (إعلام محلي)

وطبقاً لهذه البيانات، احتلت محافظة حجة قائمة المحافظات اليمنية في معدل حالات الإصابة بالوباء، حيث سُجل فيها نحو 35 ألف حالة، تلتها محافظة الحديدة بنحو 24 ألف حالة، ثم محافظة عمران التي سجلت 19 ألف حالة إصابة، ومن بعدها محافظتا إب وذمار بنحو 16 ألف حالة في كل واحدة منهما.

كما سجلت محافظة تعز 15 ألف حالة إصابة مشتبه بها، والعاصمة المختطفة صنعاء ومحافظتا الضالع والبيضاء بواقع 14 ألف إصابة في كل واحدة منها، في حين سجلت محافظة ريف صنعاء أكثر من 12 ألف إصابة، وسجلت محافظة صعدة المعقل الرئيسي للحوثيين 11 ألف إصابة، ومثل هذا العدد سُجل في محافظة المحويت الواقعة إلى الغرب من صنعاء، في حين سجلت بقية المحافظات 5 آلاف حالة.

وأظهر التقرير المشترك أن شركاء العمل الإنساني، وضمن جهود الاستجابة المشتركة لمواجهة تفشي وباء الكوليرا، تمكّنوا من الوصول إلى أكثر من مليون شخص بخدمات توفير المياه النظيفة والصرف الصحي ومستلزمات النظافة في 141 منطقة و128 موقعاً للنزوح الداخلي، منذ بداية العام.

شريان حياة

في تقرير آخر، أكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع أن الأحداث المناخية المتطرفة في اليمن خلقت عواقب مدمرة على المجتمعات الحضرية والريفية على حد سواء، وأن الطرق المقاومة للمناخ أصبحت شريان حياة للسكان، الذين يعانون بالفعل أزمة إنسانية مدمرة، حيث أدى مناخ البلاد شبه الجاف، إلى جانب الأحداث المناخية المتطرفة، إلى تفاقم نقاط الضعف القائمة.

وبيَّن المكتب أن تطوير البنية الأساسية المستدامة والمقاومة للمناخ والتي يمكنها تحمل الصدمات والضغوط المستقبلية بات أمراً ضرورياً لمعالجة الاحتياجات الهائلة للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد.

الفيضانات ضاعفت معاناة سكان الريف في اليمن ودمَّرت طرقات وممتلكات (الأمم المتحدة)

وأوضح التقرير أنه من خلال مشروعين ممولين من قِبل مؤسسة التنمية الدولية التابعة للبنك الدولي، استجاب للتحديات الملحة المتمثلة في الأحداث المناخية المتطرفة المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ في كل من المناطق الريفية والحضرية.

وذكر أن كثيراً من اليمنيين الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ومصدر غذائهم، أصبحوا أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وتآكل التربة، كما أن الفيضانات يمكن أن تقطع المجتمعات الريفية عن الخدمات الأساسية وتجعل من الصعب على المزارعين نقل منتجاتهم إلى الأسواق.

ولأن هذا المزيج، بحسب مكتب مشاريع الأمم المتحدة، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد؛ فإن مكونات المشروع تستهدف إعادة تأهيل وتطوير 150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية، وبناء جسرين نموذجيين في مواقع استراتيجية ودعم صيانة 60 كيلومتراً من طرق الوصول إلى القرى و150 كيلومتراً من طرق الوصول الريفية من أجل ضمان الوصول الآمن والموثوق به إلى الأسواق والخدمات الاجتماعية والخدمات الأساسية للمجتمعات الريفية.

مشاريع الطرقات وفَّرت فرص عمل لعشرات الآلاف من اليمنيين (الأمم المتحدة)

ويركز المشروع على ترقية أسطح الطرق وتحسين الصرف واستخدام المواد الصديقة للمناخ، وإنشاء شبكة طرق يمكنها تحمُّل آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام تقنيات تثبيت المنحدرات لمنع التآكل وحماية الطرق من الانهيارات الأرضية؛ مما يعزز مرونة البنية الأساسية الريفية.

ولتعزيز الاستدامة بشكل أكبر؛ يؤكد المكتب الأممي أنه يتم تنفيذ الأعمال من قِبل أكثر من 40 شركة محلية، وأن التدريب في بناء القدرات ونقل المعرفة ساعد حتى الآن في إيجاد نحو 400 ألف فرصة عمل، بما في ذلك 39 ألف فرصة للنساء.