تشكل بحيرة سايما في فنلندا، موطناً لأحد أندر أنواع الفقمة في العالم، وأكثرها عرضة لخطر الانقراض. وفي منتصف يونيو (حزيران)، تركت الفقمات مواقع تكاثرها على الصخور متجهة إلى أعماق البحيرة. فقط «إيفا» التي تُصدر نباحاً مختلفاً تظهر على سطح الماء. ومن على متن قاربه البعيد أمتاراً قليلة من الثدييات، قال المتقاعد «ريستو إيرونن» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنها سيدة سايما العجوز، وقد أنجبت عشرة من صغار الفقمات في حياتها».
ويشرح ريستو إيرونن أنها «بدأت تطلق صفيراً ثقيلاً»، وتمضي الكثير من الوقت على السطح للتنفُّس، مرجّحاً أن يكون «خطّاف عالقاً في حلقها».
هذا النوع من الفقمات التي يمكن التعرف عليها من خلال الحلقات البيضاء على فرائها، لا يعيش إلا في منطقة البحيرات في فنلندا، قرب الحدود مع روسيا. ومع أن في المنطقة حالياً نحو 400 من الفقمات الشبيهة بـ«إيفا»، أي أربعة أضعاف ما كان عليه عددها في ثمانينات القرن العشرين، يرى علماء البيئة أن هذا الرقم غير كافٍ لضمان استمرار هذا النوع.
وتوضح كارينا تيانن من الجمعية الفنلندية لحماية الطبيعة أن «الشتاء المعتدل الناجم عن التغير المناخي جعل حياة هذه الفقمات أكثر صعوبة»، لأن الفقمة تحتاج إلى الجليد والثلج لبناء أوكار تكاثرها. لكن صيد الأسماك البيضاء الصغيرة التي تؤكل في الصيف بات اليوم يمثل الخطر الأكبر على هذا النوع، وفقاً لناشطين؛ إذ تعلق أربع إلى ثماني فقمات صغيرة كل سنة في الشباك.
وفُرضت أخيراً قيود على الصيد بالشباك على معظم مساحة بحيرة سايما. وأثارت هذه الإجراءات حركة معارضة واسعة في هذه البقعة السياحية المهمة التي تضم 50 ألف شاليه صيفي، وكانت تشهد قبل جائحة «كوفيد - 19» أكثر من مليون حجز للمبيت سنوياً.
ويقول تيمو هيمانين الذي أصدرت جمعيته للصيد 980 رخصة صيد بالشباك عام 2020 إن «الصيد بالشباك أسلوب حياة لكثيرين» في هذه المنطقة. ويضيف أن كثراً يرون أن ثمة مبالغة في الكلام عن خطر يتهدد الفقمات، شارحاً أن «الفقمة تستطيع بسهولة تجنب الوقوع في الشبكة، إذا كانت منصوبة بشكل صحيح في القعر».
معركة في فنلندا لحماية أكثر أنواع «الفقمات» عرضة للانقراض
معركة في فنلندا لحماية أكثر أنواع «الفقمات» عرضة للانقراض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة