قصور عمل النيابة يؤدي لتأجيل محاكمة نتنياهو

بنيامين نتنياهو خلال لقاء أخير مع كتلة حزبه «اللكود» في الكنيست (رويترز)
بنيامين نتنياهو خلال لقاء أخير مع كتلة حزبه «اللكود» في الكنيست (رويترز)
TT

قصور عمل النيابة يؤدي لتأجيل محاكمة نتنياهو

بنيامين نتنياهو خلال لقاء أخير مع كتلة حزبه «اللكود» في الكنيست (رويترز)
بنيامين نتنياهو خلال لقاء أخير مع كتلة حزبه «اللكود» في الكنيست (رويترز)

بطلب من النيابة العامة التي تتخبط في إدارة الملف، قررت المحكمة المركزية في القدس، أمس، تأجيل محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق رئيس المعارضة الحالي، بنيامين نتنياهو، مرة أخرى.
وكان من المفترض أن تُستأنف المحاكمة، أمس الاثنين، بمواصلة سماع الشاهد المركزي. وهذه هي المرة الرابعة التي يجري فيها تأجيل المحاكمة بسبب النيابة. وقد حددت المحكمة الموعد الجديد يوم 19 يوليو (تموز) الحالي، مع العلم بأن المحاكم تدخل عطلتها السنوية بعد يومين من هذا الموعد. وبناء عليه؛ فإن الجلسة ستكون ليوم واحد أو يومين، ثم تخرج المحكمة إلى العطلة الصيفية للقضاء لمدة 45 يوماً. وفقط بعدها تستأنف المداولات.
وقد لجأت النيابة إلى تقديم هذا الطلب لأنها لم تتم استعداداتها كما يجب ولم تنفذ بعد قراراً سابقاً للمحكمة، بتسليم مواد من هاتف مدير عام موقع «واللا» السابق، إيلان يشوعا، والذي يُعدّ الشاهد المركزي في «الملف 4000» ضد نتنياهو، وطلبت إمهالها أسبوعين آخرين حتى تسلم هذه المواد.
ومع أن القضاة تذمروا من هذه المماطلة، إلا إنهم وافقوا على الطلب، ولكن ليس لأسبوعين، بل فرضوا تسليم المواد حتى 11 يوليو الحالي. وكتبوا في قرارهم: «نأمل أن يتم الانتهاء بحلول ذلك الوقت من تقييمات الأطراف بشأن مواد التحقيق الجديدة». وعدّ محامو نتنياهو هذا الإجراء دليلاً على قلة المهنية في عمل النيابة في هذا الملف، وأعربوا عن تقديرهم مرة أخرى أن الملف سينهار في المحكمة وسيخرج منه نتنياهو بريئاً. لكن النيابة من جهتها تحاول تفسير الأمور بأن سبب طلب التأجيل «بعض الطلبات المفاجئة التي فرضتها المحكمة، ونحن نحاول الاستجابة لها من دون خلل حتى نصل إلى شوط النهاية بإدانة المتهم في إحدى أكبر وأخطر قضايا الفساد في إسرائيل».
المعروف أن نتنياهو يحاكم بثلاث قضايا فساد ويتهم بتلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة. ومع هذه الوتيرة البطيئة، يتوقع أن تدوم المحاكمة سنوات عدة.
ويسعى محامو نتنياهو إلى إطالتها إلى أكبر قدر من الزمن، حتى يدخل بعض بنودها في قانون التقادم ولا يعاقب نتنياهو بسببها. وهو من جهته، يحاول التشبث بمركزه في قيادة حزب «الليكود» ومعسكر اليمين، ويسعى بكل قوته لإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة أخرى، أو إجراء انتخابات جديدة تعيده إلى الحكم. ورغم بداية التململ الملحوظ داخل حزبه، فإنه ما زال مسيطراً على زمام الأمور.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.