توظيف موجات الدماغ لقياس «دوار الإنترنت»

إحدى المشاركات أثناء مراقبة نشاط دماغها (جامعة ماريلاند)
إحدى المشاركات أثناء مراقبة نشاط دماغها (جامعة ماريلاند)
TT

توظيف موجات الدماغ لقياس «دوار الإنترنت»

إحدى المشاركات أثناء مراقبة نشاط دماغها (جامعة ماريلاند)
إحدى المشاركات أثناء مراقبة نشاط دماغها (جامعة ماريلاند)

مثل دوار الحركة وما يسببه من أعراض جسدية مثل الغثيان والارتباك، فإن إدراك الحركة في بيئة افتراضية يتسبب في ظهور أعراض جسدية شبيهة، ويطلق على هذه الحالة المرضية «دوار الإنترنت».
وفي حين توجد العديد من النظريات حول سبب حدوث هذا المرض الإلكتروني، فإن الافتقار إلى طريقة منهجية ومحددة لدراسته، أعاق التقدم الذي يمكن أن يساعد في جعل الواقع الافتراضي في متناول عدد أكبر من السكان، وهي المشكلة التي سعى الباحثان إريك كروكوس وأميتاب فارشني من جامعة ماريلاند الأميركية إلى حلها خلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «الواقع الافتراضي»، قاما خلالها لأول مرة بقياس موجات دماغ مستخدمي الواقع الافتراضي باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لفهم أفضل لهذا المرض الإلكتروني والعمل على إيجاد حلول للوقاية منه.
ويعد كروكوس وفارشني من بين أوائل من استخدموا مخطط كهربية الدماغ، الذي يسجل نشاط الدماغ من خلال أجهزة استشعار على فروة الرأس، لقياس مدى انتشار «دوار الإنترنت» بين مستخدمي الواقع الافتراضي، وكانا قادرين على إنشاء علاقة متبادلة بين نشاط موجات الدماغ المسجل والأعراض المبلغ عنها ذاتياً للمشاركين، ويوفر العمل معياراً جديداً، لمساعدة علماء النفس الإدراكي ومطوري الألعاب والأطباء في سعيهم لمعرفة المزيد عن مرض الإنترنت وكيفية تخفيفه. ويقول فارشني في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ماريلاند بالتزامن مع نشر الدراسة «إن إقامة علاقة قوية بين المرض الإلكتروني والنشاط الدماغي المقاس بالتخطيط الكهربائي للدماغ هو الخطوة الأولى نحو التوصيف التفاعلي للمرض عبر الإنترنت والتخفيف من حدته، وتحسين تجربة الواقع الافتراضي للجميع».
واعتمدت الأبحاث السابقة حول «دوار الإنترنت» على تذكر المستخدمين أعراضهم بدقة من خلال الاستبيانات التي يتم ملؤها بعد إزالة المستخدمين لسماعاتهم وترك البيئة المغامرة.
ومثل هذه الأساليب، كما يوضح كروكوس وفارشني، توفر بيانات نوعية فقط؛ مما يجعل من الصعب التقييم في الوقت الفعلي لحركات أو سمات البيئة الافتراضية التي تؤثر على المستخدمين، كما أن جميع الأشخاص لا يعانون الأعراض الجسدية نفسها عند المعاناة من دوار الإنترنت، وقد لا يكون الواقع الافتراضي هو السبب الوحيد لهذه الأعراض.
ويقول فارشني، وهو المدير المشارك لمركز ماريلاند للواقع المختلط، إنه من دون وجود أداة موثوقة لقياس دوار الإنترنت بشكل تفاعلي، يظل فهمه وتخفيفه يمثل تحدياً.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.