طريقة جديدة لتزويد البحيرات بالأكسجين

تنفيذ التجربة ببحيرة سوليرود (جامعة الدنمارك التقنية)
تنفيذ التجربة ببحيرة سوليرود (جامعة الدنمارك التقنية)
TT

طريقة جديدة لتزويد البحيرات بالأكسجين

تنفيذ التجربة ببحيرة سوليرود (جامعة الدنمارك التقنية)
تنفيذ التجربة ببحيرة سوليرود (جامعة الدنمارك التقنية)

بسبب سلوكيات البشر، تعاني البكتريا في قاع البحيرات من نقص حاد ومستمر من الأكسجين؛ الأمر الذي دفع فريقاً بحثياً دنماركياً إلى تنفيذ مشروع تجريبي يهدف إلى مساعدتها عن طريق تزويد قاع البحيرات بالأكسجين.
وتوجد مشكلة استنفاد الأكسجين فيما يزيد قليلاً على 75 في المائة من جميع البحيرات الدنماركية والأوروبية، ويرجع ذلك أساساً إلى العادة المؤسفة في الماضي المتمثلة في تصريف مياه الصرف الصحي التي تحتوي على نسبة عالية من الفوسفور مباشرة في البحيرات، وبالتالي، فإن الرواسب الموجودة في قاع البحيرات لم تعد تحتوي على ما يكفي من الأكسجين الذي تحتاج إليه البكتريا لتفكيك النباتات والأسماك والطحالب الميتة؛ مما يجعل البحيرات تبدو غالباً قاتمة وذات رائحة كريهة.
وفي السنوات الأخيرة، تمت تجربة العديد من الطرق المختلفة لتزويد قاع البحيرات بالأكسجين، ومع ذلك، فإن هذه المبادرات عموماً باهظة الثمن، وكان لها تأثير محدود فقط.
ويقول ستيفان تراب، الباحث بجامعة الدنمارك التقنية، والباحث الرئيسي للتجربة الجديدة في تقرير نشره، أول من أمس، الموقع الإلكتروني للجامعة «طريقتنا الجديدة تعتمد على استخدام الأقطاب الكهربائية لتزويد قاع البحيرة بالأكسجين، وهي بسيطة وغير مكلفة، واختبرناها أولاً في المختبر، ثم في مشروع تجريبي في بحيرة سوليرود بالدنمارك، وحققت نتائج واعدة للغاية».
وتعتمد الطريقة على إنزال شبكتين من الصلب، إحداها في أعلى البحيرة والأخرى في الأسفل، وترتبط الشبكتان بسلك، وتشكلان نوعاً من البطاريات الكهربائية، وعندما تحطم البكتريا النباتات والأسماك الميتة في الأعماق، فإنها تطلق الإلكترونات التي يتم التقاطها بواسطة شبكة الصلب وتنتقل إلى الشبكة السطحية، حيث يحدث امتصاص لها وإطلاق للأكسجين من الشبكة السطحية إلى الأعماق.
وبهذه الطريقة، يمكن للبكتيريا أن تكسر المادة العضوية الميتة كما لو كان الأكسجين موجوداً في الأعماق، وتتم العملية برمتها دون إنتاج غاز الميثان غير المرغوب فيه، ويؤدي إزالة الإلكترونات إلى تغيير الكيمياء في قاع البحيرة؛ مما يتسبب في أن الفسفور يلتصق بالرواسب ويؤدي بالتالي إلى تجميده.



البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
TT

البحث عن 100 ألف نوع جديد من الأحياء في المحيطات

يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)
يستخدم العلماء الغواصات في أعماق البحار لفحص الشعاب المرجانية قبالة جزر المالديف (أ.ب)

تعُدّ محيطات الأرض، في بعض جوانبها، غريبة علينا مثلها في ذلك مثل الأقمار البعيدة داخل نظامنا الشمسي، حسب موقع «سي إن إن».
وتغطي المسطحات المائية الشاسعة أكثر عن 70 في المائة من سطح كوكب الأرض، وتشمل مناطق غامضة مثل «منطقة الشفق»، حيث يزدهر عدد استثنائي من الأنواع التي تعيش بمنأى عن متناول ضوء الشمس. وقد غامر عدد قليل من الباحثين بخوض غمار مثل هذه المناطق المبهمة.
عندما غاص العلماء في منطقة الشفق والمنطقة القائمة فوقها مباشرة في السنوات الأخيرة، عثروا على أسماك ملونة.
واليوم، تساعد ابتكارات تكنولوجية جديدة العلماء على كشف اللثام عن هذا النظام البيئي الصغير الذي جرى استكشافه في أعماق البحار في خضم عالم سريع التغير.
ويأمل الباحثون في تسليط الضوء على الحياة البحرية الخفية من خلال مشروع طموح يسمى «إحصاء المحيطات».
وتسعى المبادرة العالمية للعثور على 100.000 نوع غير معروف من الأحياء على امتداد السنوات العشر المقبلة. وفي الوقت الذي يعتقد علماء أن 2.2 مليون نوع بحري موجود في محيطات الأرض، فإن تقديراتهم تشير إلى عثورهم على 240.000 نوع فقط، حسب «إحصاء المحيطات».
من ناحية أخرى، من شأن تحديد الأنواع الجديدة تمكين أنصار الحفاظ على البيئة من إيجاد طرق لحمايتها، في خضم التغييرات التي تطرأ على الأرض بسبب أزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن أزمة المناخ ربما تقلل الأنواع الحية داخل «منطقة الشفق» بما يتراوح بين 20 في المائة و40 في المائة قبل نهاية القرن. وإذا لم تفلح جهود كبح جماح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن التعافي قد يستغرق آلاف السنوات.
ومن ناحيتها، تنقلنا الصور والأفلام الوثائقية إلى عالم مذهل بصرياً لمملكة الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأصوات مثل نقيق الطيور تشكل المفتاح لفهمنا لكيفية عيش الكائنات المختلفة.
جدير بالذكر أن أول تسجيل منشور لحيوان صدر عام 1910 من جانب شركة «غراموفون المحدودة»، الأمر الذي سمح للناس بالاستماع إلى شدو طائر عندليب في المنزل.
ويعد هذا التسجيل واحداً من أكثر من 250.000 قطعة أثرية ضمن مجموعة الحياة البرية بحوزة المكتبة البريطانية بلندن، التي تقيم معرضاً جديداً بعنوان «الحيوانات: الفن والعلم والصوت».