انقلابيو اليمن يطلقون أسماء طائفية على 13 مدرسة حكومية

TT

انقلابيو اليمن يطلقون أسماء طائفية على 13 مدرسة حكومية

أفادت مصادر تربوية يمنية بأن الميليشيات الحوثية أقدمت في أحدث انتهاكاتها المتعلقة بتجريف الهوية اليمنية إلى إطلاق أسماء جديدة ذات صبغة طائفية على 13 مدرسة حكومية في صنعاء وحجة، استمرارا لحملة الجماعة المدعومة من إيران لـ«حوثنة» ثقافة المجتمع وتاريخه.
الجماعة أقرت قبل أسبوع عبر قرار أصدره القيادي الحوثي المدعو زياد الرفيق والمنتحل لصفة مدير مكتب التربية في العاصمة صنعاء قضى بتغيير اسم مدرسة نشوان الحميري إلى اسم أحد قتلى الجماعة من الأطفال المنتمين إلى صعدة ويدعى، هاني طومر، والذي كان لقي مصرعه بإحدى الجبهات شرق محافظة الجوف وفقا لمصادر أشارت إلى أن استهداف اسم المدرسة هدفه طمس ما ترسخ في ذاكرة الأجيال عن الشخصية اليمنية نشوان بن سعيد الحميري الذي كان عالما ومؤرخا وأديبا عاش في القرن الثاني عشر الهجري والمعروف عنه مناهضته لأفكار «الإمامة» التي تحاول الجماعة الحوثية حاليا استعادة حكمها لليمن في ثياب إيرانية.
على الصعيد ذاته، عد تربويون في صنعاء التقت بهم «الشرق الأوسط»، أن هذا القرار الحوثي يأتي امتداداً لموجة من القرارات اتخذتها الميليشيات بأوقات سابقة وتستهدف العملية التعليمية بمناطق سيطرتها.
وكانت الجماعة الانقلابية استهدفت عشرات المدارس والشوارع وقاعات الكليات والميادين العامة في صنعاء ومدن أخرى من خلال تغيير أسمائها إلى أخرى من عناصر سلالة زعيم الجماعة ومن قتلى الميليشيات.
وفي مطلع يونيو (حزيران) المنصرم، أصدرت الميليشيات توجيهات تقضي بتغيير أسماء 12 مدرسة حكومية في مديرية الشاهل بمحافظة حجة إلى أسماء طائفية لها علاقة بإيران ونظامها الإرهابي.
ولاقت عملية التغيير الحوثية لمسميات المدارس في حجة سخطاً واستنكاراً ورفضاً واسعاً من قبل الأهالي وأولياء الأمور، وأكد بعضهم، خلال أحاديث مع «الشرق الأوسط» أن الجماعة تمادت كثيراً في استهدافها المتكرر للمدارس ولأبنائهم الطلبة صغار السن من خلال مواصلة غسل أدمغتهم والتغرير بهم وإرسالهم إلى ميادين القتال.
وقالوا إن الميليشيات سخرت منذ انقلابها كل طاقتها لاستهداف المدارس بغية حرف التعليم عن مساره والزج به في أتون الطائفية والعنصرية. وأضافوا أن الجماعة لم تتوقف منذ انقلابها عن سعيها الحثيث في حجة وصنعاء وبقية مناطق سيطرتها لتطييف المجتمع وتغيير هويته من خلال تغيير المسميات ذات المنحى الوطني إلى أخرى طابعها طائفي وسلالي.
وطالب أولياء الأمور، بوقف التعرض للمدارس أو مسمياتها وتجنيب العملية التعليمية تبعات الحرب التي أشعلت الجماعة فتيل نيرانها.
وكانت مصادر تربوية في صنعاء اتهمت بوقت سابق شقيق زعيم الميليشيات يحيى الحوثي المعين وزيراً لتربية وتعليم حكومة الانقلاب بأنه يقف وراء عملية تغيير أسماء المدارس بتوجيهات من شقيقه عبد الملك الحوثي الذي كان شدد في خطب سابقة له على استمرار عملية «حوثنة» المجتمع اليمني تحت اسم «ترسيخ الثقافة الإيمانية». على حد زعمه.
وسبق أن أصدرت الجماعة مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي قرارا تضمن تغيير اسم مدرسة علي عبد المغني بمنطقة بلاد الروس في ريف صنعاء، ويعد علي عبد المغني من أبرز الرموز الوطنية في اليمن لدوره في ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالنظام الإمامي في العام 1962.
وأدى السلوك الحوثي منذ الانقلاب إلى تعطيل العملية التعليمية بشكل شبه كلي مع امتناع الجماعة منذ أواخر 2016 عن صرف رواتب المعلمين وتحويل المدارس إلى ساحات لتجنيد الصغار.
وتعرض قطاع التعليم، منذ اجتياح الميليشيات صنعاء ومدنا يمنية أخرى، لانتكاسة كبيرة، دخلت من خلاله العملية التعليمية، بموجب تقارير دولية وأخرى محلية، في أوضاع ومعاناة وصفت بـ«الكارثية»، نتيجة تواصل الجرائم الحوثية بحق ذلك القطاع.
وكانت منسقية الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة «أوتشا» كشفت قبل أيام عن مستوى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للتعليم جراء التدمير الحوثي الممنهج لقطاع التعليم في اليمن.
وقالت المنسقية في تدوينة على حسابها بموقع «تويتر»، إن أطفال اليمن باتوا على أبواب عام دراسي جديد ونحو 8 ملايين ‎طفل منهم في حاجة إلى المساعدات ذات الصلة بالتعليم.
وبحسب «أوتشا» فإن ألفين و507 مدارس إما مدمرة وإما متضررة أو مستخدمة لأغراض غير تعليمية، في إشارة إلى نهج الحوثيين في تدمير المدارس واستخدام بعضها لأغراض عسكرية.
وعن تمويل المشاريع التعليمية في اليمن، أكدت المنسقية التابعة للأمم المتحدة أن مجموعة قطاع ‎التعليم تلقت حتى الآن في عام 2021 قرابة 28 في المائة فقط من التمويل المطلوب.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)
لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً، على الأقل، في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة في المخيم، اليوم الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان صحافي: «جرى نقل جثث لـ16 فلسطينياً؛ بينهم أطفال ونساء، غالبيتهم وصلوا أشلاء، جراء هجمات من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في المخيم».

وأضاف المستشفى أنه جرى نقل عشرات الجرحى إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج، بينهم حالات بتر في الأطراف، وإصابات في الجزء العلوي من الأجساد، مما استدعى طلب المستشفى من المواطنين التبرع بالدم.

وقال شهود عيان في المخيم إن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين كانوا في منطقة أرض المفتي بالمخيم، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، في حين قصف الجيش عدداً من المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف تكية خيرية لإعداد الطعام المجاني للنازحين في المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة، حيث قتل أربعة فلسطينيين، على الأقل، في قصف استهدف منزلين سكنيين في بلدة بيت لاهيا، شمال غزة.

وفي محيط مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للفلسطينيين، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل.

وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، قالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً، على الأقل، في قصف استهدف منزله، في حين لم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.