حل لغز «ورنيش الصخور» في الصحراء

نقوش صخرية في حديقة ميسا فيردي الوطنية بكولورادو
نقوش صخرية في حديقة ميسا فيردي الوطنية بكولورادو
TT

حل لغز «ورنيش الصخور» في الصحراء

نقوش صخرية في حديقة ميسا فيردي الوطنية بكولورادو
نقوش صخرية في حديقة ميسا فيردي الوطنية بكولورادو

تجول حول الصحراء في أي مكان في العالم، وستلاحظ في النهاية صخوراً ذات بقع داكنة، خصوصاً في الأماكن التي تشرق فيها الشمس بشكل أكثر سطوعاً ويتدفق الماء أو يتجمع الندى.
وفي بعض الأماكن، إذا كنت محظوظاً، فقد تعثر على فن قديم ونقوش صخرية منحوتة في البقعة، ومع ذلك فقد فهم الباحثون لسنوات، أكثر عن النقوش الصخرية من البقعة الغامضة، المسماة بـ«ورنيش الصخور»، التي رُسمت داخلها النقوش.
وعلى وجه الخصوص، لم يتوصل العلم بعد إلى استنتاج حول مصدر ورنيش الصخور، الغني بالمنجنيز بشكل غير عادي، والآن، يعتقد العلماء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومختبر التسريع الوطني (سلاك) التابع لوزارة الطاقة الأميركية أن لديهم إجابة.
ووفقاً لورقة بحثية حديثة نشرت في العدد الأخير من دورية «بروسيدنغ أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس»، فإنّ الورنيش الصخري تتركه المجتمعات الميكروبية التي تستخدم المنجنيز للدفاع ضد شمس الصحراء القاسية.
وتقول أوشا لينجابا، طالبة الدراسات العليا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة في تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لمختبر (سلاك)، إنّ لغز ورنيش الصخور قديم، وقد كتب عنه عالم التاريخ الطبيعي والجيولوجي البريطاني تشارلز داروين، وعالم التاريخ الطبيعي الألماني ألكسندر فون همبولت، وهناك جدل طويل الأمد حول ما إذا كان له أصل بيولوجي أو غير عضوي.
وخلال الدراسة استخدمت لينجابا وزملاؤها أكبر عدد ممكن من التقنيات لدراسة تفاعل النظم البيئية الميكروبية في الصحراء مع طلاء الصخور، وهي تسلسل الحمض النووي، والتحليلات المعدنية، والفحص المجهري الإلكتروني، وطرق التحليل الطيفي للأشعة السينية المتقدمة، وتمكنوا من رسم صورة لهذا النظام البيئي وفهمه بطرق جديدة، وقادهم ذلك لفرضية جديدة حول تشكيل ورنيش الصخور.
وتقوم تلك الفرضية على أن المنجنيز الموجود في غبار الصحراء عادة ما يكون في شكل جزيئات، وتستخدمه البكتيريا المسماة كروكوكيديوبسيس (Chroococcidiopsis)، لمكافحة الآثار المؤكسدة لشمس الصحراء القاسية، ويؤدي ذلك إلى ترسب المنجنيز على الصخور، مخلفاً الطلاء الذي يعرف بـ«ورنيش الصخور».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.